يُمكن تعريف روماتيزم القلب أو داء القلب الروماتزمي (بالإنجليزية: Rheumatic Heart Disease) على أنّه تلف واحد أو أكثر من صمّامات القلب بعد التعرّض لنوبةٍ من الحمّى الروماتيزميّة الحادّة، بالرغم من عِلاجها، إذ قد تبقى صمّامات القلب في هذه الحالة متوسّعة أو مُتنّدبة، ممّا يحول دون تدفق الدم بشكلٍ طبيعيّ عبرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة تستدعي العلاج؛ إذ إنّ إبقاء المريض دون علاج يجعلهُ عُرضةً للإصابة بقصور القلب، كما يزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات المرضيّة؛ مثل عدم انتظام ضربات القلب، أو السّكتة الدماغيّة، أو التهاب شغاف القلب (بالإنجليزية: Endocarditis)، أو مُضاعفات الحمل في حال وجوده.
كما ذكرنا سابقاً، تُعزى الإصابة بروماتيزم القلب إلى التعرّض للحمّى الروماتيزميّة، وتُمثل هذه الحمّى مرضاً التهابيّاً قد يؤثر في العديد من الأنسجة الضّامة؛ وبخاصّة أنسجة القلب، أو المفاصل، أو الجلد، أو الدماغ، وقد تؤثر هذه الحالة في الصمّامات مُسبّبةً التهابها وتندّبها مع مرور الوقت، وفي سياق هذا الحديث يُشار إلى أنّ الحمّى الروماتيزميّة من شأنها أن تحدُث فيّ أيّ عُمر؛ ولكنّها أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-15 عاماً، ويُذكر بأنّ حدوث هذه الحالة نادر في البلدان المتقدمة؛ مثل الولايات المتحدة.
في الحقيقة، تتفاوت أعراض روماتيزم القلب، ويُذكر بأنّ الأعراض الناتجة عن أضرار القلب قد لا تكون ملحوظةً في كثيرٍ من الأحيان، وبشكلٍ عامّ تعتمد الأعراض الظاهرة على مدى تضرّر القلب إضافةً إلى موقع الضرر. تظهر أعراض الحمّى الروماتيزمية في العادة بعد حوالي 14 يوماً من الإصابة بالتهاب الحلق البكتيريّ وتركه دون علاج، وتترتب على ذلك مُعاناة الشخص من الحمّى، وألم المفصل، وانتفاخه، واحمرار المنطقة المُحيطة بالمفصل، وبخاصّة المفاصل الكبيرة؛ كالركبة، أو الكاحل، أو الكوع، أو الكتف، إذ تختفي هذه الأعراض خلال يوم أو يومين ولكنّها تعود فتظهر ليُعاني الشخص من الأعراض ذاتها في مفصلٍ آخر، ويُشار إلى احتمالية المُعاناة من أعراضٍ أخرى؛ كالطّفح الجلديّ قصير الأمد أو ضيق التنفس.
توجد عدد من المضاعفات الصحيّة الخطيرة التي قد تصاحب الإصابة بروماتيزم القلب، والتي قد تحتاج إلى فترة طويلة للظهور، ومنها ما يأتي:
يعتمد علاج روماتيزم القلب على شدّة الحالة والضرر الحاصل على القلب، وقد يتضمّن العلاجات التالية: