رحلة علاج الجيوب الأنفية

الكاتب: نور الياس -
رحلة علاج الجيوب الأنفية

رحلة علاج الجيوب الأنفية.

 

 

علاج  الجيوب الأنفية

 

تطور عملية تشخيص المرض وعلاجه لقد حدث في العقود الأخيرة الكثير من التطويرات التي تسهل عملية تشخيص مرض التهاب الجيوب الأنفية وعلاجه. فحتى بداية الثمانينات من القرن العشرين، كان الأطباء يجدون صعوبة في التعرف على مرض التهاب الجيوب الأنفية. ولم تكن أشعة إكس (X-rays) – وهي من أكثر أدوات تشخيص المرض شيوعًا – بالدقة الكافية التي تسمح باكتشاف حالات الانسداد البسيطة للجيوب الأنفية. فقد كانت أشعة إكس تحقق نتائج ناجحة فقط مع الأشخاص الذين يعانون من انسداد حاد في الجيوب الأنفية، مثل الإصابة بأورام السليلة (Polyps) كبيرة الحجم. لذلك كان الأطباء يخطئون في تشخيص حالات مرضى التهاب الجيوب الأنفية ويشخصونها على أنها أعراض مرض الصداع النصفي أو يتم إخبار المرضى بأنهم لا يعانون من شيء على الإطلاق، تاركين إياهم دون علاج مما يصيبهم بالإحباط التام. ظهرت تقنيتان علميتان أحدثتا تحسنًا هائلاً في قدرتنا على تشخيص مرض التهاب الجيوب الأنفية. أولاً، أصبح لدينا الآن أجهزة المنظار الداخلية؛ وهي عبارة عن أجهزة تليسكوب رفيعة بدرجة وضوح عالية، يمكن أن يمررها الطبيب داخل فتحتي الأنف لفحص ممرات الجيوب الأنفية عن قرب. ثانيًا، ثم استبدال أشعة إكس التقليدية بالفحص باستخدام الأشعة المقطعية (CT scans)، وهو عبارة عن جهاز أشعة يساعدنا في الحصول على صورة ذات درجة عالية من التفاصيل والدقة للجيوب الأنفية لأنف المريض.

كما يلاحظ بوضوح أن أدوية علاج مرض التهاب الجيوب الأنفية قد شهدت تحسنًا هائلاً. فهناك عدد أكبر من البادئل العلاجية وهي في متناول المرضى. فتتوفر أعداد متنوعة من أجهزة غسل الجيوب الأنفية وتنظيفها في معظم الصيدليات. فيمكن أن يوصيك طبيبك باستخدام أداة تعمل على إخراج الأدوية في هيئة رذاذ تعرف باسم البخاخة، وهي تستخدم لتوصيل بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، بدرجات عالية من التركيز وموجهة مباشرة إلى الجيوب الأنفية؛ حيث يمكن أن تحقق أفضل النتائج.وتتوفر الآن مضادات حيوية حديثة أفضل وأكثر فعالية. لذلك، عندما تصاب بعدوى التهاب في الجيوب الأنفية، يستطيع الطبيب أن يختار لك العلاج من مجموعة متنوعة من المضادات الحيوية، مما يساعد جسدك على التخلص سريعًا من غزو البكتريا الحاملة للمرض. بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص الذين لم تتحسن حالتهم مع اتباع أساليب غسل الجيوب الأنفية أو تعاطي الأدوية، فإنه قد حدثت تطورات هائلة في جراحة الجيوب الأنفية على مدار العقدين الماضيين. ففي السنوات الماضية، كانت جراحة الجيوب الأنفية تمثل مأساة حقيقية؛ حيث كانت تشتمل على عمل فتحات جراحية بالوجه أو خلال اللثة أسفل الشفة العليا. وفي الغالب، كان يخرج المرضى من غرفة العمليات وقد تغير لون بشرتهم إلى اللون الأزرق أو الأسود نتيجة لتجلط الدم وتجمعه أسفل الجلد، وكانت عملية الإفاقة تستغرق وقتًا طويلاً في بعض الأحيان.

وفي الغالب، كان يتم حشو أنف المريض بلفافة من الشاش طولها ستة أقدام، فيضطر المريض إلى التنفس عن طريق الفم فقط لمدة تصل إلى أسبوع. علاوة عل أن عملية إزالة الحشو كانت مؤلمة.ولكن من حسن الحظ أن هذه الأيام قد ولت. إن الأجهزة والأدوات التقنية الحديثة التي تم ابتكارها في الثمانينات من القرن العشرين والتي تم تطويرها في التسعينات من القرن نفسه أتاحت للجارحين الدخول مباشرة إلى الجيوب الأنفية من خلال فتحة الأنفواستئصال الزوائد التي تسد الأنف بدقة متناهية، بينما لا يتم الناس بأي نسيج مجاور سليم. وللقيام بذلك، تستخدم المناظير الداخلية التي يمكن توصيلها بأجهزة الليزر أو أدوات الاستئصال الدقيقة التي تدور آلاف المرات في الدقيقة الواحدة.

بالإضافة إلى ذلك، أصبحت نظم التتبع البحثية في غرفة العمليات الآن تعمل كنظم تحديد الموضع العالمية، مما يسمح للجراحين بالتتيع الدقيق لموقع الأداة الجراحية داخل الجيوب الأنفية على شاشة كمبيوتر ثلاثية الأبعاد. وتساعدك هذه التكنولوجيا في تقليل مخاطر الوقوع في خطأ جراحي قد يؤذي العين أو المخ، مما يتسبب في الإصابة بالعمى أو السكتة الدماغية. وبفضل استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر، تجري جراحة الجيوب الأنفية الآن للمريض دون الحاجة إلى الإقامة بالمستشفى وقد تحتاج لفافة الحشو إلى الإبقاء عليها ليلة واحدة فقط أو قد تكون غير ضرورية على الإطلاق.

 

شارك المقالة:
70 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook