الصحابي زيد بن ثابت واسمه زيد بن ثابت بن الضّحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة، أسلم مع من أسلم من أهل المدينة يوم قدم النبي -عليه الصلاة والسلام- إليها، وقد كان ما يزال في سنِّ الصِّبا وقتها، صحابيٌّ جليل حفظ القرآن وكتب الوحي للنبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يُشارك في غزوتي بدر وأحد؛ لصغر سنِّه، وقد كان على علمٍ كبيرٍ بعلم المواريث والفرائض، اشتُهِر بعباداته الكثيرة وزهده في الحياة الدنيا وتعلّقه بالله؛ ولذلك كان لا بدَّ من مقالٍ يقف بالحديث عن زيد بن ثابت، وفيما يأتي سيكون ذلك.
إنَّ علم زيد بن ثابت وفضله هو من أكثر ما اشتُهر به، خاصَّةً أنَّه أتقن لغة اليهود في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فقد ورد عنه في تخريج المسند: "قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُحسِنُ السُّرْيانيَّةَ؟ إنَّها تَأْتيني كُتُبٌ، قال: قُلْتُ: لا، قال: فتَعلَّمْها، فتَعلَّمْتُها في سَبعةَ عَشَرَ يومًا"، وقد جمع القرآن في زمن أبي بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- وقد قال فيه مسروق: "قدمت المدينة فوجدت زيد بن ثابت من الراسخين في العلم"،وقد قال فيه سليمان بن يسار: "مَا كَانَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ يُقَدِّمَانِ عَلَى زَيْدٍ أَحَدًا فِي الفَرَائِضِ وَالفَتْوَى وَالقِرَاءةِ وَالقَضَاءِ