دوافع ضم الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
دوافع ضم الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

دوافع ضم الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
عانت المنطقة الشرقية خلال الفترة الأخيرة من عهد الدولة السعودية الثانية وبعد سقوطها، وبخاصة الأحساء قاعدة المنطقة وكذلك أهم مدنها القطيف، من مساوئ الحكم العثماني الذي غذّى الصراعات القبلية، فأصبحت المنطقة مثالاً لاختلال الأمن وفساد النظام، لذلك كانت المنطقة بحاجة ماسة إلى إدارة حازمة، وخصوصًا أن أهل المدن من سكان المنطقة عانوا من فشل الحكومات المتعاقبة في إقرار الأمن وحمايتهم من هجمات أهل البادية على وجه الخصوص  
 
ولا شك أن هناك عوامل وأسبابًا دعت الملك عبدالعزيز إلى ضم الأحساء إلى دولته الناشئة، ومنها:
 
 إن المنطقة الشرقية كانت تشكل إحدى المناطق المهمة للدولة السعودية خلال عهديها الأول والثاني، وبالتالي فإن ضم الملك عبدالعزيز هذه المنطقة يعد من قبيل استعادة هذه البلاد.
 
 إن الملك عبدالعزيز شعر أنه محاصر في وسط الجزيرة العربية، إذ ليس له منفذ بحري، كما أن بلاد نجد تقع في وسط الجزيرة العربية؛ ولذلك فهي فقيرة الإمكانات ولا يفي إنتاجها الزراعي بحاجة السكان. وفي المقابل تعد المنطقة الشرقية على الدوام الرئة التي تتنفس من خلالها بلاد نجد فهي المنفذ البحري الوحيد لها على البحر، فضلاً عن غناها بالموارد الزراعية وثروتها البحرية، وقد مثلت هذا الدور طوال السنين لأي دولة تحكم بلاد نجد.
 
 حرص الملك عبدالعزيز على استكمال حلقة توحيد البلاد السعودية بضم المنطقة الشرقية إلى منطقة نجد التي استقر حكمه لها بعد انتصاره على خصومه فيها، وبعد هدوء الجبهة مع منطقة حائل بمقتل الأمير عبدالعزيز بن رشيد.
 
 إن خوف الشريف حسين من تنامي قوة الملك عبدالعزيز جعله يضايق التجار النجديين، ويمنع التبادل التجاري بين نجد والحجاز. على قلَّته. وقد دفع هذا التضييق الملك عبدالعزيز إلى البحث عن منطقة غنية للتبادل التجاري وهي المنطقة الشرقية.
 
 إن دخول المنطقة الشرقية تحت حكم الملك عبدالعزيز، فيه تقوية له أمام منافسيه، وأمام القوى المحلية والدولية في بلاد الخليج.
 
 رغبة الملك عبدالعزيز في تحرير المنطقة الشرقية من التدخل العثماني الذي بدأ بحملة مدحت باشا بقيادة نافذ باشا بحجة استنجاد الإمام عبدالله بن فيصل بالدولة العثمانية ضد أخيه سعود كما أسلفنا، ثم انتهى بالحكم العثماني المباشر للمنطقة الشرقية، وما صاحب هذا الاحتلال من ظلم وجور بحق الأهالي، وتدهور للأوضاع الاقتصادية والأمنية في المنطقة.
 
 الرد على موقف الدولة العثمانية العدائي من الأسرة السعودية بصفة عامة، ومن الملك عبدالعزيز بشكل خاص بعد أن أثبت وجوده حاكمًا قويًا لبلاد نجد، وأثبت نديته لحكام الجزيرة العربية. وقد تمثل هذا الموقف العدائي من قِبَل العثمانيين بتحريض كلٍّ من الشريف حسين بن علي وعبدالعزيز بن متعب بن رشيد، وابن سعدون عليه من جهة، وتأليب بعض القبائل في المنطقة الشرقية من جهة أخرى، بالإضافة إلى تحريض المتصرف العثماني في الأحساء ضد الملك عبدالعزيز، وسماحه لبعض الخارجين عليه باللجوء إلى مدن المنطقة الشرقية، وخصوصًا في عامي 1329 - 1330هـ / 1911 - 1912م.
 
 حرص الملك عبدالعزيز على الاستفادة من الظروف الدولية السائدة في بداية القرن العشرين عندما بدأ الضعف يدب في جسم الدولة العثمانية، ولا سيما بعد خروجها مهزومة في حربين؛ الأولى مع إيطاليا حيث فقدت ليبيا، والثانية مع دول البلقان حيث فقدت سلطتها في مناطق وسط أوروبا، كما فقدت جزرها في البحر المتوسط وولايات البلقان وأهمها سلانيك  . 
 
والواقع أن الملك عبدالعزيز كان دائم التفكير في ضم المنطقة الشرقية وتوحيدها مع منطقة نجد، وبخاصة بعد هزيمة خصمه عبدالعزيز بن متعب بن رشيد الذي قتل في معركة روضة مهنا في عام 1324هـ / 1906م  .  وقد تهيأت الظروف للملك عبدالعزيز في بداية عام 1331هـ / 1913م فاستغلها ونجح في ضم المنطقة الشرقية.
 
شارك المقالة:
63 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook