سورة القصص

الكاتب: مروى قويدر -
سورة القصص

سورة القصص.

 

 

تسمية السورة:

 

من المعلوم أنّ العرب كانوا يسمّون الأشياء بما ورد بها من أمور نادرة، من خلال اختيار كلمة معينة أو اشتقاق فيها، فقد كانوا يسمون القصائد الشعرية على تلك الصورة، أما وإن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين فقد جاء على سنن العرب في الخطابة، فجاءت أسماء سوره على ذلك، حيث أن سورة القصص سُمّيت بذلك لاحتوائها على لفظ القصص،إلّا أن هناك من يرى أن سورة القصص كان لا بد لها أن تُسمّى بسورة موسى لذكرها قصته عليه الصلاة والسلام، وذلك أسوة بسورة نوح وهود ويوسف، وبالأخص أن السورة لم تذكر سوى قصة موسى، وأن إسم القصص أولى أن يذهب لسورة يوسف لذكر لفظ القصص بها مرتين، أو لسورة هود وذلك لأنّها اشتملت على ذكر قصص سبعة أنبياء وليس على قصة نبي واحد.

 

محور السورة:

 

جاء محور سورة القصص في التأكيد على الرسالة السماوية، والتي تنزلّت على نبي الله محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما أكّدت على كلام الله الحق والذي نزل على عبده ورسوله محمد ألا وهو القرآن الكريم، في حين جاء تفصيل ذلك من خلال ذكر قصة سيدنا موسى عليه السلام منذ طفولته حتى شبابه ووصوله إلى مدين، ثم تقوم السورة ببيان قصة عودة نبي الله موسى والأحداث التي رافقته بعد ذلك في مواجهة فرعون، وبسلاسة سرد القصص تنتقل السورة إلى إقامة الحجج والبراهين على صدق رسالة محمد عليه الصلاة والسلام، ومن ثم تعود على ذكر قارون والذي بغى على قوم موسى وهو منهم، بعد أن بينت السورة الكريمة الظلم الذي تعرّضوا له من أناس لا ينتمون إلى قومهم، وعند الوصول إلى نهاية السورة تجد أنها تقوم بتوجيه وتربية خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أتم الصلاة وأتم التسليم.

 

أهداف السورة ومقاصدها:

 

إن من أبرز أهداف سورة القصص هو التنويه إلى إثبات قدرة الله عز وجل، وحفظه ورعايته للمؤمنين، فهو صاحب الحكم والقضاء والمتفرَد فيهما، ودلالات ذلك حفظه لنبيه موسى عليه السلام الذي كان وحيداً وضعيفاً فنجّاه الله جلّ وعلا من فرعون وجنوده حيث أهلكهم كما أهلك قارون وقومه،في حين أنّها اشتملت على العديد من المقاصد، منها أن عناية الله وحفظه هي الحقيقة الثابتة، فقوّة فرعون وجبروته لم تُغنيه من الله شيئاَ، فموسى عليه السلام ذلك الطفل الرضيع الضعيف لا بدّ أنّه ظاهر بقوة الله فوق سلطان فرعون وجبروته، فالآمان يكون بمخافة الله والبقاء بجواره، وعلى المؤمنين التمعّن بقصة نبي الله موسى عليه السلام ومقارنتها بحالهم وحال أعدائهم، كما تُشير السورة الكريمة إلى عدم الإعتزاز بالمال، فهو لا يُغني عن الله وضُرب في ذلك قارون مثالاً، فعند سيادة الشر والفساد وضعف الخير والصلاح تأتي في نهاية المطاف قدرة الله وعظمته في وضع حداً لذلك، ومن المقاصد أيضاً مواجهة المشركين بعلم الرسول صلّى الله عليه وسلّم، على الرغم من أنّه لا يُجيد القراءة ولا الكتابة، حيث تحدّاهم بالقرآن الكريم وإعجازه، كما أن الله تعالى لا شك ناصر لعبده ورسوله ومُظهره على الشرك والمشركين ومُعيده إلى بلده مكّة بعد أن هاجر منها

 

شارك المقالة:
219 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook