سكتة قلبية مفاجئة سبل تشخيصها وعلاجها

الكاتب: د. ايمان شبارة -
سكتة قلبية مفاجئة سبل تشخيصها وعلاجها.

سكتة قلبية مفاجئة سبل تشخيصها وعلاجها.

التشخيص

إذا نجوت من سكتة قلبية مفاجئة سيحاول طبيبك معرفة ما الذي تسبب فيها للمساعدة على منع نوبات مستقبلية. تتضمن الفحوص التي قد يصفها لك طبيبك ما يلي:

مخطط كهربية القلب (ECG)

خلال فحص مخطَّط كهربية القلب، يتمُّ لَصْق مجسَّات (أقطاب) تستطيع استبيان نشاطات قلبكَ الكهربائية بصدركَ، وفي بعض الأحيان بأطرافك. يستطيع فحص تخطيط كهربائية القلب أن يكتشف اضطرابات نظم القلب أو استبيان النمط الكهربائية غير الطبيعية، مثل إطالة الفاصل الزمني بين موجتي Q وT، التي يمكن أن ترفع من خطر الموت المفاجئ.

فحوص الدم

قد تُختبر عينة من دمك للتحقق من مستويات البوتاسيوم والماغنيسيوم والهرمونات والمواد الكيميائية الأخرى التي يمكن أن تؤثر على قدرة قلبك على العمل. يمكن أن تكتشف اختبارات الدم الأخرى الإصابات والأزمات القلبية.

اختبارات التصوير الطبي

قد تتضمن هذه:

  • تصوير الصدر بالأشعة السينية. يتيح هذا التصوير لطبيبك فحص حجم قلبك وأوعيته الدموية وشكلهما. وقد يوضح أيضًا ما إذا كنت تعاني من قصور في القلب.
  • مخطَّط صدى القلب. يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية لتقديم صورة لقلبك. ويساعد هذا الاختبار في معرفة ما إذا كانت هناك منطقة من قلبك قد أصيبت بالضرر نتيجة للتعرض لنوبة قلبية، ومعرفة ما إذا كان القلب لا يضخ الدم بالقدر الكافي أو ما إذا كان هناك أي مشكلات أخرى متعلقة بصمامات قلبك.

    يمكن لهذا الاختبار وغيره من الاختبارات، ومن ضمنها الفحص النووي والتصوير بالرنين المغناطيسي والفحص بالأشعة المقطعية والقسطرة القلبية، تحديد قدرة قلبك على ضخ الدم، وهذا من خلال قياس ما يعرف باسم الكسر القذفي، وهو الذي يُعَد واحدًا من أهم العوامل التي تساعد على توقع خطورة تعرضك للإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة. ويشير مصطلح «الكسر القذفي» إلى نسبة الدم التي تُضَخُّ من بطين ممتلئ مع كل نبضة.

    وتتراوح نسبة الكسر القذفي الطبيعية ما بين 50 إلى 70 في المائة. إذا انخفضت تلك النسبة لتصبح أقل من 40 في المائة، فإن ذلك سيزيد من خطورة تعرضك للسكتة القلبية المفاجئة.

  • الفحص النووي. يساعد هذا الاختبار، والذي عادةً ما يُجرَى مع اختبار الإجهاد، على تحديد مشكلات تدفُّق الدم في قلبك. يتم هنا حقن كميات ضئيلة من مادة إشعاعية، مثل الثاليوم، في مجرى دمك. ثم تتبع الكاميرات الخاصة المادة النشطة إشعاعيًّا وهي تتدفق عبر قلبك ورئتيك.
  • قسطرة الشريان التاجي (صورة وعائية). أثناء هذا الإجراء، تُحقن شرايين قلبك بصبغة سائلة عبر أنبوب طويل ورفيع (القسطرة) يمر عبر أحد الشرايين، عادةً في ذراعك، وصولًا إلى شرايين القلب. عندما تملأ الصبغة شرايينك، تصبح الشرايين مرئية على صورة الأشعة السينية والتصوير، كاشفة عن مناطق الانسداد.

    بينما لا تزال القسطرة بالداخل، يمكن لطبيبك أن يعالج أي انسداد يراه بواسطة فتح الشريان (رأب الأوعية) وإدخال دعامة لإبقاء الشريان مفتوحًا.

العلاج

يتطلب توقف القلب المفاجئ اتخاذ إجراء فوري للنجاة.

الإنعاش القلبي الرئوي

إن الإنعاش القلبي الرئوي الفوري CPR أمر بالغ الأهمية لعلاج السكتة القلبية المفاجئة. وذلك يحدث من خلال الحفاظ على تدفُّق الدم الغني بالأكسجين إلى الأعضاء الحيوية للجسم، ويمكن للإنعاش القلبي الرئوي أن يوفر CPR رابطًا حيويًّا حتى تتوفَّر رعاية طوارئ أكثر تقدُّمًا.

إذا كنت لا تعرف شيئًا عن الإنعاش القلبي الرئوي CPR وشخص ما ينهار بالقرب منك فاقدًا الوعي، فاتصل على الرقم 911 أو اطلب المساعدة الطبية الطارئة. ثم إذا كان الشخص لا يتنفس بشكل طبيعي، فابدأ بالضغط بقوة وبسرعة على صدر هذا الشخص — بمعدل 100 إلى 120 ضغطة في الدقيقة، مما يسمح للصدر بالارتفاع تمامًا بين الضغطات. افعل هذا حتى يُتاح مزيل الرجفان الخارجي الآلي (AED) أو يصل رجل الإسعاف أو مسؤول حالات الطوارئ

إزالة الرجفان

إن الرعاية المتقدمة للرجفان البطيني، نوع من اضطراب نظم القلب يمكنه أن يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ، تشمل عامة توصيل صدمة كهربية عبر جدار الصدر للقلب. يسمى هذا الإجراء الصدمة الكهربائية، ويوقف القلب مؤقتًا والنبض العشوائي. وغالبًا ما يسمح هذا لنبض القلب الطبيعي بالعودة.

إن مزيلات الرجفان مبرمجة للتعرف على الرجفان البطيني وإرسال صدمة فقط في حالة الحاجة إليها. وتتوفر مزيلات الرجفان المحمولة هذه بصورة متزايدة في الأماكن العامة بما في ذلك المطارات والمراكز التجارية والنوادي الليلية والنوادي الصحية والمراكز الاجتماعية ودور المسنين.

في غرفة الطوارئ

بمجرد وصولك إلى غرفة الطوارئ، سيعمل الطاقم الطبي على استقرار حالتك وعلاج النوبة القلبية المحتملة، أو قصور عضلة القلب، أو اختلال الكهارل. وقد يتم إعطاؤك أدوية تعمل على استقرار نظم القلب.

علاج على المدى الطويل

قبل الفحص، سيُناقِش معكَ طبيبكَ أو مع عائلتكَ الفحوصات الأخرى التي تساعد في معرفة سبب توقُّف القلب. سيُناقِش أيضًا طبيبكَ خيارات العلاج الوقائي معكَ؛ لتقليل خطر توقُّف آخَرَ للقلب.

قد تتضمَّن العلاجات:

  • أدوية. يَستخدِم الأطباء العديد من الأدوية المضادة لاضطراب النظم في حالات الطوارئ وعلاجات اضطراب النظم أو مضاعفات اضطراب النظم. تُستَخْدَم مجموعة من الأدوية تُسمَّى حاصرات مستقبلات بيتا للناس المعرَّضين لتوقُّف القلب الفجائي. قد تُسبِّب أدوية مضادات اضطراب النظم تَكرار اضطراب النظم، أو حتى تُسبِّب اضطراب نظم جديد كآثار جانبية.

    تُؤدِّي بعض الأدوية الأخرى المتاحة لعلاج الحالة لاضطراب النظم، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنغيوتنسين (ACE)، وحاصرات قنوات الكالسيوم.

  • مٌقَوِّم نظم القلب ومُزيل الرَّجَفان القابل للزرع (ICD). بعد استقرار حالتكَ، يُحتَمَل أن يُوصِي الطبيب بزرع مقوِّم نظم القلب القابل للزرع، وهو وحدة بطارية مشحونة تُوضَع في جسمكَ بالقرب من عظمة التَّرْقُوة. يَمُرُّ سلك بقطب طرفي أو أكثر عبر الأوردة إلى القلب.

    يُراقِب مقوِّم نظم القلب القابل للزرع نظم القلب. إذا تعرَّفَ على إيقاع قلب بطيء، فإنه سيدقُّ القلب كما يفعل منظم ضربات القلب. إذا تعرَّف على تغيُّرات خطيرة في إيقاع القلب، يُرسل صدمات طاقة ضعيفة أو عالية لإعادة القلب للإيقاع الطبيعي.

  • رَأْب الأوعية التاجية تَفتَح هذه العملية الشرايين التاجية المسدودة؛ لتسمح للدم بالتدفُّق بحرية للقلب؛ مما يُقلِّل خطر اضطراب نظم القلب. يَمُرُّ أنبوب طويل ورفيع (القسطرة) عبر شريان من الساق إلى الشريان المسدود في القلب. تكون هذه القسطرة مزوَّدة ببالون يُدخَل بلطف لفتح الشريان المسدود.

    وفي نفس الوقت، يَتِمُّ إدخال دعامة شبكية معدنية في الشريان؛ لإبقائها مفتوحة على المدى الطويل، واستعادة تدفُّق الدم إلى القلب. يَتِمُّ رأب الأوعية التاجية في نفس وقت القسطرة التاجية التي يستخدمها الأطباء لوصل الشرايين الضيقة بالقلب.

  • جراحة تحويل مسار الشريان التاجي. وتُسمَّى أيضًا برقع تحويلة الشرايين التاجية، وتتضمَّن جراحة تحول مسار المعدة الأوردة المسدودة أو الشرايين في مكان الشريان التاجي المسدود أو الضيق (عملية أو توسيع الفتحات الضيقة) وإعادة تدفُّق الدم للقلب يُحَسِّن هذا تدفُّق الدم للقلب، وتقليل مُعدَّل تسارُع ضربات القلب.

  • الاستئصال الجراحي باستخدام القسطرة بالموجات الرديوية. يُستخدَم هذا الإجراء لتعطيل الممرات الكهربية المفردة غير الطبيعية. تُمَرَّر قسطرة أو أكثر من خلال الأوعية الدموية لقلبك. تُوضَع هذه بطول الممرات الكهربية التي حدَّدها الطبيب كمسبِّبات لاضطراب نظم القلب.

    تُسخَّن الأقطاب الموجودة في طرفي القسطرة باستخدام طاقة الموجات الراديوية. يُدمِّر (يستأصل) هذا بقعًا صغيرة من نسيج القلب، وتُرسَل إشارات كهربية على طول الممرات المسبِّبة لاضطراب نظم القلب ليُوقَف اضطراب نظم القلب لديك.

  • جراحة القلب التصحيحية. إذا كنتَ لديكَ تشوُّه خلقي في القلب، مثل عيب في الصمام أو مرض أنسجة عضلات القلب بسبب اعتلال عضلة القلب، تُحَسِّن جراحة إصلاح الشذوذ من معدَّل ضربات قلبك وتدفُّق الدم، وتُقلِّل خطر اضطراب نظم القلب.
شارك المقالة:
219 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook