21- أي قدْرٍ للدنيا حتى تشغلَ بالَك بها؟ أمَا علمتَ أن شهواتِها جِيَفٌ ملقاة؟ أفيحسُنُ بباشقِ المَلِكِ أن يطيرَ عن كفِّه ليقعَ على جِيفَةٍ؟! كلا، يا باشقَ الجِدِّ، ? لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ? [الحجر: 88].
22- إذا رأيتَ سَعَةَ الدنيا عند أهل المعاصي، فاعلمْ أنها حظُّهم، ? وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ? [الزخرف: 35].
23- يا راقدًا في نوم الغفلة، يا مشغولًا بأحلام الأمل، أمَا توقظك المُزعجات؟ أمَا تنبِّهك المحرِّكات؟
24- يا هذا، إذا أردتَ أن تنظرَ إلى الحياة بعد الموت، أقبلْ على طيور هواك فصُرْهن إليك، قطِّعْهن بسِكِّين زُهدِك، وفرِّقْهن على جبالِ عزائمك، ثم ادْعُهُن إلى باب توبتِك، يأتينك سعيًا.
25- لو عرفتَ قدرَك يا مسكين، ما ألقيتَ جوهرةَ قلبِك في مزابلِ الهوى.
26- بُتُّوا طلاقَ الشَّهوات؛ لتفرُغَ القلوبُ من نفقة العِدَّة.
27- أَحْمِ حديدةَ العزم في نار التخويف، ثم اكوِ بها عِرقَ حبِّ الدنيا في باطن الطَّبع، تجدْ طعمَ العافية.
29- احتالت إخوانُ طبعك، على يوسفَ عقلِك، بحيلة: ? يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ? [يوسف: 12]؛ فرمتْه في جُبِّ حبِّ الدنيا، فلو قد صدق تقلقلُه، بُعثت إليه سيَّارةُ الفَرَج.
3?- ولِّ الدنيا ظهرَك، تَنْضُ لك الآخرةُ نقابَها، خلِّها من يد التمسُّك؛ فطلاقُها مهرُ الأخرى.
31- لمَّا عزَّت نفسُ البَبْغاء، زاحمت الآدميِّين في النطق، وشابهتهم في تناول مطاعمهم بيدها، فالعجبُ لبهيمٍ يتشبَّه بإنسان، ولإنسانٍ يتشبه بالبهيم!
32- يا من كان له قلبٌ في الطاعة، فانقلب إلى الإضاعة، طال هجرُك لنا، فجُزْ بوادينا، وقِفْ مع مَن يُنادينا بنادينا فَنَادِنا، قيامُ السَّحَر يستوحشُ لك، صيامُ النهار يسأل عنك، ليالي الوصال تعاتبُك.
33- كلُّ حاصل من الدنيا يُفرح به، فلا بد من حزن يزيد على فرحه؛ إما أن يذهب عنك، أو تذهب عنه.
34- يا هذا، تسمعُ ما يجري، وما لك عينٌ تجري، أحديدٌ قلبُك أمحجر؟ ? وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ? [البقرة: 74].
35- يا قاعدًا عن الإنابة، يا مُعرضًا عن الإجابة، انهض إلى صلاحك، قبل قصِّ جَناحِك.
36- ويحك، كتابُك بـالذنوب ملآنُ، فاستدركْ أمرَك من الآن.
37- إذا رأيتَ جِنازة فاحسَبها أنت، وإذا عاينتَ قبرًا فـتوهَّمْه قبرك، وعُدَّ باقيَ الحياة ربحًا.
38- إذا فرَغ بيتُ قلبك من بُرِّ اليقظة، فقدتْ أطفالُ جوارحك قُوتَ المعاملة.
39- إذا استصلحَ القدرُ أرضًا، قلَّبها بمحراث الخوف، وبذر فيها حَبَّ المحبة، فترى نباتَ التُّقى قائمًا على سُوقِه، ينادي بلسان المنَّة: ? أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ? [الواقعة: 64].
4?- ألقِ نفسَك على باب الذُّلِّ في السَّحَر وقُلْ: ? رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ? [الأعراف: 23].
41- رياحُ الأسحار أقواتُ أرواحِ المحبين.
42- ذكِّرْ عينَك إذا امتدت إلى الحرام سيلانَها على جمرِ جَهنَّمَ؛ لعلها تغُضُّ.
54- من لم يذُق مرارةَ الفِراق، لم يدرِ ما حلاوة التَّلاق.
55- يا هذا، قلبُك عَذْبٌ، ونفسُك أُجاج، فـاجعلِ المجاهدةَ برزخًا بين البحرين.
56- الدنيا فاجرة، إذا تزوَّجها ذو غَيرةٍ طلَّق، وما يدوم على صُحبتها إلا مُخنَّث.
57- أُفٍّ لسمين المال، مهزولِ النَّوَال؛ ثروةٌ في الثُّريا، وهِمَّة في الثَّرى، كأنه يرى المكارمَ، من المحارم.
58- أرواح الأسحار لا يستنشقها مزكومُ غفلة.
59- الهربَ الهربَ من دارٍ يُتباعد عنها كلَّ يومٍ، الطلبَ الطلبَ لدارٍ يُتقرب منها كل يومٍ.
6?- الغضبُ سبُعٌ، والشهوة كلب، والشَّرهُ طفل، وأنت تنفق عمرَك في خدمة كلِّ واحد منهم على حِدة، أين تأثيرُ العقل في استعمال الصبر عن كل ما يُؤذي؟!
61- غلب على قلبِك حبُّ الدنيا، ضربت عروق أمَلِك في ثرى الغفلة، فما يزعزع نخلتك العواصف.
62- يا مطْلِقًا طرفَه لقد عَقَلك، يا مرسلًا سبعَ الفم ليعقرَ غيرَه أَكَلَك، يا مشغولًا بالهوى مهلًا قَتَلَك.
63- إنما خُلقتِ الدنيا لتجُوزها، لا لتحوزها.
64- لا بد لكل ساعٍ من غايةٍ يقصِدها، كم بين مَن يريد حرْثَ الدنيا وبين آخرين يريدون وجهه؟! كم من متعبِّد ليذكرَ نسي، وليصعد نَزَلَ؟!
65- يا هذا، قد ذقتَ حلاوةَ الذنب، وتطعَّمتَ مرارةَ الندم، فهل وَفَتْ هذه بتلك؟ ويحك إنما النظرُ في العواقب، أين لذَّاتُك إذا نزل الموت؟ كيف حسراتك إذا وقع الفَوت؟
66- إخواني، الذنب على الذنب يُميتُ القلب، وربما هجمت العقوبةُ قبل الإنابة.
67- يا هذا، أنت أجيرٌ وعليك عمل، فإذا تفرَّغت فَلَكَ ما تشتهي.
68- إخواني، معالجةُ المعصية إذا خَطَرت حتى تذهب أهونُ من مُداراة التوبة حتى تُقبل؛ لأن مجاهدتَها في البداية بكفِّ الخاطر، وفي النهاية بالنَّدم والأسف والبكاء، ثم لا يدري أقُبلت أم لا؟
69- قيامُ الليل جهادٌ؛ ولكن ليس للجبان حضورُ المعتَرَك.
7?- إخواني، أدنى مراتبِ الإيمان إماطةُ الأذى عن الطريق، فيا مَن طُرُقُه مملوءةٌ بحَسَك الخطايا، نظِّفْ ثم اسْلُك.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.