سبب تحريم أكل الحمار

الكاتب: مروى قويدر -
سبب تحريم أكل الحمار

سبب تحريم أكل الحمار.

 

 

هناك اختلاف بين العلماء في حكم أكل لحم الحمار الأهلي ولحم الحصان، وذلك أنّ لحوم الحمر الأهليّة لا يجوز للمسلم أن يأكلها، بينما أنّ لحم الحصان يباح أكله، ولا حرج في ذلك، وهذا هو ما ذهب إليه الجمهور من علماء الصّحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة، إلا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من إباحة لحوم الحمر، وإلا ما ذهب إليه الإمام مالك من حرمة لحوم الخيل، وقد استدلّ بأنّ الله تعالى ذكره الخيل، وبيّن أنّها قد أعدّت للركوب والزّينة، ولم يذكر الأكل في قوله سبحانه وتعالى:" والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة "، النحل/8.

ولكنّ الأساس في هذا القول هو ما ذهب إليه جمهور العلماء من حرمة أكل لحوم الحمر الأهليّة، وحلية لحوم الخيل، وهو الصّحيح بدليل ما جاء في الصّحيحين وغيرهما من حديث أسماء قالت:" نحرنا على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فرساً فأكلناه "، وبدليل نهيه - صلّى الله عليه وسلّم - يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهليّة، وإذنه في الخيل، وهو في الصّحيحين، أيضاً.

ومن المعروف أنّ أصل النّهي هو التّحريم، وما ورد من الأحاديث في إباحة لحوم الحمر الأهلية أو تحريم لحوم الخيل يعتبر ضعيفاً لا يقاوم ما في الصحيحين، وهذا لنجاسة لحوم الحمر الأهلية. (1)

والحمر هي جمع ومفرده: حمار، وهي نوعان: أهليّة، ووحشيّة، فأمّا الحمر الأهليّة فهي الإنسيّة والمستأنسة، والتي يربّيها النّاس، وتعمل على حمل أثقالهم، قال سبحانه وتعالى:" والخيل ‏والبغال والحمير لتركبوها وزينة "، النحل/8، قال الإمام المناوي في فيض القدير:" الحمر ‏الأهليّة هي التي تألف البيوت، ولها أصحاب ترجع إليهم، وهي الإنسيّة ضدّ الوحشيّة "، وأمّا ‏الحمر الوحشيّة فهي التي تعيش في البراري والصّحاري، ولا تكون مملوكةً لأحد ما، وليس لها أهل ‏ترجع إليهم.‏

وقد اتفق جمهور العلماء على أنّ أكل الحمر الأهليّة محرّم، قال الإمام النووي:" مال إلى ‏تحريم الحمر الأهليّة أكثر العلماء من الصّحب فمن بعدهم، ولم نجد عن أحد من الصحابة ‏فيه خلافاً إلا عن ابن عباس، وعند المالكية ثلاث روايات، ثالثها الكراهة "، ومن الأدلة على ‏التحريم قوله صلّى الله عليه وسلّم:" إنّ الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهليّة، ‏فإنّها رجس من عمل الشّيطان "، رواه البخاري ومسلم.، وقد أمر - صلّى الله عليه وسلّم - بإكفاء ‏القدور بقوله:" أكفئوا القدور فلا تطعموا من لحوم الحمر شيئاً "، رواه البخاري ومسلم.، وبالتالي فإنّ في أمره بإكفاء القدور وإراقة ما فيها دليل على نجاسة الحمر الأهليّة وحرمتها، وهذا بخلاف الحمر الوحشيّة، لأنّه من المباح أكل لحمها.‏

شارك المقالة:
86 مشاهدة
المراجع +

موسوعة  موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook