شروط إفطار المسافر في رمضان

الكاتب: مروى قويدر -
شروط إفطار المسافر في رمضان

شروط إفطار المسافر في رمضان.

 

الشروط المُتَّفق عليها لإفطار المسافر في رمضان

 

اتّفق العلماء على شَرطَين من الشروط في السفر الذي يُبيح للصائم الإفطار في رمضان، وبيانها فيما يأتي:

  • الشرط الأوّل: أن يكون السفر طويلاً؛ أي ممّا يجوز فيه قصر الصلاة؛ وهو السفر الذي فيه مشقّةٌ؛ إذ إنّ المشقّة لا تتحقّق في كلّ سفرٍ، فكان لا بدّ من تحديده بالسفر الذي يجوز قصر الصلاة فيه، وتتحقّق المشقّة به.
  • الشرط الثاني: أن تزيد مسافة السفر عن واحدٍ وثمانين كيلومتراً.
  • الشرط الثالث: ألّا ينوي المسافر الإقامة في البلد التي سافَر إليها على خلافٍ بين العلماء في تحديد المدّة، وذلك على النحو الآتي:
    • الشافعيّة، والمالكيّة: مدّة أربعة أيامٍ مع لياليها.
    • الحنابلة: ما يزيد عن أربعة أيامٍ.
    • الحنفيّة: خمسة عشر يوماً.

 

 

الشروط المُختَلف فيها لإفطار المسافر في رمضان

 

اختلف العلماء في عددٍ من الشروط التي تُبيح الإفطار في رمضان للمسافر، وبيان تلك الشروط، ومَن اشتَرطها فيما يأتي:

  • الشرط الأوّل: اشترط جمهور العلماء من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة، دون الحنفيّة أن يكون السفر في أمرٍ مباحٍ ليس فيه معصيةٌ لله -تعالى-.
  • الشرط الثاني: اشترط جمهور العلماء من الشافعيّة، والحنفيّة، والمالكيّة الشروع في السفر، ومُفارقة البلد قبل طلوع الفجر، وخالفَهم الحنابلة؛ إذ قالوا بجواز الإفطار في رمضان للمسافر إن سافر في النهار إن كان السفر مُباحاً، إلّا أنّ الأولى إتمام الصيام.
  • الشرط الثالث: اشترط الشافعيّة لجواز الإفطار في السفر ألّا يكون الشخص مُديم السفر؛ إذ يحرُم عليه الفطر إن كان كذلك، أمّا إن كان السفر يُسبّب له مَشقّةً، فيجب عليه الفطر، فإن كان من دائمي السفر، كالسائقين، فلا يُرخّص له الإفطار إلّا إن تسبّب له بتعبٍ، ومشقّةٍ، كالمشقّة التي تُجيز التيمُّم، مثل الخوف على تلف عضوٍ من الأعضاء، أو طول مدّة المرض والمَشقّة.

 

 

التفضيل بين إفطار رمضان وصيامه للمسافر

 

اختلف أهل العلم في التفضيل بين الصيام والفِطْر في السفر، وذهبوا في ذلك إلى قولَين، بيانها فيما يأتي:

  • القول الأوّل: ذهب جمهور العلماء من الشافعيّة، والحنفيّة، والمالكيّة إلى أنّ الأفضليّة للمسافر في رمضان الصيام إن لم يؤثّر فيه، أو يُضعف جسده، وقال الحنفيّة، والشافعيّة باستحباب صيام رمضان في السفر، واستدلّوا بعدّة أدلّةٍ، بيانها فيما يأتي:
    • أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: (خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في شَهْرِ رَمَضَانَ في حَرٍّ شَدِيدٍ، حتَّى إنْ كانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ مِن شِدَّةِ الحَرِّ، وَما فِينَا صَائِمٌ، إلَّا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ).
    • روى أبو سعيد الخدريّ -رضي الله عنه-: (لقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ، مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ، في السَّفَرِ).
  • القول الثاني: قال الحنابلة؛ بأفضليّة الإفطار للمسافر في رمضان، وقال الخرقيّ باستحباب الفطر، استدلالاً بما يأتي:
    • أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ عَامَ الفَتْحِ إلى مَكَّةَ في رَمَضَانَ فَصَامَ حتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الغَمِيمِ، فَصَامَ النَّاسُ، ثُمَّ دَعَا بقَدَحٍ مِن مَاءٍ فَرَفَعَهُ، حتَّى نَظَرَ النَّاسُ إلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَ، فقِيلَ له بَعْدَ ذلكَ: إنَّ بَعْضَ النَّاسِ قدْ صَامَ، فَقالَ: أُولَئِكَ العُصَاةُ، أُولَئِكَ العُصَاةُ).
    • روى جابر بن عبدالله، عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّهُ ليسَ منَ البرِّ أن تَصوموا في السَّفرِ، وعليكُم برخصةِ اللَّهِ الَّتي رخَّصَ لَكُم فاقبَلوها).

 

انتهاء رُخصة الفطر للمسافر

تنتهي رُخصة الإفطار للمسافر بانقطاع صفة السفر عنه؛ ويكون ذلك بدخول الموضع الذي يُطلَق عليه فيه مُقيماً، وتحقّق نيّة الإقامة، وذلك بشرط دخوله ذلك المكان قبل الفجر، حيث يجب على المسلم حينها العزم على النيّة وعقدها على الصيام إن شَهِد الفجر في مكان إقامته، إذ قال الله -تعالى-: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)

شارك المقالة:
112 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook