رئاسة الاستخبارات العامة في المملكة العربية السعودية.
هي أحد الأجهزة الأمنية التي تهدف إلى توفير الأمن والاستقرار، وتعمل على المحافظة على مكتسبات الوطن والمواطن، داخل المملكة وخارجها. وهي جهاز إداري له هيكل تنظيمي محدد، ومجموعة أهداف وإستراتيجيات واضحة يسعى إلى تحقيقها وفق مبادئ وأسس ثابتة تتوافق في مضمونها ومحتواها مع الثوابت التي تقوم عليها المملكة
النشأة والتطور
استخدم الملك عبدالعزيز العمل الاستخباري إِبَّان معارك التوحيد التاريخية، فقد كان لا يقوم بأي تحرك عسكري إلا بعد أن يطّلع على الظروف السياسية والعسكرية للطرف الآخر كي يضع خططه المناسبة لتحقيق النصر
ومع تطور الظروف السياسية العالمية والإقليمية والمحلية، واستجابة لمتطلبات تلك المرحلة، وللأهمية السياسية والدينية والاقتصادية التي تعيشها المملكة، ظهرت الحاجة إلى إنشاء جهاز يُعْنى بتوفير المعلومات لمتخذ القرار، ويسهم مع الأجهزة الأمنية الأخرى في الحفاظ على كيان الدولة ومقوماتها، وتحقيق أمنها الوطني، ويضمن تحقيق مستوى عالٍ من الرفاهية للوطن والمواطن، والمحافظة على جميع مكتسباتهما في جميع المجالات. عندها فكرت المملكة آنذاك في إنشاء جهاز للاستخبارات، كانت بدايته بافتتاح مكتب للاستخبارات تحت اسم المباحث العامة في عام 1376هـ / 1957م
تم فصل الاستخبارات العامة عن المديرية العامة للمباحث، وتأسيس الاستخبارات جهازًا أمنيًا مستقلاً بناء على المرسوم الملكي رقم 11 في 10 / 4 / 1377هـ الموافق 4 / 11 / 1957م، القاضي بإنشاء دائرة خاصة باسم (مصلحة الاستخبارات العامة) في 10 / 4 / 1377هـ الموافق 2 / 10 / 1957م
شهدت الرئاسة صدور نظام رئاسة الاستخبارات العامة بالمرسوم الملكي رقم (م - 195) في 4 / 3 / 1403هـ الموافق 19 / 12 / 1982م، وتم بموجبه تحديد مسؤولياتها، وواجباتها، وخصوصية عملها
وتم خلال هذه المرحلة إنشاء كثير من الإدارات التابعة لرئاسة الاستخبارات العامة، مثل: الإدارة العامة للعمليات، والإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية، والإدارة العامة للتخطيط والتدريب، والإدارة العامة للشؤون الفنية، كما تم إنشاء مركز الأبحاث الوطني، ومركز الإعلام والاتصال الدولي (مركز الترجمة سابقًا)
وفي عام 1418هـ / 1997م، ضُمَّ (مكتب الاتصالات الخارجية) إلى رئاسة الاستخبارات العامة، بعد أن كان تابعًا لرئاسة مجلس الوزراء وتحولت تسميته إلى (الإدارة العامة للاتصالات الخارجية)، وتم دعمها بأجهزة تقنية ومختصين للاستطلاع اللاسلكي الذي يمثل أسلوبًا وتقنيةً متقدمة في جمع المعلومات الاستخبارية
وشهدت هذه المرحلة توسيع نشاط الرئاسة في الخارج، بتطوير مكاتبها الخارجية وإنشاء المزيد من المكاتب في بعض الدول الخارجية، والعمل على تنظيمها بما يتفق مع المصلحة العامة للمملكة
كما شهدت فروع الرئاسة الداخلية خلال هذه المرحلة عمليات تطوير عبر إعادة تشكيل الفروع والمكاتب التابعة لها وتنظيمها، وتزويدها بالخبرات والكفاءات المؤهلة؛ حتى تتمكن من أداء مهماتها وواجباتها بكل كفاءة .
أهداف ومهمات رئاسة الاستخبارات العامة
لرئاسة الاستخبارات العامة أهداف ومهمات، منها الآتي:
توفير الاستخبارات المبكرة والدقيقة، والقيام بالعمليات والأنشطة، والتكيف مع متطلبات الأمن المتغيرة لتحقيق الأمن الوطني
توفير الاستخبارات الإستراتيجية المساهمة في تحقيق الأمن الوطني للمملكة
تقديم المعلومات إلى المسؤولين في الوقت المناسب؛ لاتخاذ الإجراءات السريعة والمناسبة
تحقق رئاسة الاستخبارات العامة أهدافها من خلال قيامها بالأنشطة الآتية:
الجمع المبكر للمعلومات، وفق معايير مهنية تضمن دقة العمل الاستخباري وسرعته ومرونته بما يسهم في تحقيق أمن المملكة واستقرارها
التخطيط والتنفيذ الفاعل للعمليات الاستخبارية المختلفة في المناطق ذات الاهتمام
مكافحة التجسس والتخريب الفكري والمادي وكشف العناصر المناوئة
إجراء الدراسات المتخصصة والبحوث الإستراتيجية عن طريق منسوبي الرئاسة، أو بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث، ومع الأجهزة الأمنية والاستخبارية الوطنية والأجنبية بما يخدم الأمن الوطني
المتابعة المستمرة للتطورات والمشاركة الفاعلة في المؤتمرات واللقاءات ذات الاهتمام في الداخل وفي الخارج بما يحقق التكيف مع المتغيرات المختلفة
استقطاب الكفاءات الإدارية وتطوير الفعاليات المهنية من خلال: الاختيار الأمثل للكفاءات البشرية المؤهلة، وتوفير التدريب التخصصي المناسب
إدارة عمليات الاستخبارات الإستراتيجية والمضادة اللازمة لتحقيق الأمن الوطني، والتخطيط لنشاط أجهزة الاستخبارات الوطنية، وعمل الدراسات والبحوث بناء على متطلبات الأمن الوطني وتقديمها إلى صانعي القرار؛ لتمكينهم من رسم السياسة الداخلية والخارجية على أسس وقواعد سليمة ومعلومات دقيقة
إنشاء علاقات متبادلة مع أجهزة الاستخبارات للدول الشقيقة والصديقة .