تتضمّن سورة الإنسان العديد من الأمور التي تتعلق بالحياة الآخرة، كما تتحدث في مضمونها عن نعيم المؤمنين الأبرار المقيمين بدار الخلد وجنات النعيم، ويتركز مضمون سورة الإنسان على الأمور الآتية:
فضل سورة الإنسان فضلٌ عامّ، مثله مثل فضل جميع سور القرآن الكريم، وما يردُ من فضل مخصّص لبعض سور القرآن الكريم هو في أغلب الأحيان يأتي من أحاديث موضوعة أو منكرة لا أساسَ لها من الصحّة، ومنها ما ورد في فضل سورة الإنسان، حديث منكر لا يوجد له سند في الموسوعة الحديثية وهو: "مَنْ قرأها كان جزاؤه على الله جَنَّة وحريرًا"، وهو حديث منكر، والحديث الآخر الموضوع في فضل سورة الإنسان حديث علي: "يا علي مَنْ قرأ {هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان} أَعطاه الله من الثواب مثلَ ثواب آدم، وكان في الجنَّة رفيق آدم، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب سيّدَيْ شباب أَهل الجنَّة الحسن والحسين"، لهذا من الواجب توخي الحيطة عند قراءة فضل السور، والاعتماد على فضل السور العامّ بوضفها من القرآن الكريم، دون تخصيص قراءتها لفضلٍ معين أو هدفٍ ما، خصوصًا أن سورة الإنسان من السور التي تحتوي على الكثير من البراهين والعبر والمواعظ الدالة على عظمة الله تعالى، وهذا من عظيم الفضل.
سورة الإنسان من سور القرآن الكريم المدنيّة، التي نزلت على الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، وترتيبها في القرآن الكريم السورة السادسة والسبعون، وعدد آياتها إحدى وثلاثون آية، وقد نزلت سورة الإنسان بعد سورة القيامة وقبل سورة المرسلات، وسميت بهذا الاسم لأنها تتحدث عن الإنسان ومراحل خلقه وتطوره، وعلى الرغم من أن سورة الإنسان من السور القصيرة، إلا أنها ضمت العديد من المسائل المهمة والعميقة، والتي سيتم ذكرها في هذا المقال، كما سيتم ذكر فضل سورة الإنسان