تضمّنتْ السورة الكريمة موضوعًا رئيسًا وهو قدرةُ الله تعالى على البعث بعدَ الموت وإخراج الناس من لدن آدم -عليه السلام- حتّى قيام الساعة، وأنّ من أبدع وخلق الإنسان من العدم أول مرةٍ هو من باب أولى أقدر على إعادة الخلق ثانيةً وذلك بتحكيم العقل الراجح، كما تضمّنت السورة ما يأتي:
قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ" أقسم الله سبحانه بالسماء والنجم في هذه السورة كما أقسم بغيرهما في السور الأخرى كالشمس والقمر في إشارة إلى قدرة الله، والطارق هو النجم كما فسّرته الآية التالية وقد اختلف العلماء في معنى النجم الثاقب وارتباطه بكلمة الطارق، فقيل هو النجم الذي يثقب الظلام الحالك بنوره أو أحد النجوم المعروفة عند العرب أو النجم الذي يثقب ويحرق الشيطان حين استراق السمع أو النجم الذي يطلع من المشرق فيثقب الهواء، وقيل النجم الطارق هو وصفٌ للنجم؛ لأنه يظهر ليلًا وقد استخدمت العرب كلمة طارق وطوارق للقادم في الليل، وقال آخرون الطارق هو اسم نجمٍ بعينه أو الثريا أو كوكب زحل.