سورة التوبة

الكاتب: مروى قويدر -
سورة التوبة

سورة التوبة.

 

 

وقت نزول سورة التوبة:

 

اتّفق العلماء على أنّ سورة التوبة سورةٌ مدنيةٌ؛ أي أنّ نزولها كان بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنوّرة، وممّا يدلّ على ذلك؛ أنّ كثيراً من آياتها تحدثت عن الجهاد في سبيل الله، وقتال المشركين، وكيفية التعامل معهم في العهود، وما يتوجّب على المسلمين فعله في حال نقضها، وكلّ تلك الأحكام نزلت في المدينة المنورة، ولم يكن الجهاد قد فُرض عليهم بعد، وممّا يدلّ على ذلك أيضاً؛ ذكر النفاق فيها وفضح صفات المنافقين، إذ إنّ النفاق لم يظهر إلا بعد أن أصبح للمسلمين دولةٌ وقوّةٌ، وكان ذلك في المدينة المنوّرة، بالإضافة إلى ذكر غزوة تبوك في سورة التوبة، وقد حدثت هذه الغزوة في العام التاسع للهجرة، وكانت آخر غزوةٍ في الإسلام، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء قالوا: إنّ سورة التوبة نزلت جملةً واحدةً، في حين قال آخرون: إنّها نزلت على مراحل في فتراتٍ مُتقاربةٍ، وأمّا بالنسبة لوقت نزولها؛ فقد بيّن العلماء أنّها نزلت في العام التاسع للهجرة، ومنهم من بيّن أنّها نزلت على ثلاثة أشهرٍ، ومنهم من قال على نصف عامٍ، وقيل في النصف الثاني من العام التاسع للهجرة، ومن الجدير بالذكر أنّ سورة التوبة من آخر سور القرآن الكريم نزولاً، وقد قال بعض العلماء:إنّها آخر السور نزولاً على الإطلاق.

 

أسماء سورة التوبة:

 

تعدّدت أسماء سورة التوبة، وقد بلغت الأسماء التي ذكرها المفسّرون لها، أربعة عشر اسماً، منها ما يأتي:

  • براءة: وسُميت بهذا الاسم؛ لأنها تبدأ بكلمة براءة، بالإضافة إلى ذكر الله -عزّ وجلّ- البراءة من المشركين فيها.
  • المخزية: وسُميت بذلك؛ لأنّ الله تعالى قال فيها: (وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ).
  • الفاضحة: وسُميت بذلك؛ لأنّها فضحت المنافقين ومؤامراتهم وما يُبطنون في صدورهم.
  • الحافرة: إذ إنّها حفرت عمّا تُخبّئ قلوب المنافقين وأظهرت ما فيها للمسلمين.
  • العذاب: كما قال حذيفة رضي الله عنه: (التي تسمّونها سورة التوبة هي سورة العذاب، والله ما تركت أحداً إلا نالت منه، ولا تقرأون منها ممّا كنا نقرأ إلا ربعها)، وبهذا يمكن القول إنّ سورة التوبة سُمّيت بالعذاب؛ لأنّها وعدت الكفار بالعذاب الأليم.

 

أسباب نزول سورة التوبة:

 

لآيات سورة التوبة أسباب نزولٍ كثيرةٍ، ومنها ما يأتي:

  • قوله تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ)؛ نزلت الآية الكريمة في أحد المنافقين؛ وهو الجد بن قيس، حيث كان صاحب مالٍ وجاهٍ في بني سلمة، فلمّا عرض عليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الخروج في معركة تبوك، قال ذلك المنافق: (يا رسول الله: لقد عرف قومي أنّي رجلٌ مغرمٌ بالنساء، وإنّي أخشى إن رأيت بنات بني الأصفر ألّا أصبر عنهن، فلا تفتنّي بهنّ، وائذن لي في القعود عنك؛ فأعينك بمالي)، فأعرض عنه النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- وأذن له، ولمّا نزلت الآية، سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بني سلمة عن سيدهم، فأخبروه أنّه الجد بن قيس، ووصفوه بالجبن والبخل، فجعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بشر بن البراء بن معرور سيداً لهم.
  • قوله تعالى: (انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)؛ نزلت الآية في المقداد بن الأسود؛ إذ كان رجلاً سميناً، فجاء إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ ليعتذر عن الخروج في المعركة، فلم يُعذر، وقيل بل نزلت في الذين اعتذروا عن الخروج للقتال بالزرع والعمل، فلم يعذرهم الله تعالى، ولمّا نزلت الآية الكريمة، صعب على الناس الأمر، فأراد الله تعالى التخفيف على طائفةٍ منهم؛ فأنزل سبحانه وتعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَىٰ وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ).
  • قوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا)، نزلت الآية الكريمة؛ تعزيةً للرسول صلّى الله عليه وسلّم، وذلك لمّا أقام عبدالله بن أُبيّ بن سلول معسكره في ذي جُدة أسفل ثنية الوداع، وكان معسكر المسلمين في ثنية الوداع، فلما سار المسلمين نحو تبوك، هرب عبدالله بن أُبيّ بن سلول ومن معه من المنافقين، وتخلّفوا عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام.
شارك المقالة:
66 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook