ذيول معركة السبلة ومعركة العوينة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
ذيول معركة السبلة ومعركة العوينة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

ذيول معركة السبلة ومعركة العوينة بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
من التداعيات العسكرية التي حصلت في المنطقة الشرقية خلال عهد الملك عبدالعزيز ذيول فتنة الإخوان التي تصدى لها الملك عبدالعزيز في نجد، وشارك في فصولها ابن جلوي في المنطقة الشرقية  .  فعلى الرغم من الانتصار الكبير الذي حققه الملك عبدالعزيز على جماعات الإخوان في معركة السبلة التي حدثت يوم 19 شوال 1347هـ الموافق 31 مارس 1929م، إلا أن المشكلة لم تنته عند هذا الحد؛ لأن أسبابها وعواملها الحقيقية الموجودة في نفوس مَنْ بقي من زعماء الإخوان المتورطين في هذه المشكلة ما زالت هي المسيطرة على عقولهم، ولا سيما بعد اتضاح الرؤية خلال المؤتمرين اللذين عقدهما الملك عبدالعزيز قبل حسم الموقف عسكريًا عندما قال العلماء خلالهما رأيهم واضحًا، وفندوا المزاعم التي استند إليها أولئك الزعماء الذين تسببوا في هذه المشكلة، وعلى الرغم من فشلهم عسكريًا في أول مواجهة مع الملك عبدالعزيز، وقطعًا لدابر الشر، ومنعًا لأي تطور في المستقبل أمر الملك عبدالعزيز ولاته على المناطق بجمع السلاح والخيل من بعض الجماعات التي تورطت في أعمال غير مسؤولة، أو كانت مترددة في موقفها خلال تعامل الملك عبدالعزيز مع هذه المشكلة  
 
ومع أن ضيدان بن حثلين مال إلى السلم، وتعهد بتسليم السلاح الموجود عنده، إلا أن فئات من قومه لم تكن تريد ذلك السلم، بل آثرت عليه فيصل الدويش، وانضمت إليه. وبسبب موقفها العدائي طلب الملك عبدالعزيز من عبدالله بن جلوي حسم الموقف عسكريًا. كان ضيدان معسكرًا في الصرار مع ألفين من العجمان وعائلاتهم، فقرر عبدالله بن جلوي حسم الموقف قبل استشرائه، إذ بعث إليهم حملة عسكرية بقيادة ابنه فهد، تتكون من سكان الأحساء وبعض القبائل من نجد والأحساء، وقد وصلت هذه الحملة إلى العوينة قرب الصرار، ثم بعث فهد إلى ابن حثلين لإقناعه بتغيير رأيه والانضواء مع الجماعة تحت راية الدولة السعودية. ويبدو أن العجمان كانوا متخوفين من فهد، ومع ذلك فضل ضيدان الاستجابة لطلب فهد، وحضر إلى مخيمه في 21 ذي القعدة 1347هـ الموافق 30 إبريل 1929م، واستقبله بحفاوة، ولكن لم يسمح له بالذهاب تلك الليلة. وكان ضمن قوات فهد عدد من العجمان المعارضين لضيدان بن حثلين يتزعمهم نايف أبو الكلاب الذي كان يطمع في زعامة العجمان. قام العجمان بهجوم على جيش فهد حيث أوقعوا بهم هزيمة كبيرة في معركة العوينة في 19 ذي القعدة 1347هـ الموافق 28 فبراير 1929م قُتل فيها فهد بن عبدالله بن جلوي وضيدان بن حثلين. وقد أدرك العجمان أن أمير المنطقة الشرقية لن يتركهم، بل سيعاقبهم، فقرروا النـزوح إلى الشمال بقيادة نايف بن حثلين الذي تزعم المتسببين في هذه الموقعة   أدت السياسة التي اتبعها الملك عبدالعزيز في معالجته هذه المشكلة في النهاية إلى تمكين الدولة من فرض هيبتها وسلطتها على جميع رعاياها، ومعالجة السلبيات التي برزت خلال فترة توحيد البلاد: من تمسك القبائل بموروثاتها التي اعتقدت أنها فقدتها بعد توحيد البلاد، والامتيازات التي كان زعماء القبائل يتمتعون بها في ظل عدم وجود سلطة مركزية للدولة خلال فترات ضعف الدولة السعودية قبل حكم الملك عبدالعزيز.
 
نوهت الوثائق البريطانية بالنجاح الذي حققته إمارة المنطقة الشرقية تحت إمارة عبدالله بن جلوي في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، وخصوصًا طرق القوافل بين الهفوف والقطيف والعقير التي شهدت استقرارًا ملحوظًا مقارنة بالفترة السابقة. وقد ترتب على الاستقرار الأمني داخل المدن وعلى الطرقات ازدهار التجارة وعمليات التصدير والاستيراد، واستطاع التجار التنقل بأمان في الإقليم  
 
شارك المقالة:
86 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook