رسائل دونتها سريعا

الكاتب: المدير -
رسائل دونتها سريعا
"رسائل دونتها سريعًا

 

مع سرعة الأيام وطول إجازتي الصيفية، كان هناك عدة أحداث تحدث في يومي يصعب الاحتفاظ بتفاصيلها في عقلي لمدة طويلة؛ خشية نسيان تسجيلها والتعبير عنها، وتسليط الضوء عليها فيما بعد، خذ هذا المثال: (إذا فتحت أحد برامج التواصل الاجتماعي، ورأيت انتشار أكثر من حساب للأطفال لم تتجاوز أعمارهم سبع سنوات أو أقل، يشاركون يومياتهم مع متابعيهم بتشجيع من أهاليهم) - ينبغي علينا تسليط الضوء على هذه المشكلة وتسجيلها فورًا في رسالة قصيرة قبل خروجي من البرنامج، وانشغالي بقراءة كتاب أو تصفُّح جريدة إلكترونيًّا، أو حتى قبل تناول وجبة الإفطار، لذا كنت حريصًا على تدوين رسالة قصيرة على كل حدث في ورقة صغيرة مقطوعة من دفتر قديم، أو على هاتفي المحمول، أو على علبة عصير، أو حتى على يدي إذا تكاسلت عن إحضار الورقة أو الهاتف.

 

نعم إننا في إجازة طويلة، اتبعت هذه الطريقة إلى أن وصلتْ إلى إحدى وعشرين رسالة قررتُ أن أجمعَها في مكان واحد، قد تراها مستفزةً بعض الشيء محفِّزة ومشجعه غالبًا، محبطة وناقدة أحيانًا، ولم تكون ساخرة أبدًا، لكن الأكيد أن هدفي هو الإسهام في معالجة وإصلاح بعض العادات المجتمعية الغريبة والسلوكيات الخاطئة، ورفع معدل الشعور بالآخرين في أي مكان، شرق، غرب، جنوب، شمال المهم هو العمل على إصلاحها فقط، قد يخطر في بالك الآن سؤال: إلى من تبعث هذه الرسائل؟ في الحقيقة أنني كتبت هذه الرسائل في أوضح صورة؛ حتى تستنتج أنت أخي القارئ إلى من أبعثها، لا تقلق لن تتعب في الاستنتاج.

 

الرسالة الأولى: البعض قد لا يفعل شيئًا مؤخرًا سوى القراءة المتواصلة، في الحقيقة نحن نقرأ بلا توقف، رسائل واتس آب، تغريدات تويتر، قوائم الطعام، لكن قد لا يجرؤ البعض على فتح كتاب؛ لأن قراءة الكتب لأصحاب النفس الطويل.

 

الرسالة الثانية: بعد شراء مستلزماتنا من أحد المحلات التجارية، قد يتبقى لنا بعض (الهللات) التي تكفي لشراء قارورة ماء صغيرة، البعض يشتريها ويقدمها للعامل في ظل أجواء الصيف الحارة ابتغاء الأجر من الله، والبعض الآخر يُفضل شراء العلك ليمضغه داخل سيارته المكيفة.

 

الرسالة الثالثة: انفعالاتنا في المواقف السلبية مجرد هدر للطاقة والوقت، لقد وقعت المشكلة، فكل ما علينا الآن هو التفكير بطريقة منطقية وسليمة لإيجاد الحلول.

 

الرسالة الرابعة: في الواقع هناك أُناس بيننا حاصلون على العلامة الكاملة في مختلف التعاليم، لكن إذا تطرقنا إلى جانب اللباقة، وحسن التعامل مع الآخرين، والذوقيات العامة، نجدهم مخفقين.

 

الرسالة الخامسة: البعض عند الوقوف أمام الإشارات المرورية يفتح باب سيارته ويرمي نفاياته بكل تهاون، ثم يذهب إلى المجالس، ويتحدث عن نظافة الشوارع في الدول المتقدمة!

 

الرسالة السادسة: لا تفتخر بالمستوى أو المكانة المرموقة للمدرسة التي تضع فيها أولادك، بل افتخر بمستوى تحصيل أولادك ومكانتهم في قلوب أصدقائهم ومعلميهم أيًّا كانت المدرسة.

 

الرسالة السابعة: وضع ساق على أخرى أمام من هو أكبر منك، لا يُعد من مظاهر الثقة بالنفس، بل فيها تقليل من الاحترام والتوقير للكبير، هنا اسمح لي أن ألفت انتباهك إلى حديث رسول الله: (ليس منَّا مَن لا يرحم صغيرنا، ويعرف حقَّ كبيرنا)، أما زلتِ على رأيك ووضعك الآن؟!




الرسالة الثامنة: ساعِد الناس ولا تنتظر منهم المِثل أبدًا فالناس طبائعهم ومعادنهم مختلفة كثيرًا، وأنت صاحب معدن براق.

 

الرسالة التاسعة: ذهابك إلى عملك يعد عملًا حسنًا، ولكن تعطيلك لمعاملات الناس، وعدم القيام بواجبك على أكمل وجه، لن يوصلك إلى العمل الصالح، فكلُّنا نقوم بالكثير من الأعمال الحسنة، ولكن نادرًا ما نصل إلى العمل الصالح.

 

الرسالة العاشرة: تَحَلَّ بالصبر عند الوقوف في طابُور طويل، أو في زحام الإشارات المرورية، أو في أثناء انتظار دورك أمام عيادة طبيبك، وتَخَلَّ عن الغضب المؤدي إلى قول الأقوال البذيئة والاشمئزاز من الآخرين، نعم الفرق بين الكلمتين من حيث الكتابة نقطة، ولكن المعنى يكمن في التفاصيل.




الرسالة الحادية عشرة: إذا فشِلت، فتوقَّف عن لوم ماضيك أو بيئتك، أو حظك السيئ، أو الأناس المحيطين بك، أنت الشخص الوحيد المسؤول عن فشلك ونجاحك وسعادتك، رجاءً توقَّف عن تعليق كل ما يحدث لك على شمَّاعة الآخرين.

 

الرسالة الثانية عشرة: لتتعامل مع الناس بأسلوب راق، طبِّق هذه القاعدة: كل إنسان مهذب؛ حتى يثبت العكس، لا تستبق الأحداث وتؤلف في مُخيلتك السناريوهات المزيفة.

 

الرسالة الثالثة عشرة: البعض يستغرق الكثير من الوقت في التركيز على الماضي أو المستقبل، لدرجة أنهم ينسون ما أنعم الله عليهم به من أشياء جميلة تُحيط بهم.

 

الرسالة الرابعة عشرة: ابتسم دائمًا في وجه أخيك، فإنك قد تتسبب في جعل يومه يشرق، وسوف تأخذ في المقابل صدقة بلا أي تعبٍ أو كدٍّ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تبسُّمك في وجه أخيك صدقة).

 

الرسالة الخامسة عشرة: إننا جميعًا عبارة عن أعمال قيد التنفيذ، فكِّر في مقدار نموك، وحاول أن تواصل التغيير والتقدم كل عام على مدى ما تبقى من حياتك، وإياك أن تقف متفرجًا على الأقل حتى يصبح شكلك أفضل!

 

الرسالة السادسة عشرة: لا تسد أُذنيك الجميلتين عن الاستماع إلى قصص الآخرين، ولاحِظ مواطن القوة والشجاعة التي في أفعالهم.

 

الرسالة السابعة عشرة: عند كتابة السيرة الذاتية أو إجراء مقابلة وظيفية، فإنه ينبغي للمرء أن يكون دقيقًا فيما يكتب ويقول، ويكتب سيرته في سياق التعريف وتعداد ما أنعم الله به عليه، لا في سياق تزكية النفس والتعالي على الآخرين، فالله هو أعلم بمن اتقى.

 

الرسالة الثامنة عشرة: تمسَّك بقيمك، وتأكَّد من أن أفعالك اليومية تتفق مع أخلاقك وتفكيرك ومعتقداتك.

 

الرسالة التاسعة عشرة: إذا لم تتمكن من الوفاء بالوعود التي تقطعها على نفسك، ستخسر الآخرين وستدمر مصداقيتك.

 

الرسالة العشرون: إذا عاملك شخص ما بشكل سيئ، فلا ترد بالمثل، بل كن أنت الشخص الأفضل من خلال ردك المهذب.

 

الرسالة الحادية والعشرون: إذا وجد شخص نفسَه قد وصل إلى أعلى المستويات، وظن أنه فوق النقد، فليتذكر أنه لا أحد منا كامل.


"
شارك المقالة:
22 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook