سورة العنكبوت من السور القرآنية المكيّة التي تحملُ اسم واحدةٍ من الحشرات، ووجه التسمية هو تفرُّدُ آياتها بذِكر العنكبوت كمثالٍ على التفكك الأُسريّ وانهدام الرابطة الأُسرية بين الزوجيْن أولًا ثم بين الآباء والأبناء، ونزلت قبل سورة المطففين وبعد سورة الروم، وعُدّت السورة الخامسة والثمانين في ترتيب النزول وآخر السور نزولًا في مكة، والسورة التاسعة والعشرين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقع آياتها التسعة والستين في الحزبيْن الأربعين والحادي والأربعين من الجزء الحادي والعشرين، وافتتحت السورة آياتها بالحروف الهجائية المقطعة "الم"، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة العنكبوت ومضامينها.
لم يَرِدْ في فضل سورة العنكبوت حديثٌ صحيحٌ، وما جاء في فضل سورة العنكبوت كفضل غيرها من سور القرآن في أجر التلاوة؛ فقراءة القرآن من أعظم ما يتقرّب به العبد إلى الله في مضاعفة الحسنات والأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، وما ورد في فضل سورة العنكبوت لأي سببٍ كان؛ فلا أصل له من الصحة والثبوت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو بذلك يكون إلى الابتداع أقرب منه إلى الاتباع.