كثيرةٌ هي سور القرآن الكريم التي بدأها الله تعالى بالقسم ومن بينها سورة الطارق، حيث استهلها الله -سبحانه وتعالى- بأن أقسم بالسماء والطارق حيث قال: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}،ومن المتعارف عليه عند علماء التفسير أن الله تعالى يذكر القسم في حديثه عندما يريد الإشارة إلى أمرٍ عظيم الشأن، وعند دراسة ما ورد من تأملات في سورة الطارق ذكر علماء التفسير أنّ الله تعالى أقسم بالطارق، ولكنّ الطارق في اللغة العربية يحتمل الكثير من المعاني فقيل بأنّه طارق الباب ليلًا وقيل بأنّه القمر إذ يظهر في السماء ليلًا، وقيل بأنّه كلّ ما يظهر ليلًا ويخفى نهارًا، ولكنّ الله تعالى أراد أن يُعظّم أمر ما يُقسم به فكان قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ}،وهو سؤالٌ يفيد التفخيم والتعظيم ومعناه ما أدراك يا محمد ما هذا الطارق الذي أقسم به
سورة الطارق من السور المكية لذا فهي تعالج أصول العقيدة الإسلامية، ويدور محورها حول البعث والنشور، وتتضمن البراهين والأدلة على قدرة الله تعالى على إمكان البعث وإعادة خلق الإنسان كما خلقه أول مرة، كما تضمنت السورة الكريمة أمورًا مختلفة هي على النحو الآتي: