ركائز العمل المؤسساتي في الإسلام: العقلانية

الكاتب: المدير -
ركائز العمل المؤسساتي في الإسلام: العقلانية
"سلسلة ركائز العمل المؤسساتي في الإسلام
سادسًا: العقلانية

 

في الخِطاب القرآني الكثيرُ من التَّحفيز والتشجيع للإنسان، ودَعوته لاستخدام العقل في مُجمل شؤون الحياة؛ لأنَّه من أهمِّ المواصفات التي حباها الله جلَّ جلاله للإنسان وميَّزه به عن بقيَّة المخلوقات، ووصف القرآن الكريم أولئك الذين لا يَستخدمون العقلَ في التمييز بين الأشياء بوصفٍ قاسٍ، فقال تعالى: ? إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ? [الأنفال: 22].

 

وجاءت آيات القرآن الكريم وفي مواضع عدَّة بحقيقةٍ جليَّة؛ وهي أنَّ هذه الآيات الكونية التي خلقها الله جلَّ جلاله ينبغي أن يَفهمَها على مراد الله جلَّ جلاله ويعي مغزاها، ويتدبَّر حوادثها، ويتوصَّل إلى أسبابها وحِكَمها - الذين يَعقلون دون غيرهم، فقال تعالى: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ? [الروم: 24].

 

ومن هذا الفهم الواعي والوعي الرَّاشد، ننطلِق لاستخدام العَقل كوسيلة مهمَّة وقيمة لبناء علاقات حقيقيَّة وبنَّاءة ومثمِرة مع الآخرين، سواء كانت العلاقة في العمل بين الأعلى والأدنى أو بالعكس، ومن العقلانيَّة المطلوبة في العلاقات الإنسانية في المؤسسات:

1- استثمار العلاقة لتحقيق الأهداف المشتركة، وإعمالُ العقل في العلاقة هو خيرُ وسيلةٍ للوصول إلى فهم توجُّهات الآخرين، ماذا يحبُّون؟ ماذا يكرهون؟ ما هي توجهاتهم الفكرية؟

 

وعلى ضوء ذلك يكون السلوك؛ أي: إنَّ سلوك الفرد يَنبغي أن يكون بعد دراسة أفكار ومزاجات وتطلُّعات الآخرين، ومستوى ثقافَتهم، وطريقة تَفكيرهم، وهذا هو السرُّ الذي جعل صاحبَ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يتخوَّل بعضهم بالموعظة، فقد كان عبدالله يُذكِّر الناسَ في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبدالرحمن، لوددتُ أنَّك ذكَّرتَنا كل يوم؟




قال: أمَا إنَّه يمنعني من ذلك أنِّي أكره أن أُمِلَّكُم، وإني أتخوَّلكم بالموعظة، كما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يتخوَّلنا بها؛ مخافة السَّآمة علينا[1].




فالنُّفوس البشرية تملُّ من كثرة التكرار، وإن كان هذا التكرار يدعو لفضيلة، فكانت هذه قاعدة لا بدَّ لكل فرد أن يعمل بها حتى لا يمل.

 

ومثلما تملُّ النفس البشريَّة التكرار، فإنَّها لا تحبُّ الشدَّة والقسوة في التعامل؛ لهذا كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بالرِّفق في كل أحواله، فهو يقول صلى الله عليه وسلم: ((من يُحرَمِ الرِّفقَ، يُحرَمِ الخير))[2]، بل ذهب رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم لأبعد من ذلك حين كان يعامِل أولئك الذين يحاولون الإساءةَ إليه، ممَّن وضعوا أنفسهم في خندق العداء لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم - بالرِّفق، وكان صلى الله عليه وسلم يرفق ولو كان في معرض الرد على إساءتهم له، فعن أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السَّام عليكم، قالت عائشة: ففهمتُها فقلت: وعليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مهلاً يا عائشة، إنَّ الله يحب الرِّفق في الأمر كله))، فقلت: يا رسول الله، أولَم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد قلتُ: وعليكم))[3].

 

ولا بد من الإشارة أنَّ رسول الله محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يكن ليترك أعداءه يُسمعونه ما يحبون، ثم تمرُّ لعبتهم السيئة والدَّنيئة قبل أن يردَّ صلى الله عليه وسلم عليهم، ولكنه ردَّ عليهم إساءتَهم ولكن برِفق!




يقول أبو العتاهية:

الرِّفقُ يبلُغُ ما لا يَبلُغُ الخرقُ
وقلَّ في الناس من يَصفو له خُلُقُ
لَم يقلقِ المرءُ عن رُشدٍ فيترُكه
إلاَّ دعاه إلى ما يكره القلقُ

 

2- وضع النَّفس بمكانها وتحديد قيمتها الحقيقيَّة: فليس من المنطق أن يرى الشخص نفسَه أنَّه العالم النحرير، والقائد الفذُّ، والرجل الشَّهم، وكأنَّه قد جمع المحاسن كلَّها ولم يَدَعْ شيئًا للآخرين، وهذا الأمر تحبُّه النفسُ البشريَّة وتهفو إليه، كما يزينه الشيطان بقوة، ويزوِّقه المنافقون بطرقٍ شتَّى، فيكون الفرد بين ضغط كل هؤلاء في آنٍ واحد، بينما ينبغي أن يكون الأمر على عكس ذلك تمامًا؛ لأنَّ النجاة فيه، فالله جل جلاله يحذِّر من أن يزكِّي الفرد نفسَه، فيقول تعالى: ? فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ? [النجم: 32].

 

وكان هذا دأب الصَّالحين وصفة المتقين وأولهم الصحابة رضي الله عنهم؛ فإنَّهم يخشون على أنفسهم من خطَر اليقين بأنَّهم على الحق، يقول ابن أبي مُليكة[4]: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النِّفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنَّه على إيمان جبريل وميكائيل[5].

 

وإنَّ النفس خطرها كبير حين تَجنح بالإنسان فتوسوس له حتى يظن أنَّ مقامه أرفع أو أَرقى أو أفضل من الآخرين، ومن هنا كان رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم صاحبُ النَّفس الزكية، والقلب النَّقي، والروح الطاهرة - يتعوَّذ بالله جل جلاله من نفسه، على الرَّغم من حُسنها وطيبتها ورقيِّها، ولكنَّه بكل حال هو بشَر صلى الله عليه وسلم، فهو يقول: ((اللهم إنِّي أستهديك لأرشد أموري، وأعوذ بك من شرِّ نفسي))[6].




يقول شرف الدين البوصيري:

والنَّفْسُ كالطِّفْلُ إنْ تُهْمِلْهُ شَبَّ عَلَى
حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِمِ
فاصْرِفْ هَواها وَحاذِرْ أنْ تُوَلِّيَه
إنَّ الهَوَى ما تَوَلَّى يُصْمِ أَوْ يَصِمِ
وَراعِها وهْيَ في الأعمالِ سائِمَةٌ
وإنْ هِيَ اسْتَحَلَتِ المَرعَى فلا تُسِمِ
كَمْ حَسَّنَتْ لذَّةً لِلْمَرءِ قاتِلةً
من حَيْثُ لمْ يدْرِ أنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
وخالِفِ النَّفسَ والشَّيْطَانَ واعْصِهما
وإن هما مَحَّضاك النُّصْحَ فاتَّهِمِ
ولا تُطِعْ منهما خَصْمًا ولا حَكَمًا
فأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الخَصْمِ والحَكَمِ

 

وجاء في تفسير ابن كثير رحمه الله: (وقال الحسن رحمه الله: إنَّ قومًا جعلوا الكِبر في قلوبهم والتواضع في ثيابهم، فصاحب الكساء بكسائه أعظم من صاحب المطرف بمطرفه، ما لهم تفاقدوا.

 

وفي بعض الأخبار أنَّ موسى عليه السلام قال لبني إسرائيل: ما لكم تأتوني عليكم ثياب الرهبان، وقلوبكم قلوب الذِّئاب؟ البسوا ثيابَ الملوك، وألينوا قلوبَكم بالخشية)[7].

 

ومن العقل أن يتذكَّر الفرد أنَّه (مخلوق) و(عبد)؛ لذلك يَنبغي أن تكون حياته باتجاهين:

الأول: باعتباره مخلوقًا يتوجَّب عليه أداء حقوق الخالِق جلَّ جلاله، وهذه الحقوق متعلقة بشكره لله جلَّ جلاله؛ لأنَّه مَنَحَنا الكثيرَ من الامتيازات الجميلة والمهمَّة والثمينة، وهنا صار من اللازم أن يَسعى الفرد لكَسب رضا الخالِق جلَّ جلاله وعدم إغضابه، وذلك الأمر من أبسط الواجبات الواقعة على عاتق المخلوق تجاه خالِقه، ومن هذا الفهم كان تصرُّف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيقول المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: إن كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليقوم لِيصلِّي حتى ترم قدماه - أو ساقاه - فيقال له، فيقول: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا))[8].




الثاني: التصرُّف مع الآخرين كـ (عبد)، فيَمشي مشيةَ العبد، ويأكل أكلةَ العبد، فلا يحق له أن يتبختر ولا يتكبَّر، ولا يميز نفسَه عن الآخرين، بل عليه أن يَلتزم التواضعَ والاستكانة، إن هذه الخصوصية تَبعث الراحةَ في قلوب الآخرين مثلما تُشعرهم بأنهم متساوون، ولقد كان خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم يَفتخر بعبوديَّته لله جلَّ جلاله، فهو يقول صلى الله عليه وسلم: ((آكُلُ كما يَأكل العبد، وأجلس كما يَجلس العبد، فإنَّما أنا عبد))، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَجلس محتفزًا[9].




وكان هذا هو حال العلاء بن زياد[10] رحمه الله، الذي تعلَّم هذا الأصلَ من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، فلقد: كان قوت نفسه رغيفًا كل يوم، وكان يصوم حتى يخضرَّ، ويصلِّي حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالكٍ رضي الله عنه والحسن فقالا: إنَّ الله تعالى لم يَأمرك بهذا كله، فقال: إنَّما أنا عبد مملوك، لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا جئته به[11].




وهكذا يوجِّه العلاء بن زياد رحمه الله بوصلتَه في الاتجاه الصحيح.

 

3- محاسبة النَّفس: إنَّ ما هو شائع اليوم أن يراقب الفردُ الآخرين بدقَّة متناهية، ويضع نفسه مراقبًا ثمَّ حكمًا وقاضيًا، ويرى أخطاءهم واضحةً كالشمس في رابعة النهار وإن كانت صغيرة، فيحاسِب ويعاتِب ويلوم، وربما يعاقِب، ولكنَّه لا يرى أخطاءه ولو كانت مثل زبد البحر.

 

وهذا الخُلق السيِّئ يؤثِّر سلبيًّا على العلاقة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُبصِر أحدكم القذاةَ[12] في عين أخيه، ويَنسى الجذعَ في عينه))[13].




وفي هذا المقام لا نقول بترك النَّصيحة للأصدقاء والإخوة والزملاء في العمل وغيره؛ بل هي من صميم واجبات الأخوَّة والصداقة، ناهيك عن كونها واجبًا شرعيًّا، ولكن هناك مرحلة مهمَّة جدًّا قبل الشروع في عمليَّة النصح للآخرين، وهي مرحلة استِكشاف أخطاء وهفوات وتقصير نفسك التي بين جَنبيك، فكما قيل: (فاقِد الشيء لا يعطيه)، ومثل ذلك قال أبو الأسود الدؤلي:

لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مثله
عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
ابدأ بنَفسِك وانهها عن غيِّها
فإذا انتهَت عنهُ فأنت حكيمُ
فهناك يُقبَل ما وعظتَ ويُقتدى
بالعِلم منك ويَنفعُ التعليمُ

 

يقول ميمون بن مهران[14]: لا يكون الرجل من المتَّقين حتى يحاسِب نفسَه أشد من محاسبة شريكه، حتى يَعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمِن حل ذلك أم من حرام؟.

 

4- معرفة قيمة الأشياء على حقيقتها، وتمييز الغثِّ من السَّمين، فهناك أعمال وأقوال لها قِيمة عالية وفاخرة وتجلب محبةَ الآخرين واحترامهم وتقديرهم، وهي ما يتعلَّق بأمور الخير والآخرة وخدمة المجتمع، على عكس الأعمال الأخرى المتعلِّقة بطلب الدنيا وزينتها وبَهرجتها والعلوِّ على النَّاس، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَغدوة في سبيل الله أو روحة، خير من الدنيا وما فيها))[15].




وهكذا يبيِّن لنا رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم الاتجاهَ الصَّحيح للبوصلة في هذا المقام؛ وذلك بالتمييز بين الأعمال ذات الأهمية القصوى والأولوية الأولى، وهي الأعمال المتعلِّقة بالله جلَّ جلاله وبرضاه سبحانه وتعالى.




5- إلغاء مبدأ الطاعة العمياء؛ فمَن نرتبط بهم بعلاقاتٍ ما، وأيًّا كان نوعها وحجمها، لا ينبغي أن ننكر فيها عقولَنا وذاتنا ونسلِّم مقدراتنا في أيديهم بشكلٍ مطلَق، فهم بشر مثلنا، نطيعهم ما أطاعوا اللهَ جلَّ جلاله، وقدَّموا للناس ما لا يقدِّمه غيرهمونصحوا وصدقوا، ولكن حين يَنحرفون فلا طاعة لهم، ومهما كان مقامهم؛ فإنَّ جزءًا من واجبنا تجاه من نكون معهم هو واجب تربوي، والواجب التربوي ليس له علاقة بالعمر ولا بالفقر ولا بالغنى ولا بالجاه؛ لأنَّه يتعلَّق بتقويم أخطاء واعوجاجٍ يحصل لكلِّ هؤلاء من غير استثناء، فينبغي أن نقوِّمهم، وذلك هو نصرنا لهم، وهكذا كان رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم يربِّي الناسَ، فعن علي رضي الله عنه، قال: بَعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم سريَّة، فاستعمل رجلاً من الأنصار وأمَرَهم أن يطيعوه، فغضب، فقال: أليس أمرَكم النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فاجمعوا لي حطبًا، فجمعوا، فقال: أوقدوا نارًا، فأوقدوها، فقال: ادخلوها، فهمُّوا وجعل بعضهم يمسِك بعضًا، ويقولون: فررنا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من النار، فما زالوا حتى خمدَت النَّار، فسكن غضبُه، فبلغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لو دَخلوها، ما خرجوا منها إلى يوم القيامة؛ الطاعة في المعروف))[16].

 

وهذا أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه يَطلب من الآخرين أن يقوِّموه وهو أمير المؤمنين وخير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن قيس بن أبي حازم رحمه الله قال: خطب أبو بكر رضي الله عنه فقال: إني ولِّيتُكم ولستُ من أخيركم، وإنَّما أنا بشر مثلكم، فإن أصبتُ فاحمدوا الله، وإن أخطأتُ فقوِّموني، وإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعصم بالوحي[17].

 

6- نبذ الرياء: فالرِّياء من أخطر أمراض القلوب، ولو تعامل المرائي عقلانيًّا لما يرائي به، لانتهى في الحال؛ لأنَّ العقل يقول: إنَّ أسباب (الرياء المزعوم) سواء كانت ماديَّة أو بدنية فهي من الله جلَّ جلاله، فلا يد للإنسان في أن يَجعل نفسه جميلاً أو يختار ذريَّته، ولم يكن الرِّزق يومًا بيد أحد غير الله جلَّ جلاله فهو الرزَّاق، فتكون النتيجة أن لا ينبغي للفرد أن يَقع في فخِّ الشيطان وهوى النَّفس فيباشر رياءً بأشياء لم تكن من صنع يده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قام مقام رياء وسُمعة، راءَى الله به يوم القيامة وسمَّع))[18].




7- عدم تتبُّع عثرات وهفوات الآخرين، وهي آفَةٌ أخرى في مسار العلاقات الإنسانيَّة، ومؤشِّر مهمٌّ على انحراف البوصلة، ولأنَّ العلاقة في الأصل لم تَقم على قِيَم ثابتة، ولأنَّ من يقوم بها لا يعي مقاصدها؛ لذلك تراه يتصيَّد عثرات الآخرين، فهو يقف متحفِّزًا بالمرصاد لكلِّ شاردة وواردة للآخرين، يقول: ابن زيدون:

حَليمٌ تَلافى الجاهِلينَ أَناتُه
إذِ الحِلمُ عَن بَعضِ الذُّنوبِ عِقابُ
إذا عَثَرَ الجاني عَفا عَفوَ حافِظٍ
بِنُعمى لها في المُذنِبينَ ذِنابُ
شَهامَةُ نَفسٍ في سَلامَةِ مَذهَبٍ
كما الماءُ للرَّاحِ الشمولِ قِطابُ

 

وذهب الكثير من النَّاس اليوم ليس لتعقُّب هفوات الآخرين فحَسب، بل وتوريطهم وإعثارهم عمدًا، ثمَّ توثيق ذلك إمَّا بتسجيل صوتي أو (بالصورة والصوت) من أجل استخدامه كدليل للهجوم عليه في الوقت الذي يقرِّره هو.

 

وتتبُّع العثرات ليس يأتي ضرره على فاعِله فقط، بل له آثار حتى على من يَعثر نفسه، فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّك إن اتَّبعتَ عورات النَّاس، أو عثرات الناس، أفسدتَهم، أو كدتَ أن تفسدهم))، قال: يقول أبو الدرداء: كلمة سمعها معاويةُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفعه اللهُ بها[19].

 

مصاحبة العقلاء، وذوي الرَّأي والمشورة، وصادقي النَّصيحة، وإن كانوا ممن ينتقدون ويقومون؛ لأنَّ ذلك من مصلحة العلاقة وليس العكس، فليس ثمَّة أخطر من الأحمق في العلاقات البشرية، يقول الشاعر:

ولئن يُعادي عاقلاً خير له
من أن يكون له صديقٌ أحمقُ
فاربأ بنفسِك أن تصادِق أحمقًا
إنَّ الصَّديق على الصديق مُصدقُ
وزِن الكلامَ إذا نطقتَ فإنَّما
يُبدي عُقولَ ذوي العُقولِ المنطقُ

 

ولكن الذي يجري في علاقات اليوم ينافِي هذه الحقيقية ويقلب موازينها، فأحباب المرء مَن يداهنونَه ويجارونه فيما يرى ويَعتقد، وما ذلك إلاَّ من أجل مكاسب شخصيَّة على حساب المصلحة العامَّة للعلاقة، وقد قيل: (صديقي من أهدى إليَّ عيوبي).

 

8- النظرة المستقبليَّة للعلاقة: لا يمكن لأيِّ إنسان مهما بلغَت درجة ذكائه وإمكاناته العقليَّة استنباط أو استشراف أحداث المستقبَل إلاَّ بعضًا مما يفتح الله عليه جلَّ جلاله؛ فإنَّه لن يَستطيع أن يَعلم ما في الغيب؛ لذلك ومن العقلانية في العلاقة مع الآخرين أن تكون لنا نظرة للآفاق المستقبليَّة وَفق تفكيرنا لمنطق العلاقة مع الآخرين.

 

وبما أنَّ الأمور والأقدار بيَد الله جلَّ جلاله وحده، فليس يعلم الفرد الذي هو اليوم في عزَّة ومَنعة ومكانَة مرموقة ووضعٍ مالي فاخر ومقام رفيع - ما الذي سيَحصل له في الغد القريب؛ لذلك فإنَّ التفريط بالعلاقات مع الكثير ممَّن يرون أنَّهم لا يستحقون عناءَ إقامة علاقات معهم، أو أنَّ العلاقة الموجودة أصلاً لا طائل منها، فيها مجانَبة شديدة للعقل والمنطِق، فكم من صغير صار كبيرًا! وكم من فقيرٍ أضحى غنيًّا! وكم من جاحد عاد مؤمنًا! وكان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يُبقي علاقاته الطيِّبة مع الفقراء والضعفاء، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأهل الجنَّة؟ كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله لأبرَّه، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتلٍّ جواظ مستكبر))[20].

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: إن كانت الأَمَة من إماء أهل المدينة، لَتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتَنطلق به حيث شاءت[21]، ونفصل الأمرَ من جانبين: إيماني ومادي؛ أما في الجانب الإيماني فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: ((اللهمَّ ثبِّت قلبي على دينك))، فقال رجل: يا رسول الله، تخاف علينا وقد آمنَّا بك، وصدَّقناك بما جئتَ به، فقال: ((إنَّ القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عزَّ وجل يقلِّبها))[22]، فلا ضمانة لمن يقول: إنَّه أعلى مرتبة إيمانية من بقية الناس، فلعلَّ الله جلَّ جلاله يَسخط عليه فيُضله، وبالعكس.

 

أما من الجانب المادِّي، فكم من مَلكٍ أصبح مقيدًا بالسلاسل، وكم من ذي جاهٍ صار مدفوعًا بالأبواب، وكم من غنيٍّ عن الناس آلَت حاله لأن يتصدَّق الناسُ عليه؛ لأنَّ الفضل - سواء المادي أو المعنوي - بيَد الله جلَّ جلاله، وهو يَهَبه لمن يشاء ويمنعه عمَّن يشاء، قال تعالى: ? ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ? [الجمعة: 4]، وقال تعالى: ? قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ? [آل عمران: 26].

 

9- العقوبات الإيجابية؛ تبرز أهميَّة وجود عقوبات على المتعمِّد في التقصير أو الإضرار بالآخرين أو تجاوز المعايير أو الأنظمة المتفَق عليها، من وجوه عدَّة؛ فهي للمقصِّر تقويم وإعادة لجادَّة الصواب، وتحذيرٌ له لمراقبة تصرُّفاته في المستقبل، ولا بدَّ من الانتباه أن (مَنْ أمِن العقاب، أساء الأدب)، وهي ردُّ اعتبار ومَنح الحقِّ للمُعتدى عليه من أجل أن يُمنح القناعةَ اللازمة لمزيد من الثِّقة بالأنظمة التي يؤمِن بها.

 

وأهم ما في هذا الموضوع هو (أنَّ العقوبات تكون تقويمية عادلة، وليس تشهيريَّة تعسُّفيَّة ظالمة)، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم برجلٍ قد شرب، قال: ((اضربوه))، قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعلِه، والضارب بثوبه، فلما انصرف، قال بعضُ القوم: أخزاك الله، قال: ((لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشَّيطان))[23].




ومِن جميل ما يُذكر في فوائد العقوبات: أنَّ أحد ولاة الأمر رأى أحدَ الرعيَّة وقد قُطعَت يده، فقال له: لو أنَّك لم تسرق ما قطعنا يدك.

 

فأجابه المعاقَب: والله يا أمير، لو لَم تقطعوا يدي، لما تركتُ السرقة!

 

10- واحد من أهمِّ صفات العقلانيَّة في العلاقة هو عدم ظلم الآخرين، فصاحِب العقل الرَّاجح هو من يفرُّ من ظلم الآخرين فِرارَه من الذِّئب، والظلم هو (وضع الشيء في غير محله)، فالموضوع في غاية الأهميَّة وغاية الحساسية والدِّقة، فالله جل جلاله خلق الإنسانَ ليكون كريمًا وعزيزًا، فأي عمل من قِبَل الآخرين يؤدِّي إلى ضد ذلك سيكون ظلمًا، فوضع المرء في مكانٍ غير مكانه في العمل ظلمٌ، ومعاملة الإنسان الحرِّ على أنَّه عبد ظلمٌ، وعدم منح الفرد استحقاقه في الأجر ظلم، وهكذا لو حاولنا إحصاءَ وتسمية الأمور التي يقع فيها ظلم، فإنَّنا لن ننتهي.

 

من هنا جاءت خطورةُ الظلم للآخرين، ولعلَّ بسبب خطورته وشناعته ونتائجه الوخيمة غلَّظ الله تعالى العقوبات على الظَّالمين، بل حتى إنَّ الله جل جلاله وهو المتفرِّد والمتصرِّف بخلقه كما يَشاء، وهو تعالى الذي لا يُسأل عمَّا يَفعل، فقد حرَّم الظلمَ على نَفسه جلَّ جلاله، فعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: ((يا عبادي، إنِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تَظالَموا))[24].

 

ورغم ذلك التحذير وذلك الوعيد الشَّديد والنَّهي البليغ الواضح، ترى الناسَ يتبادلون الظلمَ وكأنَّهم يتبادلون التهاني، إنَّهم يمارسون الظلمَ كل يوم، بل كل ساعَة، ويباشرون فعالياته بشعور وبغير شعور، فالنَّاس لا يحسنون وضعَ بعضهم لبعض في المكان المناسب، وظلم الناس لا يَطول بعضهم البعض فحسب، بل تجاوزوا ذلك إلى الحيوانات والجمادات والبيئة وكل شيء حولهم.

 

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الظُّلم ظلمات يوم القيامة))[25]، يقول أبو العتاهية:

أمَا والله إنَّ الظُّلم لومُ
وما زال المُسيءُ هو الظَّلومُ
إلى ديَّان يوم الدين نمضي
وعند الله تَجتمعُ الخُصومُ

 

ورفض الظُّلم تحت ظلِّ الشريعة الإسلاميَّة يَذهب إلى آفاق بعيدة ويتجاوز كلَّ الحدود، حتى إنَّه لا يُبقي أيَّ أثر للطبقيَّة؛ فالكلُّ سواسية كأسنان المشط أمام القانون، ولا مجال لأن يَظلم الكبيرُ الصغيرَ، والغني الفقيرَ، والقويُّ الضعيفَ، فعن عبدالله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، عن أبيه رضي الله عنه قال: لما قَدِم جعفر من الحبشة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((ما أعجب شيء رأيتَ؟))، قال: رأيتُ امرأة على رأسها مكتل فيه طعام، فمرَّ فارس يركض فأذراه، فقعدَت تجمع طعامَها، ثمَّ التفتَت إليه، فقالت: ويل لك يوم يضع الملِكُ كرسيَّه فيأخذ للمظلوم من الظالم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تصديقًا لقولها: ((لا قُدِّسَتْ - أو كيف تُقدَّس - أمَّة لا يأخذ ضعيفها من شديدها غير متعتع[26]؟))[27].

 

ويحذِّر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من الظلم بشتَّى الأساليب؛ ومن ذلك ما وصَّى به معاذ بن جبل رضي الله عنه حين أرسله لليمن، فقد كان في خاتمة ما أوصاه، قال له صلى الله عليه وسلم: ((واتَّق دعوةَ المظلوم؛ فإنَّه ليس بينه وبين الله حجاب))[28].

 

فالأمَّة التي ينتصف فقيرُها من غنيِّها، وصغيرها من كبيرها عند ظُلمه، ومن غير تردُّد ولا خوف من النتائج الوخيمة من جرَّاء فَعلَتِه - أمَّة منصورة ومتقدمة على غيرها من الأمم، وأمَّة مقدَّسة حسب الوصف النبوي لها، وهذه من السنَن الكونيَّة، وكما قال أحد الحكماء: إنَّ الله جلَّ جلاله ليَنصر الأمَّة وإن كانت غير مسلِمة بعدلها، وإنَّ الله جل جلاله ليذلُّ الأمَّةَ وإن كانت مسلِمة بظلمها، وقد أثبتَت التجارِب العمليَّة صحَّةَ ودقَّة هذا الفهم الواعي للأمور.

 

ولكنَّنا اليوم نجد الفهمَ المعاكس يأخذ حيِّزَه في التطبيق، وينطبق علينا ما قال الشاعر:

يمشي الفقيرُ وكلُّ شيءٍ ضدُّهُ
والناسُ تُغلِقُ دونَهُ أبوابَها
وتراهُ مبغوضًا وليسَ بمُذنبٍ
ويرى العداوةَ لا يرى أسبابَها
حتى الكلاب إذا رأتْ ذا ثروةٍ
خضعَتْ إليه وحرَّكتْ أذنابَها
وإذا رأتْ يومًا فَقيرًا عابرًا
نبحَتْ عليهِ وكشَّرَتْ أنيابَها

 

هذا واقعُ الحال اليوم، ليس للفقير مكان في المجتمع، حتى أصحاب القضايا والذين يتكلَّمون عن المبادئ والقِيَم والأخلاق، وأنَّهم يعملون من أجل نَشر الفضيلة - يَقعون في هذا المطبِّ والمنزلق الخطير؛ فإنَّ الفقير مدفوع بالأبواب وإن كان صاحبَ فِكر سليم وإمكانات عقليَّة محترمة فإنَّه يُستغنى عنها.

 

لقد حرص رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على إشاعة العدل بين الناس، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ المُقسطين عند الله على منابر من نُورٍ، عن يمين الرَّحمن عزَّ وجلَّ، وكلتا يديه يمينٌ؛ الذين يعدلُون في حُكمهم وأهليهم وما وَلُوا))[29].

 

نحن نخسر عاملاً مهمًّا من عوامل النهوض والتقدُّم والنصر؛ بتجاهلنا لفقراء القوم وضِعافهم، في حين أنَّ نصرة الله جلَّ جلاله ورزقه وهيبة الأمَّة تُستجلَب بالإحسان لضعفاء القوم وفقرائهم، مِصداقًا لقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ((هل تُنصرون وتُرزقون إلاَّ بضعفائكم؟))[30].




[1] صحيح البخاري - كتاب العلم - باب من جعل لأهل العلم أيامًا معلومة.

[2] صحيح مسلم - كتاب البر والصلة والآداب - باب فضل الرفق.

[3] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب الرفق في الأمر كله.

[4] زهير بن عبدالله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي أبو بكر ويقال: أبو محمد المكي الأحول، من فقهاء التابعين، كان قاضيًا لعبدالله بن الزبير رضي الله عنه ومؤذِّنًا له، قال عنه ابن حجر العسقلاني رحمه الله في التقريب: ثقة فقيه.

[5] صحيح البخاري - كتاب الإيمان - باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر.

[6] صحيح ابن حبان - كتاب الرقائق - باب الأدعية - ذكر ما يستحب للمرء أن يَسأل الله جلَّ وعلا الهداية لأرشد أموره.

[7] تفسير القرآن العظيم، ابن كثير الدمشقي، ج 3، ص 542 - 543.

[8] صحيح البخاري - كتاب الجمعة - أبواب تقصير الصلاة - باب: قيام النبي صلى الله عليه وسلم الليل.

[9] الطبقات الكبرى لابن سعد - ذكر صفة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[10] علاء بن زياد بن مطر بن شريح العدوي أبو نصر البصري، تابعي، قال عنه الذهبي في الكاشف: كان عابدًا قانتًا بكَّاءً، وقال عنه ابن حبان في كتاب الثقات: كان من عبَّاد أهل البصرة وقرَّائهم.

[11] حلية الأولياء - العلاء بن زياد، والزهد والرقائق؛ لابن المبارك - باب فضل ذكر الله جل جلاله.

[12] القذاة: الوسخ القليل والصغير الذي يكون في العين.

[13] صحيح ابن حبان - كتاب الحظر والإباحة - باب الغيبة - ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تفقد عيوب نفسه.

[14] ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب، قال عنه الإمام الذهبي في الكاشف: عالم الرقَّة، ثقة، عابد، كبير القدر، وقال عنه عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: إذا ذهب هذا وضَرْبه، صار الناس من بعده رجاجًا.

[15] صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب الغدوة والروحة في سبيل الله.

[16] صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب سرية عبدالله بن حذافة السهمي.

[17] البحر الزخار مسند البزار - ما روى محمد بن أبي بكر.

[18] مسند أحمد بن حنبل - مسند الأنصار - حديث أبي هند الداري.

[19] السنن الكبرى للبيهقي - كتاب السرقة - جماع أبواب صفة السوط - باب ما جاء في النهي عن التجسس.

[20] صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب الكبر.

[21] نفس المصدر السابق.

[22] سنن ابن ماجه - كتاب الدعاء - باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[23] صحيح البخاري - كتاب الحدود - باب الضرب بالجريد والنعال.

[24] صحيح مسلم - كتاب البر والصلة والآداب - باب تحريم الظلم.

[25] صحيح البخاري - كتاب المظالم والغصب - باب الظلم ظلمات يوم القيامة.

[26] غير متعتع: دون أن يصيبه أذًى أو ضرر.

[27] المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - كتاب الرقائق - باب الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

[28] صحيح البخاري - كتاب المغازي - باب بعث أبي موسى.

[29] صحيح مسلم - كتاب الإمارة - باب فضيلة الإمام العادل.

[30] صحيح البخاري - كتاب الجهاد والسير - باب من استعان بالضعفاء والصالحين في الحرب.


"
شارك المقالة:
32 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook