رسالة حب لزوجتي العزيزة

الكاتب: باسكال خوري -
رسالة حب لزوجتي العزيزة

رسالة حب لزوجتي العزيزة.

 

 

منذ عدة أعوام، عشرة أعوام على وجه التمام، مرت أمامي أجمل نساء الأرض، ظللت مدهوشاً للوهلة الأولى، أبقيت فاهي مفتوح، أنّى لها بهذا الجمال الأخّاذ، وإذ بهذا السحر يسير بخطى ثابتة تجاهي، برفقة صديقة قديمة لي، تظاهرت بأن ما رأيت مشهد اعتيادي لا يختلف عن غيره أي اخلاف، تعارفنا، كاد صوتها يصيبني بالإغماء بمجرد أن بدأت بالحديث، أذكر تلك اللحظات كأنني أرها تحدث الآن مجددًا، بكل تفاصيلها وشواهدها، أدركت حينها أن هذا اللقاء لن يكون الأخير، بل سيكون بداية شيء عظيم لم أعهده من قبل قط.

هل تذكرين لقاءنا الثاني؟ دعيني أقصصه عليك، أتيت لأداء مقابلة عمل في الشركة التي أعمل بها، وكنت أحد المترأسين لجلسات المقابلة. ذهلت مجددًا بكِ، أُخذتُ بذكاء إجاباتها، وسرعة بديهتها، كانت هذه الآنسة وحدها من أسقطت عني كل دروعي، وأخذت صورتها تتفشى في عيني أنّى ذهبت. كانت تلك اللحظة التي قررت فيها بكل ثقة أن أتخذها لي شريكة مدى الحياة، نعم، مدى الحياة.

لقاؤنا الثالث كان أثناء قدومي لخطبتك مساء يوم الإثنين، حاملًا باقة من الورد، أعطيتك إيّاها، شعرت حينها كم كانت تلك الورود بلا ألوان مقارنة بصفاء عينيكِ، وأن صوت العصافير بل وصوت فيروز الذي كان يصهر قلبي كل صباح ويذيبني في فنجان قهوتي يكاد يركع أمام رقة وعذوبة صوتك. مرت الأيام وأخذت اتقرب إليك أكثر فأكثر، كنت أشعر بأننا على اختلاف في كل شيء، لكن في حالة وفاق دائم في كل وقت، كنت النصف الآخر الذي يكملني، الذي ينقصني، كنت الكمال بحد ذاته. مضت الأيام والسنون، مررنا خلالها بلحظات تكاد سعادتنا فيها لا توصف، ومررنا بصعاب لولا وجودك بجانبي لشككت في قدرتي على تجاوزها. كنت أشعر بامتنان جليل طوال الوقت لكونك هنا إلى جانبي. كلما نظرت إلى تلك العينين، يبتسم قلبي فرحًا، وأقول لنفسي كم أنا محظوظ بهذه السيدة في حياتي، أنت فصل ربيع دائم حلَّ على قلبي ولم يغادر قط. أنت ابتسامة لم تفارق محياي مطلقًا، أنت نسمة هواء باردة في فصل الصيف، أنت حواء التي سكنت فؤادي خلسة. لم أعتقد أبدًا أنني سأخرج إلى العمل في كل يوم، وأنا أرغب أن أمضي صباحي معك، أبدأ يومي مستيقظًا على ترانيم صوت يجلب الخير والسعادة كل صباح. لم أعتقد أني سأقود سيارتي متلهفًا حتى أعود لألقاك، وأرى أطفالنا الصغار يتسابقون ليأخذوا مني الحلوى، وأرى عنايتك بهم وبالبيت أثناء غيابي. ما من كلمات قادرة على وصف الشعور الذي يحتلني حين ألقي بهمومي خارج عتبة المنزل بمجرد أن أرى مقلتيك. يا سبب سعادتي وهنائي. أود لو يعود بي الوقت لأمنحك المزيد من السعادة، وأجلب لكي المزيد من الهدايا والزهور، يا زهرة قلبي وهديتي من المولى.

شارك المقالة:
245 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook