ذو القرنين وفقهه في سنة الأخذ بالأسباب

الكاتب: المدير -
ذو القرنين وفقهه في سنة الأخذ بالأسباب
"ذو القرنين وفقهه في سنة الأخذ بالأسباب




الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبيِّ المصطفى، وعلى آله وصحبه ومَن سار على دربهم واقتفى.

ثم أما بعد:

فلقد حفَل القرآنُ الكريم بالآيات التي تدعو الأفرادَ والجماعات والشعوب إلى الأخذ بأسباب القوَّة المادية والمعنوية؛ حتى يحقِّق الله وعدَه لهم بالنَّصر والتمكين، ومِن بين هذه التوجيهات الربانيَّة للفئة المؤمنة قوله سبحانه وتعالى: ? وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ? [الأنفال: 60].

 

فما أحوج المسلمين اليوم إلى أن يحصِّلوا كلَّ أسباب القوة! فهم يواجهون نظامًا عالميًّا وقوًى دوليَّة لا تَعرف إلا لغة القوَّة، فعليهم أن يقرعوا الحديدَ بالحديد، ويقابلوا الريحَ بالإعصار، ويقابلوا الكفرَ وأهله بما يقدرون عليه، وبكلِّ ما امتدَّت إليه أيديهم، وبكلِّ ما اكتشف الإنسان، ووصل إليه العلم في هذا العصر؛ من سلاح وعتاد واستعداد حربي، لا يقصِّرون في ذلك ولا يَعجِزون[1].

 

أيها الإخوة الكرام:

هذا مجلس من مجالس قصص القرآن: تفسير وبيان، نجتمع من خلاله على كتاب الله العظيم، نتفيَّأ ظلال آي الذِّكر الحكيم، نستخرج منه القِيمَ الصحيحة التي تُداوي العليلَ والسَّقيم، ونبتعد بها عن وساوس الشيطان الرجيم، فنلزم معًا الصراط المستقيم.

 

حديثنا اليوم متَّصل ذو شجون؛ لأنه يتابع سيرةَ عَلَمٍ عُرف عبر القرون، وردت حكايته في سورة الكهف الكريمة بعد ذِكر رحلة موسى مع الخضر العظيمة، فبعد أن طاف موسى عليه السلام طلبًا للعلم النافع، وطاف الخضر بأمر الله تعالى حاملًا رايةَ الإصلاح والتغيير، طاف ذو القرنين بجُنده وعتاده، لينشر العدالةَ في ربوع الكون ويبلِّغ دعوةَ الحق، ويصحِّح المفاهيم، ويقيم الموازين بالقسط، ويرسخ القيمَ الأصيلة، والأخلاق الفاضلة[2].

 

نبدأ من قوله سبحانه وتعالى: ? وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ? [الكهف: 83]، إلى قوله عز وجل: ? قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ? [الكهف: 98]؛ من الآية (83) إلى الآية (98) من سورة الكهف.

 

ففي قصَّة ذي القرنين نموذج رائع ومثال واقعي للقائد الرَّاشد والحاكم العادل والفاتح المؤيد الذي يمكِّنه الله في الأرض، وييسِّر له الأسباب، فيبلغ مشارقَ الأرض ومغاربها، فلا يتجبَّر ولا يتكبَّر، ولا يَطغى ولا يَبطَر، ولا يتَّخذ مِن الفتوح وسيلةً للكسب المادي واستغلال الأفراد، وابتزاز الشعوب، ولا يعامل البلادَ المفتوحة معاملةَ الرَّقيق، ولا يسخِّر أهلَها في أغراضه وأطماعِه، وإنما ينشر العدلَ في كلِّ مكان يحلُّ به، ويساعد المتخلفين المستضعَفين، ويدرأ عنهم العدوانَ دون مقابل، ويستخدم القوَّةَ التي يسَّرها الله له في التغيير والإصلاح ودفعِ العدوان وإحقاق الحق[3].

 

اختلف المفسِّرون في اسم ذي القرنين ونسَبِه وزمانه، وسبب تلقيبه بذي القرنين اختلافًا كبيرًا؛ فلقد تضاربَتْ أقوالُهم وآراؤهم، وتعارضت أدلَّتُهم، واعتمد الكثيرُ منهم على الإسرائيليات والخرافات والأساطير، والروايات الواهية، والأخبار الكاذبة[4].

 

لقد قالوا: إنَّ ذا القرنين هو الإسكندر المقدوني، وذلك لأنَّ البلاد التي استولى عليها امتدَّت إلى مشارق الأرض ومغاربها، وقيل: هو قورش الإخميني؛ لإجماع المؤرِّخين على عدالة سيرتِه وحسنِها في الشعوب والممالك، وقيل: إنَّه أبو كرب شمر بن عمرو الحميري، ولقد ناقش الأستاذ محمد خير رمضان الأقوالَ السابقة، وخرج بنتيجة أنه لم يكن واحدًا مِن هؤلاء الثلاثة، بل إنَّه عَلَمٌ قرآني بارِز، خلَّد الله ذكرَه في الكتاب الخالد، فاستحقَّ أن ينال لقبَ (القرآني) وكفى[5].

 

فما دام أنَّ القرآن الكريم والسنَّة النبوية لم يتعرَّضا إلى تلك التفصيلات، فلا دلالة يقينيَّة عليها؛ ولذلك يكون كلام المفسِّرين وأهل التاريخ والعلماء مِن باب الظَّن وليس من باب الجزم[6].

 

أيها الفضلاء:

لقد بذل ذو القرنين أهمَّ الأسباب الظاهرة والباطنة، وأحسَن استثمارَها لأجل التمكين لدين الله سبحانه وتعالى، ولقد بيَّن لنا القرآنُ الكريم التزامَه الواضح في العمل بالأسباب؛ وذلك في مواضع ثلاثة[7] مِن الآيات التي أشَرنا إليها آنفًا؛ قال تعالى: ? فَأَتْبَعَ سَبَبًا ? [الكهف: 85]، وبعدها يكرِّر: ? ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ? [الكهف: 89]، ثمَّ بيَّن لنا أنَّ ذا القرنين قد أخذ بالأسباب المعنوية؛ مِن إيمان وتقوى وعمل صالح في قوله: ? هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ? [الكهف: 98].

 

إنَّ الأسباب التي اتَّخذها ذو القرنين للتمكين لدين الله كثيرة، أهمها:

1- الدستور العادل الذي قام أساسًا على الإيمان والتقوى والعدلِ والرحمة، وابتعد عن كلِّ جَور وتعسُّف وطغيان؛ قال تعالى: ? قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا * وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ? [الكهف: 87، 88].

 

2- الاهتمام بالعلوم المادية والمعنوية وتوظيفها في الخير؛ قال تعالى: ? إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ? [الكهف: 84]، فلقد مكَّن الله له في العلوم والمعرفة، واستقراء سنن الأُمم والشعوب صعودًا وهبوطًا، ومكَّن له في سياسة النفوس أفرادًا وجماعات - تهذيبًا وتربية وانتظامًا - ومكَّن له في أسباب القوَّة والأسلحة والجيوش، وأسبابِ القوَّة والمنعة والظفر، ومكَّن له في أسباب العمران وتخطيطِ المدن، وشقِّ القنوات، وإنماء الزراعة[8].

 

كان ذو القرنين صاحبَ خبرة ودِراية بمختلف العلوم المتاحَة في عصره، يدلُّ على ذلك حسنُ اختياره للخامات، ومعرفته بخواصِّها؛ فلقد استخدم المعادنَ على أحسن ما خُلقتْ له، ووظَّف الإمكانات على خير ما أُتيح له، لقد أمرهم بأن يأتوه بقِطع الحديد الضخمة، فأتَوه بها، فأخذ يبني شيئًا فشيئًا، حتى جعل ما بين جانبي الجبلين مِن البنيان مساويًا لهم في العلو، ثم قال للعمَّال: انفخوا بالكير في القِطع الحديديَّة الموضوعة بين الصدفين[9]، فلما تمَّ ذلك، وصارت النار عظيمةً، قال للذين يتولَّون أمر النحاس مِن الإذابة وغيرها: آتوني نحاسًا مذابًا أُفرغه عليه، فيصير مضاعف القوَّة والصلابة، وهي طريقة حديثة استُخدمتْ في تقوية الحديد، فوجد أنَّ إضافة نسبة مِن النحاس إليه تُضاعف مقاومته وصلابته[10].

 

كان ذو القرنين واقعيًّا في قياسِه للأمور، وتدبيرِه لها، فقد صدق مَن قال:

ومَنْ يَرْمِ الذبابَ بِمَنجَنيقٍ *** سيَخسرُ سهمَه وقتَ النِّضالِ

 

فقد قدَّر ذو القرنين حجمَ الخطر، وقدرَ ما يحتاج إليه مِن علاج، فلم يجعل السورَ مِن الحجارة، فضلًا عن الطِّين واللبن؛ حتى لا يعود منهارًا لأدنى عارِض، أو في أول هجوم؛ ولهذا باءت محاولات القوم المفسِدين بالفشَل عندما حاولوا التغلُّبَ على ما قهرهم به ذو القرنين: ? فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ? [الكهف: 97]، أي: لم يتمكَّنوا مِن اعتلائه؛ لارتفاعه وملاستِه، وما استطاعوا أن يَثقُبوه لصلابته وثخانته[11].

 

3- فقهه في إحياء الشعوب: إن حركة ذي القرنين الدعوية والجهاديَّة، جعلته يحتكُّ بالشعوب والأممِ القريبة والبعيدة، وتكلَّم القرآن عن رحلاته الثلاث إلى المغرب والمشرِق، وإلى القوم الذين لا يكادون يَفقهون قولًا، وقد استنقذ ذو القرنين في رحلته الأخيرة هؤلاء القومَ المتخلفين الضُّعفاء الكسالى، فأثار حماستَهم وحيويَّتهم، وشرع في تعليمهم العملَ والكسبَ والسَّعي الجاد؛ قال تعالى: ? قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ? [الكهف: 95، 96].

 

إنَّ القيادة الحكيمة هي التي تستطيع أن تفجِّر طاقات المجتمع وتوجِّهه نحو التَّكامل لتحقيق الخير والغايات المنشودة[12].

 

إنَّ أمَّتنا الإسلامية ملأَى بالمواهب الضائعة والطاقات المعطَّلة، والأموال المهدرة والأوقات المتبددة، والشباب الحيارى، وهي تنتظر مِن قيادتها في الأقطار والدول والبلاد كافَّة - أن تأخذ بقاعدة ذي القرنين في الجَمْع والتنسيق والتعاون، ومحاربة الجهل والكسَل والتخلُّف[13].

• ? فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ?: يعتبر منهجًا تربويًّا يَستنفر الطَّاقات المعطَّلة، فيحرِّكها لعمل الخير والخدمة المجتمعية.

• ? فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ?: هو عَزم وتصميم، وتخطيط وتَنظيم، وتنفيذ وتقويم.

 

أراد ذو القَرنين أن يزرع الثِّقةَ في النفوس الضَّعيفة، ويحرِّكَ الهِمم في الأرواح الخائرة، فنجح في ذلك مِن خلال مشاركتهم في بناء السدِّ، ثم نسَب التوفيقَ إلى الله سبحانه وتعالى قائلًا: ? هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ? [الكهف: 98].

 

فبناء السدِّ رحمة مِن الله بأولئك الضُّعفاء الذين لم يستطيعوا صدَّ هجمات الغزاة، وتسخير ذي القرنين علمَه وجهدَه وخبرته في منْع العدوان رحمةٌ مِن الله بهذا الملك العادل.

 

وقبل أن يُكمل القرآن الحديثَ عن حروب ذي القرنين وفتوحاتِه، وقبل أن يتحدَّث عن مهمَّته في المنطقة الشمالية - توقَّف سياقُ القرآن ليقرِّر حقيقةً أساسية، وهي قوله تعالى: ? كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ? [الكهف: 91]، والآية تشير إلى أنَّ الله كان عالمًا بأحوال ذي القرنين، مطَّلعًا على حركاته، محيطًا بأخباره وأخبار جيشه، فلا يسيرون خطوةً إلَّا بإذن الله، ولا يتحرَّكون حركةً إلَّا بمشيئة الله، ولا يَكسبون معركة، أو يَستعمرون بلدًا، إلا والله عالم بهم، مطَّلع عليهم، خبير بهم.

 

ونقف لنسأل عن الحكمة مِن ذِكر إحاطة الله بأخبار ذي القرنين وجيشِه وعلمه بها أثناء حديثه عن فتوحاته؟

• إنَّ الحكمة التي قد تَبدو لنا هي حِرص القرآن على ربط كل ما يَحدث في الكون بإرادة الله ومشيئته وعلمِه سبحانه؛ حتى لا ينسى الناسُ هذه الحقيقة وهم يتابعون الأحداثَ، وحتى لا يظنوا أنَّهم يتحرَّكون بقدراتهم الذاتية[14].

 

4- أخلاقه القياديَّة: إن شخصية ذي القرنين تميَّزتْ بأخلاق رفيعة ساعدت على تحقيق رسالته الدَّعوية والجهاديَّة في الحياة، ومِن أهم هذه الأخلاق:

أولًا: الصبر: كان جلدًا صابرًا على مشاقِّ الرحلات؛ فتلك الرحلات التي كان يقوم بها، تحتاج إلى جهود جبَّارة في التنظيم والنقلِ والتحرُّكِ والتأمين.

 

ثانيًا: المهابة: كانت له مهابة ونجابة يَستشعرها مَن يراه أوَّل مرَّة، ولكن ليست مهابة الملوك الظلمة الجبارين.

 

ثالثًا: الشجاعة: كان قويَّ القلب جسورًا، غير هيَّاب مِن التبعات الضخمة والمسؤوليات العظيمة إذا كان ذلك في مرضاة الله سبحانه.

 

رابعًا: التوازن في شخصيته: فلم تؤثِّر شجاعته على حكمته، ولم يَنقُصْ حَزمُه مِن رحمته، ولا حسمُه مِن رِفقه وعدالته، ولم تكن الدنيا كلها - وقد سُخِّرتْ له - كافية لإثنائه عن تواضُعه وطهارته وعفَّته.

 

خامسًا: العفَّة: كان مترفِّعًا عن مال لا يحتاجه، ومتاعٍ لا ينفعه؛ فإنَّ القوم المستضعفين لما شَكوا إليه فسادَ المفسدين، عرضوا عليه الخراجَ، فأجابهم بعفَّة وديانة وصلاحٍ عن الذي أعطاه الله مِن الملك.

 

سادسًا: كثرة الشكر: لأنه كان صاحب قلبٍ حي مَوصول بالله تعالى، فلم تُسكره نشوةُ النَّصر وحلاوة الغلبة بعدما أذلَّ كبرياء المفسدين، بل نسب الفضلَ إلى الله سبحانه وقال: ? هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ? [الكهف: 98][15].

 

وفي الختام، لقد مكَّن الله عز وجل لذي القرنين في الأرض، وامتنَّ عليه بأن جعله شخصيَّةً متوازنة خُلِّد ذكرُها في القرآن الكريم؛ لتتدارسَها الأجيال تِلوَ الأجيال، هذا وقد جمع الله سبحانه وتعالى لذي القرنين العديد مِن الصِّفات المحمودة والأخلاق القياديَّة التي أكسبتْه لقبَ الملك العادل والقائد المظفَّر والعبد الشكور، والفضل لله يؤتيه مَن يشاء مِن عباده، والله ذو الفضل العظيم.

 

إنَّ الدرس المهم المستفاد مِن قصة ذي القرنين، هو الفِقه الحقيقي لسُنَّة الأخذ بالأسباب؛ فلقد استطاع أن يربط بين الأسباب والمسببات، وأن يُنسِّق بين المقدِّمات والنتائج، ثم توكَّل على الله عزَّ وجل يقينًا فيما عند الله، ذلك أن يقينَه فيما عند الله أعظم من يقينه فيما عنده مِن عطاء الذات وعطاء القدرات، فمكَّن الله له في نهاية المطاف حتى صار نموذجًا للعبد الصالح العادل الخاشِع لربِّه المنفِّذ لأوامره.

وصلِّ اللهم وسلِّم على صاحب المقام المحمود واللواء المعقود والحوض المورود.




[1] ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، للندوي، ص (225).

[2] التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، مصطفى مسلم، الجزء الرابع، ص (382).

[3] التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، مصطفى مسلم، الجزء الرابع، صفحة (392(.

[4] فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم، علي محمد الصلابي، ص (144).

[5] ذو القرنين: القائد الفاتح والحاكم الصالح، محمد خير رمضان، ص (247 - 249).

[6] قصص السابقين في القرآن، صلاح الخالدي (6/ 253، 255).

[7] السنن الإلهية في الأمم والأفراد، مجدي عاشور، ص (167).

[8] سنة الله في الأخذ بالأسباب، علي الصلابي، ص (22).

[9] روح المعاني، للألوسي (16/ 40)

[10] فتح القدير، للشوكاني (3/ 313)

[11] فتح القدير، للشوكاني (3/ 313).

[12] سنة الله في الأخذ بالأسباب، علي الصلابي، ص (27).

[13] مع قصص السابقين، صلاح الخالدي، (2/ 342).

[14] مع قصص السابقين، صلاح الخالدي، (2/ 325).

[15] سنة الله في الأخذ بالأسباب، علي الصلابي، ص (32، 33).


"
شارك المقالة:
25 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook