عند الحديث عن مقاصد سورة الحشر لا بدَّ من المرور على غزوة بني النضير، فسورة الحشر مرتبطة ارتباطًا وثقًا في هذه الغزوة التي غزاها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقصَدَ فيها بني النضير في المدينة المنورة، وسورة الحشر سورة مدينة فهي دون شكَّ تهتم بالجانب التشريعي شأنها شأن سائر السور المدنية، والمقصد الرئيس من مقاصد سورة الحشر هو الحديث عن اليهود الذين نقضوا العهد مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فغزاهم وأجلاهم عن المينة المنورة، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ