زهر من الروضة

الكاتب: المدير -
زهر من الروضة
"زهر من الروضة

 

(مِنْ كتب الإمام أبي الفرج ابن الجوزي البغدادي: روضة الناقل ونزهة العاقل، وهو كاسمهِ روضة ونزهة، ويمكن إدراجُه في كتب الثقافة العامة، وقد منَّ اللهُ تعالى بخدمته، وهذا زهرٌ منه بين يدي طباعته)

•   •   •

? قال الأصمعي:

سمعتُ أعرابيًا يقولُ: واللهِ ما خَلَقَ اللهُ النارَ إلا مِنْ كرمهِ، جَعَلَها سَوْطاً يَسوقُ به المؤمنين إلى الجنَّة.

•   •   •




? أثَّرَ قولُ: إنْ شاء الله في حقِّ الكافر فانتفعَ بقولها، فروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

إنَّ يأْجُوجَ ومأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يومٍ حتَّى إذا كادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قالَ الذي عليهِم ارْجعُوا فسَتَحْفِرُونَهُ غدًا إنْ شاءَ الله، فيَعُودُونَ إليه وهُوَ كهَيْئَتِهِ حين تَرَكُوهُ فيَحْفِرُونَهُ ويَخْرُجُونَ على النَّاسِ.

فإذا ثبتَ تأثيرُ قوله إنْ شاء الله في قول كافرٍ وبان عدمُها في حقِّ نبيٍّ، فينبغي أن لا تُترك في حال.

وإنما معناها تفويضُ الأمور الغائبة إلى عالم الغيب، وإظهارُ العجز عَنْ علم العواقب، وبذلك تتحقَّق عُبوديةُ العبد، ويظهرُ عزُّ الربوبية[1].

•   •   •




? لما قدمَ عمر -رضي الله عنه- الشام استقبله الناسُ وهو على بعيره، فقالوا: يا أميرَ المؤمنين لو ركبتَ برذونًا يلقاك عظماءُ الناس ووجوهُهم، فقال عمر: ألا أراكم هاهنا، إنما الأمر مِنْ هنا -وأشارَ بيدهِ إلى السماء- خلوا سبيلَ جمَلي.

•   •   •




? كتبَ بعضُ عُمّال عمر بن عبدالعزيز إليه:

إنَّ مدينتَنا قد خربتْ فإنْ رأى أميرُ المؤمنين أنْ يقطعَ لنا مالًا نرمّها به.

فكتبَ إليه عمر:

أمّا بعدُ: فقد فهمتُ كتابك، فإذا قرأتَ كتابي هذا فحصِّنها بالعدل، ونقِّ طرقَها من الظلم، فإنه مرَمَّتُها، والسَّلام.

•   •   •




? قال الفُضيل [بن عياض]:

إنَّ حوائجَ الناسِ إليكم نِعَمٌ من اللهِ عليكم، فاحذروا أنْ تملوا النِّعمَ فتتحولَ نِقَمًا.

•   •   •

? قيل لمحمد بنِ المُنْكدر: أيُّ العمل أحبُّ إليك؟

قال: إدخالُ السُّرور على قلب المُؤمن.

•   •   •

? [قال] الربيع بن سليمان قال: سمعتُ الشافعي - رحمه الله - يقول:

أشدُّ الأعمال ثلاثة:

الجودُ مِنْ قلة.

والورعُ في خلوة.

وكلمة الحقِّ عند مَنْ يُرْجَى ويُخاف.

•   •   •

? قال أبو الدرداء:

إيّاكم ودمعةَ اليتيم، ودعوةَ المظلوم، فإنها تسري بالليل والناسُ نيامٌ.

•   •   •




? عن شُريح [بن الحارث القاضي] قال:

سيَعلم الظالمون حظ مَنْ نقصوا، إنَّ الظالمَ يَنتظرُ العقاب، والمظلوم يَنتظرُ النصرَ.

•   •   •




? رُوي عن عمر بن عبدالعزيز أنَّ رجلًا أغلظَ [له]، فأطرق عمرُ طويلًا، ثم [قال]: أردتَ أنْ يستفزَّني الشيطانُ بعزِّ السلطان فأنالَ منكَ اليومَ ما تنالُ مني غدًا؟!

•   •   •




? قال الأحنفُ:

ما اعترضَ التثبُّتُ في الغضبِ إلا وَهَنَ سلطانُ العَجَلة.

•   •   •




? قال مالكُ بن دينار:

إنَّ البدنَ إذا سقمَ لمْ ينجعْ فيه طعامٌ ولا شرابٌ، كذلك القلبُ إذا علقه حبُّ الدنيا لم تنجعْ فيه المواعظ.

•   •   •




? قال بعضُ الحكماء:

مَنْ حصَّنَ شهوتَهُ صانَ قدرَهُ.

•   •   •




? سُئِلَ ابنُ المقفَّع عن الهوى فقال: هوانٌ سُرِقتْ نونُهُ.

•   •   •




? قال بعضُ الحكماء:

ما جُلِيتْ القلوبُ بمثلِ الأحزانِ، ولا استنارتْ بمثل الفكرة.

•   •   •




? قيل لحكيمٍ: إنَّ فلانًا بعيدُ الهمَّة، قال: إذًا لا يرضى بدون الجنَّة.

•   •   •




? كان شميطُ بنُ عجلان إذا وصَفَ المُوقنين قال:

أتاهم من الله أمرٌ وقذَهم عن الباطل، فأسهروا العيونَ، وأجاعوا البطونَ، وأظمأوا الأكبادَ، وأنصبوا الأبدانَ، واهتضموا الطارف والتالد.

•   •   •




? قال محمد بن يوسف[2]:

إنْ كانَ يُحزنُكَ ما ترى مِنْ نفسِك فقلبُك حيٌّ بعدُ.

•   •   •




? وعظَ أعرابيٌّ ابنَهُ فقال:

لا الدهرُ يَعظُكَ، ولا الأيامُ تُنذرُك، والساعاتُ تُعَدُّ عليكَ، والأنفاسُ تُعَدُّ منكَ، أحبُّ أمريك إليك، أعودُهما بالمَضرَّةِ عليك.

•   •   •




? مِنْ كلامِ الحكماءِ:

ظَنُّ العاقلِ كهانةٌ.

لا يزالُ العجِلُ يجتني ثمرةَ النَّدمِ.

معاشرةُ ذوي الألباب عمارةُ القلوب.

مَن أصلحَ فاسدَهُ أرغمَ حاسدَهُ.

الدَّعةُ رائدُ الضَّعة.

العفوُ زكاةُ العقل.

التواضعُ حليةُ الشَّرف.

•   •   •

? قال يزيدُ بنُ تميم:

مَنْ لم يردعْهُ القرآنُ والموتُ ثم تناطحت الجبالُ بين يديهِ لم يرتدعْ.




[1] هذا مِنْ كلام المؤلف: ابن الجوزي.

[2] هو عروس الزُّهاد الأصبهاني، توفي سنة (184هـ) ولم يُكمل أربعين سنة.

انظر تاريخ أصبهان لأبي نُعيم (2 /141-143). والقول فيه، ختمَ به ترجمته.


"
شارك المقالة:
20 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook