يعتبر عيد الأضحى المُبارك إلى جانب عيد الفِطْر من الأيّام التي يحتفل بها المسلمون في كلّ عامٍ، ويحلّ عيد الأضحى في العاشر من شهر ذِي الحِجّة، حيث تتجدّد بعودته السُّرور والفرحة في قلوب المسلمين، ويحتفل بحلوله جميع المسلمين؛ لِما له من رمزيّةٍ دينيةٍ، وقد ورد لفظ العيد في القرآن الكريم، بقَوْل الله -تعالى-: (تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا)
تعتبر صلاة العيد من السُنَن المؤكّدة عند المالكيّة، والشافعيّة، بينما هي واجبةٌ عند الحنفيّة، وفرضٌ على الكفاية عند الحنابلة، ويبدأ وقت صلاة العيد من بعد طلوع الشمس، وينتهي وقتها قُبيل زوال الشّمس،ويُقصد بزوال الشمس؛ مَيْلها عن منتصف السّماءويُسنّ للمُسلمين تعجيل أداء صلاة عيد الأضحى؛ ليتّسع الوقت لذَبْح الأضاحي، والأكل منهاوممّا يُسنّ في حقّ المُسلم فِعْله يوم الأضحى؛ الذّهاب إلى مصلّى العيد مشياً، وترك الرُّكوب في ذهابه إلى المُصلّى، وإيابه منه، والحرص على مخالفة الطريق؛ فيكون الذّهاب إلى المُصلّى من طريقٍ، والعودة من طريقٍ آخرٍ؛ لثبوت ذلك من فَعْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام
الأضحية؛ قُرَبةُ العبد إلى ربّه في ضُحى يوم العيد، بنوعٍ من بهيمة الأنعام؛ البَقَر، أو الغنم، أو المَعْز، أو الإبل، بنيّة التقرّب من الله -تعالى-،وتجدر الإشارة إلى إجماع العلماء على مشروعيّة الأُضحية، وأنّها من أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى-، وقد دلّ على مشروعيّتها ما ورد في السنّة النبويّة ممّا أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ)