يحدث سرطان العمود الفقريّ (بالإنجليزية: Spinal Tumors) نتيجة نمو كتلة نسيجيّة بشكل غير طبيعيّ داخل العمود الفقريّ، أو في الأنسجة المحيطة به، ويُمكن للسرطان أن ينشأ من خلايا العمود الفقريّ نفسه ويُدعى بالورم الرئيسيّ (بالإنجليزية: Primary tumor)، وقد تنتقل الخلايا السرطانيّة من مناطق الجسم الأخرى إلى العمود الفقريّ ويدعى بالورم الثانويّ (بالإنجليزية: Secondary tumor)، وينقسم سرطان العمود الفقري إلى السرطان الفقاريّ (بالإنجليزية: Vertebral tumor) وهو السرطان الذي يُصيب عظام أو فقرات العمود الفقريّ، وسرطان الحبل الشوكيّ (بالإنجليزية: Spinal cord tumor) وهو السرطان الذي ينشأ داخل الحبل الشوكيّ أو في المنقطة المحيطة بالحبل الشوكيّ، وقد تؤدي الإصابة بسرطان العمود الفقريّ إلى الشعور بالألم والعديد من المشاكل العصبيّة التي قد تصل في بعض الحالات إلى مرحلة الشلل (بالإنجليزية: Paralysis)
لا يُمكن تحديد سبب الإصابة بسرطان العمود الفقريّ الرئيسيّ بدقّة في معظم الحالات، وتُعدّ لِمْفُومة النّخاع الشوكيّ (بالإنجليزية: Spinal cord lymphomas) التي تُصيب الخلايا الليمفاويّة في العمود الفقريّ أكثر شيوعاً عند الأشخاص المُصابين بضعف جهاز المناعة، وقد يكون العامل الوراثيّ أحد أسباب الإصابة بالسرطان في بعض الحالات إذ يوجد العديد من الأمراض الوراثيّة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان العمود الفقريّ، نذكر منها ما يلي:
قد يُصاحب الإصابة بسرطان العمود الفقريّ العديد من الأعراض والعلامات المختلفة، ويمكن أنْ تتطور هذه الأعراض مع زيادة نمو الورم مما قد يؤدي إلى التأثير على الحبل الشوكي، أو جذور الأعصاب، أو عظام العمود الفقريّ، أو الأوعية الدمويّة، ومن العلامات والأعراض التي يُمكن ملاحظتها ما يلي:
يُمكن القيام بإجراء فحص طبيّ شامل للكشف عن الإصابة بسرطان العمود الفقريّ، مع التّركيز على آلام الظهر ومشاكل الجهاز العصبيّ، وتُجرى مجموعة من الاختبارات التصويريّة للكشف عن الورم بشكل أكثر دقّة، ومن هذه الاختبارات ما يلي:
وفي حال الكشف عن وجود ورم في العمود الفقريّ، تُؤخذ خزعة (بالإنجليزية: Biopsy) من النّسيج المُصاب، ليتمّ فحصها تحت المجهر لتحديد نوع الورم كورم حميد، أو خبيث، إذ إنّ الكشف عن نوع الورم يُمكّن من تحديد العلاج المُناسب، وتجدُر الإشارة إلى أنّ مرحلة السرطان تُحدّد بناءً على مدى انتشار الورم في الأنسجة والعظام ووصوله إلى الحبل الشوكيّ، وقد يتطلب الأمر إجراء تصوير طبقيّ محوريّ لمنطقة البطن والرئتين.
قد تؤدي الإصابة بسرطان العمود الفقري إلى حدوث ضغط على الأعصاب ممّا قد يؤدي إلى فقدان القدرة على تحريك والشعور بالأجزاء الموجودة أسفل منطقة الإصابة بالورم، وبعض الحالات يحدُث ضرر دائم على الأعصاب، أو تغيّرات في وظائف المثانة والامعاء، وقد تؤدي الإصابة بالسرطان الفقريّ إلى حدوث ضرر وتهتّك في عظام فقرات العمود الفقريّ، ممّا قد يزيد من خطر التّعرض للكسور المُفاجئة أو تدهور العمود الفقريّ، وهذا بحدّ ذاته يزيد من احتمالية حدوث أضرار في الحبل الشوكيّ، ويُمكن من خلال العلاج المبكّر والمكثّف الحد من حدوث المضاعفات الصحيّة واستعادة الوظائف الطبيعيّة للأعصاب.