يعرف سرطان النخاع الشوكي (بالإنجليزيّة: Spinal Cord Tumor) على أنه مجموعة من الخلايا التي تنمو بشكل غير طبيعي على طول النخاع الشوكي، أو المنطقة المحيطة به، وتنقسم أورام النخاع الشوكي إلى خلايا غير سرطانيّة، وتُسمّى بالحميدة، وخلايا سرطانيّة خبيثة، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأورام حتى وإن كانت غير سرطانيّة فإنَّها تُؤدِّي إلى الشعور بالألم جرَّاء الضغط الذي تُسبِّبه على الأعصاب والنخاع الشوكي، كما قد يكون السرطان أوَّلياً، أي بدأ بالتكوُّن في منطقة الحبل الشوكي، وقد يكون ثانويّاً، ممّا يعني أنَّه قد بدأ في التشكُّل في منطقة أخرى من الجسم، ثمّ انتشر ليصل إلى الحبل الشوكي،ومن الجدير بالذكر أنَّ التشخيص الأوَّلي لسرطان النخاع الشوكي يتمّ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزيّة:magnetic resonance imaging)، واختصاراً MRI، أو التصوير المقطعي (بالإنجليزيّة: computed tomography)، واختصاراً CT.
تبدأ الأورام الأوَّلية بالتشكُّل في المنطقة داخل النخاع الشوكي، أو بالقرب منه، وتمتدُّ لتصل إلى داخل النخاع الشوكي، وتتراكم الخلايا السرطانيّة، ممّا يُؤدِّي إلى منع تدفُّق السائل النخاعي، وتشكُّل فجوة مليئة بالسوائل، أمّا بالنسبة للسرطانات الثانويّة فهي امتداد لسرطانات تشكَّلت في مناطق أخرى من الجسد، وانتشرت لتصل إلى النخاع الشوكي، وتكون في معظم الأحيان منتشرة في المنطقة ما حول النخاع الشوكي لا بداخله، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظم سرطانات النخاع الشوكي تكون سرطانات ثانويّة،مع العلم أن هنالك العديد من الأنواع لسرطان النخاع الشوكي، كالورم النجمي (بالإنجليزيّة: Astrocytomas)، وتتَّخذ هذه الأورام شكل النجمة أثناء نموها، وتُسمَّى بالدبقيّة (بالإنجليزيّة: gliomas)؛ نظراً لنموها من الخلايا الدبقيّة (بالإنجليزيّة: glial cells) التي تحمي الألياف العصبيّة وتدعمها، ويُعَدُّ الورم السحائي أحد أنواع سرطان النخاع الشوكي (بالإنجليزية: Meningiomas) أيضاً، حيث سُمِّي بذلك نسبة لنموه في السحايا، والورم البطاني العصبي (بالإنجليزيّة: Ependymomas)، وغيرها.
تختلف الأعراض والعلامات المرتبطة بسرطان النخاع الشوكي باختلاف نوع الورم، وموقعه بالنسبة للعمود الفقري، حيث تُؤثِّر الإصابة بالسرطان في كلٍّ من الأوعية الدمويّة، والأعصاب المحيطة بالمنطقة المُصابة، ومن أعراض الإصابة بسرطان النخاع الشوكي ما يأتي:
لا زالت الأسباب التي تقف وراء الإصابة بسرطان النخاع الشوكي غير واضحة، إلا أنَّ هنالك إجماع أنَّ للطفرات الجينيّة دوراً في الإصابة بالمرض، مع العلم أنَّ نوع الطفرة الجينيّة إن كانت وراثيّة، أو مكتسبة ما زال مجهولاً، كما تزيد احتماليّة الإصابة عند التعرُّض لبعض الموادّ الكيماويّة، أو لدى المُصابين بمرض فون هيبل لينداو (بالإنجليزيّة: Von Hippel-Lindau).
تختلف الخطَّة العلاجيّة المُتَّبعة حسب نوع السرطان، ومكان نشأته، وعمر المريض، وحالته الصحِّية، وفيما يأتي ذكر السبل المُتَّبعة في علاج سرطان النخاع الشوكي: