رتبة غمدية الأجنحة بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
رتبة غمدية الأجنحة بالرياض في المملكة العربية السعودية

رتبة غمدية الأجنحة بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 
تمثل أفراد هذه الرتبة نحو 40% من أنواع الحشرات المعروفة، ونحو 30% من جميع أنواع الحيوانات الموصوفة. وقد سجل منها أكثر من 350 ألف نوع عالميًا تتبع أكثر من 160 فصيلة. وتقتات رتبة غمدية الأجنحة على أنواع متنوعة من الغذاء، وهي متباينة الأحجام، وأجنحتها الأمامية غمدية، والخلفية غشائية، وقد يلتحم الغمدان على امتداد الخط الوسطي الظهري، وفي هذه الحالة ينعدم وجود الأجنحة الخلفية، وأجزاء الفم قارضة، وقد يمتد الرأس بشكل خرطوم طويل ينتهي بأجزاء الفم كما في السوس (Weevils). واليرقات منبسطة أو أسطوانية، وتعد من الأطوار المتسببة لكثير من الأضرار الاقتصادية، مع أن هناك بعضًا من يرقات الخنافس (أبي العيد مثلاً) ذات أهمية في مجال المكافحة الحيوية لبعض الآفات، أما العذارى فهي حرة، والتحول كامل  ،  ولقد تم تسجيل أنواع كثيرة من الخنافس والسوس في المناطق المختلفة في المملكة العربية السعودية.
 
 النخيل الحمراء (Rhynchophorus ferrugineus Oliver): 
 
هذه الحشرة من فصيلة السوس (Family: Curculionidae)، والحشرة الكاملة أسطوانية الشكل، لونها بني يميل إلى الحمرة، ويوجد على الصدر عدد من البقع السوداء التي يختلف عددها وشكلها من حشرة إلى أخرى، ويراوح طولها بين 3 و 3.5سم، وأجزاء فمها قارضة، ولها خرطوم طويل منحنٍ للأمام، وعادة خرطوم الأنثى أرفع وأطول قليلاً من خرطوم الذكر. كما يمكن تمييز الذكر عن الأنثى بوجود مجموعة من الشعر البني القصير على السطح العلوي لمقدمة الخرطوم في الذكر. ولقد سجلت الإصابة بسوس النخيل في كل من آسيا وإفريقية والأمريكتين، حيث تنتشر في جميع دول الشرق الأقصى مرورًا بدول شبه الجزيرة الهندية، فإيران، فالجزيرة العربية، والعراق، وشمال إفريقية، وقد سجلت في معظم مناطق المملكة؛ بما في ذلك مناطق الشرقية، والرياض، ونجران، والمدينة المنورة، والقصيم. وتهاجم هذه الحشرة أشجار الفصيلة النخلية؛ بما في ذلك أشجار نخيل التمر، ونخيل جوز الهند، ونخيل الساجد، ونخيل التمر الهندي، ونخيل الكناري ونخيل وشنطونيا، ونخيل الزيت ويبدأ سوس النخيل بالتزاوج بعد مرحلة النضج الجنسي، ثم تبدأ الإناث بوضع البيض داخل النخلة المصابة طالما توفر لها الغذاء الكافي والملائم، ولوحظ أن الحشرة تقضي عددًا من الأجيال داخل الشجرة الواحدة، وتعيش الحشرة الكاملة بين 3 و 4 أشهر، وللحشرة القدرة على الطيران إلى مسافات قد تصل إلى 900م، وتنشط عادة خلال الساعات الأولى والأخيرة من النهار. وتبيض الأنثى من 70 - 80 بيضة خلال حياتها، وتضع البيض فرادى في حفر تصنعها بوساطة خرطومها أو بمساعدة حشرات أخرى، فيتم حفر جذع النخلة أو الحفر نتيجة لعمليات التشذيب، أو التكريب، أو إزالة الفسائل من النخلة الأم. ويفقس البيض عن يرقات بيضاء مصفرة، واليرقة هي الطور الضار والمدمر للنخلة المصابة، لأنها تتغذى بشراهة، وتقوم بعمل أنفاق داخل النخلة، ويخرج من هذه الأنفاق نشارة خشبية، وتراوح مدة الطور اليرقي بين 55 و 157 يومًا تقريبًا تنسلخ فيها اليرقة، ولها بين 9 و 14 عمرًا يرقيًا، ويعقب الطور اليرقي طور الخادرة، وهي مكبلة وطولها يصل إلى 3سم داخل شرنقة طولها 5سم، وتقوم الحشرة بعملها من أنسجة النخلة الداخلية، وتصل مدة هذا الطور إلى 20 يومًا، بعدها تنسلخ الخادرة، وتعطي الحشرة الكاملة التي تمكث داخل الشرنقة بعض الوقت، ومن ثَمَّ تتركها لتبدأ التزاوج وإعادة دورة الحياة من جديد. وتسبب هذه الحشرة أضرارًا كبيرة لنخيل التمر في المملكة ودول أخرى، وربما تقضي على شجرة النخيل تمامًا، وقد استخدمت طرق كثيرة لمكافحة هذه الآفة، منها: استخدام المصائد الفرمونية التي تعد من أنجع طرق مكافحة هذه الحشرة.
 
- جُعَل النخيل (حفار سوق أو عذوق النخيل) (Oryctes elegans) (Prell): 
 
جُعَل النخيل من فصيلة الجِعْال (Family: Scarabidae). وقد يطلق عليه في بعض مناطق المملكة العنقر، ولونه أسود أو بني مسود لامع، ويبلغ طوله نحو 35مم، وله نتوء ظاهر في أعلى الرأس منحنٍ إلى الوراء يشبه القرن، ويكون هذا النتوء طويلاً ومنحنيًا في الأنثى، وقصيرًا وغير منحنٍ في الذكر، ويحيط بهذا القرن خصلة من الشعر الكثيف، والجناحان الأماميان مغطيان بوبر فاتح قصير، ويوجد على السطح العلوي للحلقة الصدرية الأولى انخفاض واسع وعميق في الأنثى وصغير وضحل في الذكر. ويوجد هذا الحفار في جميع مناطق المملكة، وبخاصة المنطقة الشرقية وهو واسع الانتشار، إذ ينتشر من باكستان وبورما والفلبين شرقًا إلى المنطقة العربية غربًا مرورًا بإيران. وتضع الأنثى بين 30 و 50 بيضة الواحدة تلو الأخرى في الثقوب الموجودة على جذع النخلة التي عادة ما يحفرها حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة، ويفقس البيض في غضون أسبوع عن يرقة مقوسة لها ثلاثة أرجل صدرية ضعيفة، والحلقات البطنية الثلاث الأخيرة متضخمة، وتتغذى اليرقة حديثة الفقس على الأجزاء الرطبة والأجزاء المتحللة من النخيل، وتنسلخ ثلاث مرات لتصل إلى اليرقة كاملة النمو ذات اللون الكريمي. ويمتد الطور اليرقي من 9 - 10 أشهر، وتمضي الحشرة البيات الشتوي خلال طور اليرقة التي تتحول بدورها إلى خادرة في أوائل الربيع، وتستمر ثلاثة أسابيع بعدها تصير حشرة كاملة، ولهذه الحشرة جيل واحد في السنة  .  وتقوم اليرقات بتوسيع الأنفاق داخل الجذع؛ ما يؤدي إلى كسره بسهولة، أما الحشرة الكاملة فتتغذى على قواعد السعف والعرق الوسطي وقواعد أعناق الثمار؛ ما يجعلها قابلة للكسر عند تعرضها للرياح.
 
- خُنْفُساء أبي العيد ذات الإحدى عشرة نقطة (Coccinella undecimpunctata L): 
 
هذه الحشرة من فصيلة خنافس أبي العيد (Family: Cooccinellidae)، ويبلغ طولها بين 4 و 5مم، ولون الغمدين أصفر برتقالي، وتوجد عليها 11 نقطة سوداء لامعة، أما باقي الجسم فلونه أسود. ولقد سجل أكثر من 5000 نوع تحت هذه الفصيلة، وتنتشر هذه الحشرات انتشارًا عالميًا واسعًا، وتتغذى الحشرات الكاملة واليرقات على المن والبق الدقيقي، وتوجد أنواع كثيرة منها منتشرة في مناطق المملكة المختلفة  .  وتعدّ خنافس أبي العيد ويرقاتها من الحشرات المفترسة، وإن كان تكوينها الجسمي لا يرقى إلى ما عليه الحال في الخنافس الأرضية الأخرى؛ وربما السبب في ذلك هو طبيعة فريستها، وهي حشرات المنِّ والبق الدقيقي والحشرات الصغيرة الضعيفة المماثلة، وجميعها حشرات خفيفة، وبطيئة الحركة، ورقيقة الجلد لا قوة لها. وقد لوحظ أن إناث هذه الحشرة تضع بيضها المستدير ذا اللون الأصفر في مجاميع صغيرة على أوراق النباتات المصابة بالمنِّ، وبعد فقس البيض تخرج منه اليرقات الصغيرة التي تجد نفسها بجوار غذائها الشهي، وهو في متناول يدها، حيث لا تقوم بأي نشاط جديد أو عملية مطاردة، ولذا يقال إن إناث أبي العيد تدلل صغارها. واليرقة مبططة عريضة من الأمام مستدقة نحو طرفها الخلفي، ولونها أسود عليها بقع صفراء، ويظهر من هذا أن الأطوار اليرقية لا تحتاج إلى معدات خاصة في الجسم، أو وجود صفات الخفة والذكاء التي تتميز بها عادة الحشرات المفترسة الأخرى. وتنسلخ اليرقة أربع مرات ثم تتحول إلى عذراء على الأوراق أيضًا، ثم تخرج منها الحشرة الكاملة. وتعدّ خنافس أبي العيد من الحشرات النافعة والمستخدمة على نطاق واسع في مجال المكافحة الحيوية (Biological Control) إذ تربى هذه الحشرات معمليًا وتنشر للمساعدة في القضاء على بعض الآفات الزراعية التي منها حشرات المنِّ.
 
خُنْفُساء الدقيق الصدئية (Tribolium castaneum) (Herbst): 
 
خنفساء الدقيق من فصيلة (Family: Tenebrionidae)، ويضم هذا الجنس نحو ألف نوع في معظم أنحاء العالم، وبخاصة المناطق الدافئة والرطبة، إذ توجد حيثما وجدت الحبوب والدقيق، وهي من أكثر الخنافس ظهورًا في مخازن الدقيق والقمح في منطقة الرياض. والحشرة صغيرة، إذ يبلغ حجمها بين 3 و 4مم، وذات شكل بيضوي مبطط، وبنية اللون، وذات أغماد مخططة طولية، وتتميز عقلة قرن الاستشعار الأخيرة بضخامتها نوعًا ما، وتعيش الحشرات الكاملة مدة 6 أشهر في المتوسط، ولكن قد تمتد الحياة إلى أكثر من سنة، وخلال هذه المدة يتم التزاوج مرات متعددة. وتضع الأنثى بيضًا لزجًا في المادة الغذائية أو في شقوق جدران المخازن، ويراوح عدد بيضها بين 300 و 900 بيضة خلال حياتها، ويتوقف هذا على الظروف البيئية المحيطة. ويفقس البيض بين 6 و 12 يومًا حسب درجات الحرارة والرطوبة النسبية؛ ليعطي يرقات أسطوانية الشكل بيضاء مائلة للصفرة، وتنتهي بطنها بشوكتين قصيرتين، وتنسلخ من 5 - 7 مرات، وتتحول إلى خادرة تكون في العادة عارية من دون شرنقة، وتمر بمرحلة سكون تستغرق من 7 - 15 يومًا قبل انسلاخها إلى حشرة كاملة. وتتغذى الحشرة ويرقاتها على الحبوب المكسورة، وعلى الحبوب التي أصابتها الحشرات، إذ إنها تعجز عن ثقب الحبوب السليمة، وتكسبها رائحة مميزة غير مرغوب فيها، فضلاً عن تلويثها لها بمخلفاتها وجلود الانسلاخ والأفراد الميتة منها، وتصيب أيضًا الفول السوداني، والبن، والتوابل، والفواكه المجففة، وتفضل وضع البيض وتفقيسه في الحبوب.
شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook