تقوم الكلى بفلترة الدم وتحويل فضلاته إلى بول، وإذا فقدت الكلى قدرتها على أداء وظيفتها فإنّ هذه الفضلات تتراكم في الجسم مسبّبةً حالة صحية خطيرة قد تُودي بحياة المصاب، وتُعرف هذه الحالة بالفشل الكلويّ (بالإنجليزية: Kidney failure)، ومن الأسباب التي تؤدي للفشل الكلويّ الإصابة بالسكري، وارتفاع ضغط الدم المزمن غير المسيطر عليه، والتهاب كبيبات الكلى المزمن (بالإنجليزية: Chronic glomerulonephritis)، ومرض الكلى المتعدد الكيسات (بالإنجليزية: Polycystic kidney disease)، وعلى الرغم من إمكانية السيطرة على المشكلة بالقيام بغسيل الكلى (بالإنجليزية: Dialysis) إلا أنّ هذا الأمر غير مجدٍ ويكلف الكثير من الوقت، ولذلك تُعتبر زراعة الكلى (بالإنجليزية: Kidney Transplantation) الخيار الأمثل في مثل هذه الحالات، وتُعرّف زراعة الكلى على أنّها عملية نقل كلية من شخصٍ لا يزال على قيد الحياة، أو قد مات مؤخراً إلى المصاب، وغالباً ما يكون المتبرع أحد أقارب المصاب وذلك لارتفاع احتمالية تطابق الأنسجة وفصائل الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الزراعة عملية تحتاج إلى دراسة شاملة لحالة المتبرع والمصاب.
تُعتبر زراعة الكلى عمليةً جراحية كبيرة، وقد تترتب عليها بعض المضاعفات، ومن هذه المضاعفات المحتملة ما يأتي:
يتعامل الجسم مع الكلية المنقولة إليه على أنّها جسم غريب؛ فهي لا تُعدّ أحد أجزائه أو أعضائه، ولذلك يبدأ الجسم بمحاربة الكلية، وعليه كان لا بُدّ من إعطاء أدوية من شأنها أن تعمل على تقليل قدرة الجسم على مهاجمة العضو المنقول لمنع حدوث الرفض، ومن هذه الأدوية مجموعة مثبطات الكالسينورين (بالإنجليزية: Calcineurin Inhibitors) مثل تاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus) والسيكلوسبورين (بالإنجليزية: Ciclosporin)، ومجموعة مضادات التكاثر (بالإنجليزية: Antiproliferative agents) مثل ميكوفينوليت موفيتيل (بالإنجليزية: Mycophenolate Mofetil) والآزاثيوبرين (بالإنجليزية: Azathioprine)، والستيرويدات مثل بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)، وغيرها. ومن أكثر وأهم الآثار الجانبية التي قد تترتب على تناول هذه الأدوية ارتفاع احتمالية الإصابة بالعدوى وذلك بسبب إضعاف هذه الأدوية لجهاز المناعة الخاص بالمصاب، وكذلك الغثيان، وقد تتسبب بعض الأدوية المستعملة لمنع رفض الكلية بإصابة الشخص بالسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض العظام، ومشاكل في الكبد، وزيادة في الوزن، وغيرها، وقد تخف بعض الآثار الجانبية مع استمرار العلاج.
للمحافظة على صحة وسلامة الكلية المنقولة لا بُدّ من اتباع بعض النصائح المتعلقة بتناول الطعام، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية، وفيما يأتي بعض هذه النصائح:
قد تظهر بعض الأعراض الأولية التي تدل على رفض الجسم الكلية المنقولة إليه، وبمجرد ظهور أحد هذه الأعراض؛ تجب مراجعة الطبيب بشكلٍ فوريّ لتجنب حدوث المضاعفات، وغالباً ما يقوم الطبيب المختص بزيادة جرعة الأدوية المعطاة لمنع رفض الكلية، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
لا بُدّ من إجراء بعض الفحوصات لضمان التطابق بين المتبرّع والمستقبل سواء كان المتبرّع لا يزال على قيد الحياة أو أنّه قد مات مؤخراً، ومن هذه الفحوصات ما يأتي: