سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

الكاتب: رامي -
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
"سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته، لقد أسبح الله -عز وجل- عددا مثل عدد خلقه كثرة، ورضى نفسه عمن رضي عنه من عباده، فإن ذلك لا ينقطع ولا ينقضي، ومعنى زنة عرشه: أي.. بمقدار وزنه، يريد عظم قدرها، ومداد كلماته: ممكن أن يكون قطر البحار، كما قال الله -سبحانه وتعالى- : [قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي]

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

وعَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، أم المؤمنين رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً، حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: ((مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟)) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:((لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)).

معنى (لَوَزَنَتْهُنَّ) أَيْ : لَتَرَجَّحَتْ تِلْكَ الْكَلِمَاتُ عَلَى جَمِيعِ أَذْكَارِكِ ، وَزَادَتْ عَلَيْهِنَّ فِي الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ ، أَوْ لَسَاوَتْهُنَّ، أَيْ: سَاوَتْهُنَّ ، أَوْ غَلَبَتْهُنَّ، وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهَا كَلِمَاتٌ كَثِيرَةُ الْمَعْنَى ؛ لَوْ قُوبِلَتْ بِمَا قُلْتِ لَسَاوَتْهُنَّ ""

وقال ابن القيم رحمه الله :
"" تفضيل (سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) على بدء الذكر بـ "" سبحان الله "" أضعافا مضاعفة، فإن ما يقوم بقلب الذاكر حين يقول: (سبحان الله وبحمده عدد خلقه) من معرفته وتنزيهه وتعظيمه، كما أن القدر المذكور من العدد: أعظم مما يقوم بقلب القائل (سبحان الله) فقط .
فإن ذلك ما يسمى بالذكر المضاعف، وهو أعظم ثناء من الذكر المفرد، لذلك كان أفضل منه، وهذا ما يتضح في معرفة هذا الذكر وفهمه، فإن قول المسبح (سبحان الله وبحمده عدد خلقه) : يحتوي على إنشاء وإخباراً عما يستحقه اللله تعالى من التسبيح عدد كل ما خلقه الله، أو كان كائن، إلى ما لا نهاية له .


حيث إن الإخبار عن تنزيهه الله تعالى وتعظيمه، والثناء عليه بذلك العدد العظيم، الذي لا يصله العادون، ولا يحصيه المحصون، وتضمن إنشاء العبد لتسبيحٍ هذا شأنُه، لا أن ما أتى به العبد من التسبيح هذا قدره وعدده، بل أخبر أن ما يستحقه الله -عز وجل- من التسبيح : هو تسبيح يساوي كل ذلك العدد، الذي لو كان في العدد ما يزيد، لذكره ""."
شارك المقالة:
76 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook