صديقتي.. أعجز عن تسطير ما يختلجني من مشاعر عند التفكير فيك، فأنت من يمنح حياتي ألوانها، ويضفي إلى أيامي نكهتها، وأنت مستودع أسراري، فيك ومعك تحلو لحظاتي، وبجانبك أشعر أن الحياة ما زالت بخير وأن القلب حدائق من زهور، أحبك وأتمنى أن تدوم صداقتنا إلى الأبد.
صديقتي الغالية أتمنى أن تدوم صداقتنا، وأن يكبر ودّنا، وأن يتعمق ما يربطنا ببعضنا البعض، فأنت الرفيقة والأخت التي لا أتخيّل أن أعيش لحظاتي الحلوة بدونها، أو أن تتساقط دموعي دون أن أتّكئ على كتفها لتسندني وتقويني، صديقتي ما معنى الحياة إن لم تكوني فيها؟!
صديقتي يا أجمل هديةٍ في حياتي لم أكن أتخيل كيف تكون الحياة بدون دون ضحكاتك التي تملء على الدنيا سعادة وتفيض على القلب بالسعادة إنك حقاً أجمل من رأت عيني وأغلى من سكن روحي وأقرب الناس إلى قلبي لن أنسى كلماتك الحانية التي لطالما همست في أذني كأنني أسمعها الآن ليت تلك الذكريات تتكرر لم أنساها ابداً ولن أنساك، فإن الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد، فلنبقى أصدقاء أوفياء، حتى نتذكر أسماءنا عند اللقاء وتبقى قلوبنا عامرة بالصفاء، ولا يكون يتجرع من الفراق كشرب ماء.
صديقتي.. ما بال الربيع تذبل وروده إن حزنت؟! وما بال الفراشات تتوقف عن رقصاتها إن تألّمتِ؟ فمثلك يا صديقتي لا يليق بها إلّا الفرح، ولا يناسب مُحيّاها الجميل إلّا ابتسامة عذبة اعتدتُ أن أراها على شفتيها، إنّ الحياة يا رفيقتي محطات، فمنها ما هو بهيج ومنها ما هو مؤلم، وعلينا أن نعيشها بحلوها ومرّها، وأنا يا رفيقتي سأكون دوماً بجانبك لنتجاوزها سوياً، أشاركك الفرح وأحمل عنك الحزن بكل قوّتي حتى تتعافي، فلا خير في صداقتنا يا صديقتي إن ضحكنا معاً وبكيتِ وحيدة..
لا أملك زمام كلماتي فهي تسبق مشاعري وأشواقي تقف حائرة أمام صفاء قلبك وصامتةً أمام حسنك تنتظم الأحرف المتبعثرة عنددما يحين ذكرك في خاطري كأنما وقفت إجلالاً لك لا شيء يحركها سواء مشاعري تجاهك مشاعري التي لطالما أحرقتني بسبب بعدي عنك قد أكون أغضبتك يوماً فهذا لم يكن بإرادتي أو أخطأت في حقك يوماً فالعذر عند كرام الناس مقبولٌ ولكنني مشتاق وعندي لوعة فلا تحرميني من لقائك أشتاق إليك.
صديقتي الراحلة لقد عشنا سوياً وحلمنا سوياً وكادت أحلامنا أن تتحقق سوياً أحسست حينها بمعنى الصداقة والأخوة والحزن والفرح والمحبة كنت أتذكرك كلما ضاقت بي الدنيا وابتسم لأن بقربك تذهب كل أحزاني وأجد نفسي أسعد الناس تقسمنا الخبز سوياً وتشاركنا الهموم سوياً كنت لي الأخت والصديقة والمعلمة بل كنت عندما تحنو الأم ولكن لم تكتمل فرحتي فسرعان ما ذهبتي وتركتي قلبي معلقاً بك أتمنى أن تقرئي رسالتي بوجدانك فإني مشتاق إليك وأنتظرك لتعودي.
ما زالت وشوشاتنا تتردد في أذني، ولا زلتُ أحس بكفّك تشدّ على كفي في كل طريق سرناه معاً، ولا زالت ابتسامتك العذبة التي كنتِ تلقينني فيها كقوس قزح أمام ناظري، لم تكوني لي رفيقة درب ولا صديقة طفولة لقد كنتِ لي أختاً قاسمتها كل ما أملك، فكيف أطاعك قلبك لتخذليني بهذه الطريقة؟ وكيف تناست روحك ما عشناه سوياً من ذكريات؟! لست أرى مبرراً يدفعني لمسامحتك على ما فعلت إلأّ شريان الصداقة الذي ما زالت تجري فيه دماء وفائي لك حتى الآن، فإن كنت نادمة على ما فعلتِ فعودي، وستجديني فاتحة لك ذراعيّ كما كنتُ دائما..
صديقتي.. يا مَن جمعتني بك صفوف المدرسة وتشاركنا معاً المقعد ذاته، يا مَن تقاسمتُ معها شطائري المدرسيّة بكل محبّة، لا زلت أذكرك وأذكر لهونا سوياً في فسحة المدرسة كفراشات ربيعية منطلقة في بستان الحياة، صديقتي الغالية التي أبعدتني عنها الدروب لا زلت أذكر كل تفاصيلك الجميلة، ولا زال قلبي ينبض بحبّك كما كان وإن لم أراك، فالحب الصادق لا تخمده المسافات وحبّي لك كذلك باقٍ أبد الدهر.
أقف في صفوف المدعوين وقلبي يرفرف يا صديقتي لديك، والدمعة الرقراقة في عيوني تعكس ذكريات طفولة مضت جمعتنا خلالها أجمل المواقف، أراك في ثوبك الأبيض ملاكاً سماوياً، تتصاعد الموسيقى ويتصاعد معها إيقاع نبضات قلبي في يومك هذا ولا أملك إلأّا أن يلهج لكِ لساني بالدعاء، ويتمنى لك قلبي الحياة السعيدة مع من اخترتِ أن يقاسمك حياتك.
صديقتي المسافرة ربما بعدت المسافة بيننا لكن حبل قلبي أقرب إليك وجشور شوقي تمتد إليك فأنت نجمة أراها كل ليل في سمائي وشمس تطلع كل فجر على قلبي فتلهب أشعتها أشواقي وتزيد من حرقتها فلا أجد إلا أن أتذكر كل تلك اللحظات التي قضينها سوياً لتثلج صدري وتنشر السكينة على قلبي أشتاق إليك صديقتي رغم بعد المسافة بيننا إلا أنني أجد كل حركاتك أمامي أسمع نغامات صوتك الرقراقة كسمفونية حركت كل أشجاني كآلات الطرب أشتاق إليك عزيزتي وحبيبتي.
العربية
