سرطان المبايض

الكاتب: د. ايمان شبارة -
سرطان المبايض

سرطان المبايض 

 
يعد سرطان المبيض أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند النساء حيث يبدأ في المبايض ثم يتمدّد وينتشر إلى كل من البطن والحوض،  يعّرف المبيضان بأنهما زوجان من الأعضاء الصغيرة جداً حيث يبلغ حجم المبيض منهما ما يشابه حجم حبة اللوز، يقعان في أسفل البطن، ويتصلان بالرحم، ويعملان على إنتاج وإمداد المرأة بالبويضات , بالإضافة إلى الهرمونات الأنثوية لدى المرأة؛ الإستروجين والبروجستيرون،
ومن الجدير بالذكر أنَّ سرطان المبيض يؤثر بالدرجة الأولى على النساء اللاتي في مرحلة انقطاع الطمث، عادةً ما يكون للنساء من عمر 50 عامًا وأكثر، وقد يصيب سرطان المبيض النساء بعمر أصغر من ذلك في بعض الأحيان.
 

أعراض سرطان المبيض :

 
ومن الجدير بالذكر أنَّ المرض لا يُكتشف إلا في مرحلة متأخرة بعد أن يكون قد امتدَّ وانتشر في الحوض والبطن، وفي هذه المرحلة بالذات يكون علاج المرض صعباً في حين يكون علاجه أكثر نجاحاً وإمكاناً حين اكتشافه في مراحل مبكرة، بمعنى آخر حين يقتصر وجوده على المبيض فقط، حيث يمكن استخدام الجراحة والعلاج الكيميائي في علاجه.
الأعراض المبكرة لسرطان المبيض في حال كان المرض في مراحله المبكرة ستظهر بعض الأعراض لدى المريضة منها؛ الإنتفاخ، آلام في كل من الحوض والبطن، الشعور بالشبع بسرعة، بعض الأعراض البولية مثل الإلحاح ويعني ذلك شعور المريضة بالإضطرار للتبول، أو بشكلٍ متكرر بصورة غير طبيعية، ولكن قد تشير هذه الأعراض أيضاً في حالات السرطانات الحميدة -الغير سرطانية- وسرطانات أعضاء أخرى ولكن عند ارتباطها بسرطان المبيض فانها تميل للاستمرار والتغير عن الوضع الطبيعي سواءًا بالتكرار أو بالشدة.
الأعراض التي تثبت وجود سرطان المبيض فعندما يكون سبب الأعراض سرطان المبيض، فإنها تميل للثبات والتغيير من المعتاد، ومثال على ذلك؛ أن تكون الأعراض تحدث في كثير من الأحيان أو تكون أكثر حدة بشكلٍ غير متكرر، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأعراض قد تكون نتيجة حالات كثيرة أخرى بعيدة كلّ البعد عن سرطان المبيض، ولكن في حال كانت المريضة تعاني من هذهِ الأعراض أكثر من 12 مرة في الشهر، فعليها عدم التردد في استشارة الطبيب، عندها يمكن تفادي أضرار كبيرة قد تحدث إذا تم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، ومن جهةٍ أخرى تشتمل أعراض سرطان المبيض على ما يلي؛ التعب الشديد، الشعور بالمعدة المضطربة، آلام في الظهر، ألم أثناء الجماع، حالات الإمساك المتكررة، حدوث نزيف أثقل من النزيف الطبيعي أو نزيف غير منتظم، تورم في البطن مع فقدان الوزن.
 

عوامل خطر الإصابة بسرطان المبيض :

وبعد الحديث عن أعراض سرطان المبيض بالتفصيل، يجب معرفة عوامل خطر الاصابة بسرطان المبيض، فعلى الرغم من أنَّ سبب الإصابة بسرطان المبيض لا زال غير معروفًا إلى الآن، إلّا أنَّ الباحثون في هذا المجال قد حددوا العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان المبيض ويشملوا ما يلي ؛
 عامل الوراثة: فإذا كان لدى المريضة تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان المبيض، الثدي، قناة فالوب، سرطان القولون، أوالمستقيم، فإن خطر الإصابة بسرطان المبيض في هذه الحالة يكون في ازدياد حيث حدّد الباحثون بعض الطفرات الجينية المسيطرة على هذه السرطانات، والتي يمكن أن تنتقل من الأب للطفل.
التاريخ الطبي الشخصي: فإذا كان لدى المريضة تاريخ بالإصابة بسرطان الثدي، يكون خطر إصابتها بسرطان المبيض أعلى وكذلك، إذا تم تشخيص المريضة بظروف معينة في الجهاز التناسلي، فإن احتمالات إصابتها بسرطان 
 

 تشخيص سرطان المبيض :

 
للكشف عن سرطان المبيض يقوم الأطباء بإجراء فحص الدم (CA 125) وهو مؤشر ورم يوجد غالباً بكميات أعلى من المعتاد في دم المصابات بسرطان المبيض.
كما يتم عادة إجراء التصوير المقطعي أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية لمنطقة الحوض بالإضافة إلى تصوير الصدر لتحديد مرحلة تقدم المرض بشكل دقيق.
كما قد يتم إجراء تنظير للبطن لمعرفة ما إذا كان الورم قد انتشر.
 
من الوسائل التشخيصية الأخرى التصوير الطبقي المحوري والتصوير بالرنين المغناطيسي. كما يمكن أن يتم التصوير بأشعة إكس لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر أو وصل إلى منطقة الرئتين.
 

العلاج :

 
ولكن إذا ثبت من الفحص الإصابة بسرطان المبيض فيمكن القيام بعملية جراحية. ويقوم بإجراء العملية الجراحية جراح متخصص في أمراض الأجهزة التناسلية وجراحتها عند النساء. ويقوم الطبيب بعمل شق بسيط في البطن ومن خلال تجويف البطن يستطيع بمنظار خاص اكتشاف وجود أية أورام سرطانية. وعندما يكتشف الطبيب الجراح وجود أدلة على ظواهر سرطانية يبدأ عادة بالعلاج.
 
العلاج المزدوج
 
يتضمن علاج سرطان المبيض لدى معظم النساء عملية جراحية يتبعها العلاج بأدوية كيماوية. ويتطلب العلاج الجراحي المثالي استئصال المبيضين والرحم وقناتي فالوب. كما يتم إزالة الغدد الليمفاوية القريبة والطبقات الشحمية المتراكمة على البطن لأن تلك الأماكن هي مواقع انتشار مبكر للسرطان.
 
وخلال تلك الإجراءات يقوم الجراح أيضا بإزالة قدر ما أمكن من الورم السرطاني من البطن في عملية يطلق عليها الجراحون اسم «debulking»: يشير إلى عملية جراحية يزال فيها جزء من سرطان خبيث يصعب إزالته بالكامل مما يدفع الطبيب المعالج إلى الاستعانة بالعلاج الإشعاعي أو الكيماوي.
 
وهكذا وبعد كل عمليات الاستئصال فإن عقدا صغيرة هي بقايا خلايا سرطانية دقيقة تبقى موجودة ويعمل العلاج الكيماوي على التخلص منها. وعلى ذلك يوصي الطبيب المتخصص بعد كل عملية استئصال لورم سرطاني في المبيض بأن يبدأ العلاج الكيماوي أو الإشعاعي لقتل ما تبقى من الخلايا السرطانية. وتقوم الأدوية الكيماوية بمهاجمة السرطان الذي يكون قد انتشر في تجويف البطن والحوض أو المناطق الأخرى في الجسم في عملية تهدف إلى اجتثاثه.
 
في بعض الأحيان تكون الأورام السرطانية قد انتشرت بصورة خطيرة تجعل عملية الاستئصال صعبة وفي تلك الأحوال قد يوصي الطبيب باللجوء للعلاج الكيماوي قبل الجراحة في محاولة لتقليص حجم الورم.
العلاجات التجريبية
 
تم حتى الآن تطوير أفضل وسائل العلاج للتخلص من سرطان المبيضين. وكانت أحدث مجالات الدراسة تناولت العناصر التالية :
 
ـ فيروس الحصبة:
تقوم عيادة مايو الطبية بفحص نوع من اللقاحات الخاصة بفيروس الحصبة كعلاج لسرطان المبيض.
 
ـ مقاومة العلاج الكيماوي :
يحاول الباحثون إيجاد وسائل لتعديل أو منع المقاومة للعلاج الكيماوي.
 
ـ العلاج المناعي:
ينشط الباحثون طوال السنوات الماضية بحثا عن وسائل لجعل جهاز المناعة في جسم الإنسان يقوم بشن هجمات مضادة لسرطان المبيض.
 
ـ العلاج الجيني:
يهدف العلاج الجيني لترميم أو استبدال الجينات المصابة وزيادة إنتاج الجينات السليمة.
 

 

شارك المقالة:
171 مشاهدة
المراجع +

www.albayan.ae

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook