إنَّ الطريق جِدُّ طَويل، والسَّير فيه منهِك لقوى الصَّحيح والعَليل؛ فهو مستنزف للطَّاقات، ولا بدَّ فيه من محطَّات ووقفات، فخُذْ حذرَك يا أيها المسافر مِن بلد إلى بلد، وكن ذا عزيمةٍ وجلَد، ولا تتنقل إلَّا بحكمة ورويَّة، ومعرفة بالطبيعة الجغرافيَّة، ثم أَصِخِ السَّمع - بعد ذلك - لمن يقول لك:
ستلوح لك في جَنبات الطَّريق علامات، توضِّح لك الجادَّة المستقيمة، وتبيِّن لك معالم المدينة الكريمة، فالْزَمها، ولا تَحِدْ عنها قيد أُنمُلة؛ فثمَّ الصواب، قال رب الأرباب: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ? [الأنعام: 153]، وقد صحَّ عن النبيِّ المصطفى والرسولِ المجتبى أنه قال:
((تركتكم على المحجَّة البَيضاء، ليلُها كنهارها، لا يَزيغُ عنها إلا هالِكٌ)).
فإيَّاك إياك أن تنخدع بالرَّايات المزيَّفة التي تجعلك تحيد عن مَسارك، وتبتعد عن أهلك ودارِك، وتغفل عن مقرِّك وقرارِك.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.