لا يوجد لصلاة الجمعة سنة قبليّة، فلم يثبت أو يرد أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام شرع سنة قبليّة للجمعة، كما لم يثبت أو يرد أن أحداً من أصحابه صلى سنة قبلية لها، كما تُصلى رواتب الصلوات الأخرى وراتبة صلاة الظهر، ولا يصح للمسلم أن يصلي راتبة الظهر القبلية في يوم الجمعة وذلك لأن صلاة الجمعة ليست صلاة ظهر، بل هي صلاة مستقلة ولها أحكامها الخاصة ولا يصح قياسها على صلاة الظهر، لكن يستحب للمسلم الذي يأتي الجمعة أن يصلي ركعات تطوع قبلها دون عدد محدد من الركعات، بل بما يتيسر له منذُ دخوله إلى المسجد وحتى خروج الإمام على المصلين أو بالعدد الذي يشاءه من الركعات.
وردَ في عدد الركعات للسنة البعدية حديثان وعدة أقوال، أما الحديث الأول فرويَ فيه أنّ عدد الركعات هو اثنتان، فعن عبد الله بن عمر: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يصلِّي بعدَ الجمُعةِ، حتَّى ينصرفَ، فيصلِّيَ رَكْعتينِ)، وفي الحديث الثاني رويَ أنّ عدد الركعات هو أربع؛ فعن أبي هريرة رضيَ الله عنه: (إذا صلَّى أحدُكم الجمعةَ فليصلِّ بعدها أربعًا)، واختلفَ العلماء على عدة أقوال وهي:
أن يصلي المسلم السنة البعدية للجمعة ركعتين كما وردَ في حديث ابن عمر رضي الله عنه.
ذهب إليه أكثر الفقهاء وهو صلاة أربع ركعات بعد الجمعة، وهو اختيار الإمام الشافعي والحنفية.
تخيير المسلم أن يصلي بين ركعتين أو أربع ركعات، حيثُ قال الإمام أحمد في كتاب المغني: (إن شاء صلى بعد الجمعة ركعتين، وإن شاء صلى أربعاً).
يكمن هذا القول بالتفصيل في الصلاة، أي من يصلي سنة الجمعة البعدية في المسجد يصليها أربع ركعات، ومن يصليها في المنزل يصليها اثنتين، وهذا هو اختيار علماء اللجنة الدائمة للإفتاء واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية.
استحباب ست ركعات، وهو مروي عن علي بن أبي طالب وجماعة السلف، واختيار أبي يوسف، والطحاوي من الحنفية ورواية عن الإمام أحمد.
موسوعة موضوع
العربية
