اتّفق العلماء على أنّ سورة التوبة سورةٌ مدنيةٌ؛ أي أنّ نزولها كان بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنوّرة، وممّا يدلّ على ذلك؛ أنّ كثيراً من آياتها تحدثت عن الجهاد في سبيل الله، وقتال المشركين، وكيفية التعامل معهم في العهود، وما يتوجّب على المسلمين فعله في حال نقضها، وكلّ تلك الأحكام نزلت في المدينة المنورة، ولم يكن الجهاد قد فُرض عليهم بعد، وممّا يدلّ على ذلك أيضاً؛ ذكر النفاق فيها وفضح صفات المنافقين، إذ إنّ النفاق لم يظهر إلا بعد أن أصبح للمسلمين دولةٌ وقوّةٌ، وكان ذلك في المدينة المنوّرة، بالإضافة إلى ذكر غزوة تبوك في سورة التوبة، وقد حدثت هذه الغزوة في العام التاسع للهجرة، وكانت آخر غزوةٍ في الإسلام، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء قالوا: إنّ سورة التوبة نزلت جملةً واحدةً، في حين قال آخرون: إنّها نزلت على مراحل في فتراتٍ مُتقاربةٍ، وأمّا بالنسبة لوقت نزولها؛ فقد بيّن العلماء أنّها نزلت في العام التاسع للهجرة، ومنهم من بيّن أنّها نزلت على ثلاثة أشهرٍ، ومنهم من قال على نصف عامٍ، وقيل في النصف الثاني من العام التاسع للهجرة، ومن الجدير بالذكر أنّ سورة التوبة من آخر سور القرآن الكريم نزولاً، وقد قال بعض العلماء:إنّها آخر السور نزولاً على الإطلاق.
تعدّدت أسماء سورة التوبة، وقد بلغت الأسماء التي ذكرها المفسّرون لها، أربعة عشر اسماً، منها ما يأتي:
لآيات سورة التوبة أسباب نزولٍ كثيرةٍ، ومنها ما يأتي:
موسوعة موضوع