زيادة الكالسيوم عند الأطفال وأعراضه

الكاتب: جانيت غنوم -
زيادة الكالسيوم عند الأطفال وأعراضه

زيادة الكالسيوم عند الأطفال وأعراضه

الكالسيوم

يُعدّ الكالسيوم أحد أهمّ المعادن الموجودة في جسم الإنسان، ويخزِّن الجسم 99% من الكالسيوم الموجود فيه داخل العظام والأسنان للمحافظة على قوّتها، أمّا الكميّة الباقية منه فتوجد في الدم، والعضلات، والسائل خارج الخلوي، وله أدوارٌ عدّةٌ ومهمّةٌ جداً في الجسم، ومنها إفراز الهرمونات والإنزيمات، وإرسال الإشارات العصبية عبر الجهاز العصبيّ، والمساعدة على انقباض العضلات، وغيرها من الوظائف، ويعتبر كلٌّ من الحليب، والجبن، واللبن، والمكسرات كالفستق الحلبي، والسمسم، واللوز، والبندق من أهمّ مصادر الكالسيوم، بالإضافة إلى التين، والبقوليات، والفاصولياء، والسبانخ، وحبوب الإفطار المدعّمة.


إلا أنّ ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم أكثر من الحدّ الطبيعيّ قد يتسبّب بضعف العظام، وتشكّل الحصى في الكلى، وذلك بسبب زيادة إجهادها، إذ إنّها تعمل بشكلٍ مضاعف للتخلّص من الكالسيوم الزائد في الدم، وغيرها من أعراض زيادة الكالسيوم الذي يمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية، وقد يحدث ذلك بسبب الإفراط في تناول مكمّلات الكالسيوم وفيتامين د الغذائيّة، أو زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية، أو تناول بعض الأدوية، أو الإصابة ببعض الأمراض أو المشاكل الصحيّة، والعديد من الأسباب الاخرى.

 

أعراض زيادة الكالسيوم عند الأطفال

تظهر أعراض زيادة الكالسيوم عند الأطفال عندما يكون تركيزه 12ملغرام/ديسيلتر في الجسم، كما أنّ هذه الأعراض تصبح ثابتةً عندما يصل تركيز الكالسيوم في الدم إلى 15ملغرام/ديسيلتر، ومن الأعراض التي تظهر على الأطفال الذين يعانون من ارتفاع الكالسيوم:

  • أعراض الجهاز العصبيّ: ومنها الصداع، والهلوسات، والتغيّر في الشخصيّة، والمشية غير الثابتة، والشعور بالتوعك (بالإنجليزية: Malaise)، والتهيج، والارتباك.
  • أعراض الجهاز الهضميّ: مثل شلل الأمعاء، وتنتج عنه بعض الأعراض، مثل التقيؤ، والغثيان، والمغص، والإمساك، وفقدان الشهية، والإصابة بأعراض التهاب البنكرياس، ومنها الآلام في المنطقة فوق المعديّة، والتقيؤ، إضافةً إلى زيادة إفراز حمض المعدة، ممّا يؤدي إلى ظهور أعراض التهاب فيها.
  • الأعراض الكلويّة: ومنها الإصابة بحصىً في الكلى، أو السكر الكاذب (بالإنجليزية: Nephrogenic diabetes insipidus)، والذي يسبّب كثرة التبوّل، والعطش المفرط، كما يمكن أن تسبّب زيادة مستويات الكالسيوم فشلاً كلويّاً.
  • أعراض الجهاز العضليّ الهيكليّ: ومن أهمّ هذه الأعراض الشعور بآلام العظام، كما يمكن أن يُصاب الطفلُ بالتهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، أو الحكّة نتيجةَ ترسّب أملاح الكالسيوم في الأنسجة.
  • أعراضٌ أخرى: ومنها التشوهات الخلقيّة، وفي بعض الحالات النادرة قد يُصاب الإطفال بما يُعرف بمتلازمة الضائقة التنفسيّة (بالإنجليزية: Respiratory distresssyndrome) الناتجة عن ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.

 

أسباب زيادة الكالسيوم عند الأطفال

تختلف أسباب الإصابة بزيادة مستويات الكالسيوم عند الأطفال حسب فئاتهم العمريّة، وفي الآتي تفصيلٌ لذلك:

  • حديثو الولادة: ومن أسباب إصابتهم بزيادة مستويات الكالسيوم:
    • الإصابة بفرط نشاط الغدة الجار درقية الأوليّ (بالإنجليزية: Primary Hyperparathyroidism).
    • المعاناة من فرط كالسيوم الدم ونقص الكلس البولي الوراثي (بالإنجليزية: Familial hypocalciuric hypercalcemia).
    • إعطاء الرُّضّع كميّة عالية من مكمّلات الكالسيوم الغذائية.
    • المعاناة من متلازمة ويليام (بالإنجليزية: Williams syndrome) والتي ترتبط بزيادة الحساسية لفيتامين د.
    • الإصابة بفرط نشاط الغدة الجار درقية الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary Hyperparathyroidism).
    • المعاناة من متلازمة الحفاظ الأزرق (بالإنجليزية: Blue diaper syndrome)، وتتمثل بحدوث خلل قدرة الأمعاء على نقل التربتوفان.
  • الرُّضّع: ويمكن أن يصاب الرضع بزيادة الكالسيوم نتيجةً المعاناة من نخرٍ دهنيٍّ تحت الجلد (بالإنجليزية: Subcutaneous fat necrosis)، وقد تؤدي هذه الحالة إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم بشكلٍ كبيرٍ وخطيرٍ على حياة الأطفال بعمر 1-6 أشهر.
  • الأطفال: ويمكن أن يُصاب الأطفال في سنّ المدرسة بارتفاع مستويات الكالسيوم نتيجة المعانة من فرط نشاط جارات الغدة الدرقية الثانويّ الناتج عن نموّ ورمٍ غدّيٍّ، أو تكوُّن الأورام الصماوية المتعددة (بالإنجليزية: Multiple endocrine neoplasia).

 

علاج زيادة الكالسيوم عند الأطفال

يتمّ علاج زيادة الكالسيوم عند الأطفال بتزويد الجسم بالسوائل، وذلك لزيادة تدفقها عبر الكليتين، وبالتالي تخفيف نسبة الكالسيوم في الدم، ممّا يقلل من خطر إصابة بالكلى بالضرر، كما يمكن استخدام مدرات البول أيضاً، وتُستخدم أدوية البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphate drugs) في هذه الحالة لتثبيط تحلّل العظام، كما يمكن إعطاء هرمون الكالسيتونين الذي يقلل امتصاص الكالسيوم، ومن الممكن علاج زيادة مستويات فيتامين د باستخدام الغلوكوكورتيكويدات التي تقلل امتصاص الكالسيوم أيضاً، أمّا في حالة وجود مشاكل في الكلى فيمكن اللجوء لغسيل الكلى لتخليص الجسم من السموم والكالسيوم الزائد من الدم.

 

الكميات الموصى بها من الكالسيوم

يوضح الجدول التالي الكميات المسموحة والموصى بها من الكالسيوم حسب الفئات العمريّة المختلفة:

الفئة العمرية (سنة) الكميات الموصى بها من الكالسيوم (ملغرام/اليوم)
الأطفال 1-3 700
الأطفال 4-8 1000
المراهقون 9-18 1300
الأشخاص 19-50 1000
الإناث 51-70 1200
الذكور 51-70 1000
الأشخاص بعمر 71 سنة أو أكثر 1200

 

وظائف الكالسيوم في الجسم

يلعب الكالسيوم عدّة أدوار في جسم الإنسان، ونذكر منها ما يأتي:

  • تعزيز صحة العظام: حيث يُعدّ الكالسيوم أساسيّاً لنموّ العظام، وزيادة قوتها، والمحافظة عليها، ومن الجدير بالذكر أنّ الكالسيوم يستمرّ ببناء العظام وزيادة قوّتها حتى وصول الإنسان إلى عمر 20-25 سنة، وفي هذا العمر تصل العظام إلى أعلى كثافةٍ لها، ومع التقدم في العمر تبدأ كثافتها بالانخفاض، وعادةً ما يكون الأشخاص الذين لم يحصلوا على كمياتٍ كافيةٍ من الكالسيوم قبل عمر 20-25 سنة أكثرَ عرضةً للإصابة بهشاشة العظام في المستقبل.
  • انقباض العضلات: فعندما تحفز الأعصابُ العضلاتِ يُفرَز الكالسيوم الذي يساعد البروتينات الموجودة في العضلات على الانقباض، وعندما يخرج الكالسيوم من العضلة فإنّها تعود للانبساط ثانيةً، ومن الجدير بالذكر أنّ القلب يستخدم هذه الآلية للنبض.
  • تخثر الدم: حيث يلعب الكالسيوم دوراً في عمليّة تخثر الدم الطبيعيّة عند الإنسان.
شارك المقالة:
64 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook