شعارات المنتجات (مقلوبة) ومعاداة الإسلام.. هل اليهود بهذه الخفة من العقل؟!

الكاتب: المدير -
شعارات المنتجات (مقلوبة) ومعاداة الإسلام.. هل اليهود بهذه الخفة من العقل؟!
"شعارات المنتجات (مقلوبة) ومعاداة الإسلام..
هل اليهود بهذه الخفة من العقل؟!




حينَ ظهرتْ بعضُ المقولاتِ حولَ خفايَا شِعاراتِ بعضِ المنتجاتِ المعروفةِ على أنها يهوديةٌ؛ مثل المياه الغازية، وأنها تحملُ عباراتٍ عدائيةً للدين الإسلامي، تَظْهرُ إذا ما تم قلبُها أو عكسُها أو نحو ذلك - استنكَر كثيرٌ من المسلمين أن يكونَ ذلك حقيقيًّا.

 

ربما كان دافعُ بعضهم في الاستنكار نابعًا من عقولهم التي تراها أفعالًا صبيانيةً، لا ترتقي لتصدُر عن صاحب عداوة دينية (ما بين اليهود والإسلام)، أو لعله تعلُّقٌ بهذه المنتجات؛ فإن عليهم مقاطعةَ هذه المنتجات بدافع من حَمِيَّةٍ في المسلم لدين الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، إذا ما تبيَّن أنها تحمل شعاراتٍ عدائيةً أو مسيئةً.

 

ولكن .. هل استنكارُهم مُعتبرٌ؟ أو أن اليهودَ قد يصدرُ عنهم مثل هذا؟

في الواقع هو فعلٌ رديءٌ، لا يدل على نضوجٍ عقلي، ولسنا بصدد إثباتِ إن كانوا فعلوا أم هي مصادفة فقط.

فهل يمكن أن يصدرَ فعلٌ كهذا من اليهود؟

حقيقةً .. نعم!

أليسوا هم مَنْ قيل لهم: ? وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ ? [البقرة: 58]، فكان فِعلُهم: ? فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ? [البقرة: 59]؟

هذا بالرغم من أنه وعد بالغفران:? نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ? [البقرة: 58]، وزيادة: ? وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ? [البقرة: 58]!

فما الدافعُ وراءَ هذا الفعلِ الجهول؟

ثم وجدناهم بدَّلوا التحية للنبي صلى الله عليه وسلم إلى السَّام (الموت) بدلًا من (السلام).

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: إن اليهودَ أتَوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقالوا: السامُ عليك، قال: ((وعليكم))، فقالتْ عائشَةُ: السَّامُ عليكم، ولعَنَكمُ اللهُ وغضِبَ عليكم! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَهلًا يا عائشَةُ، عليكِ بالرِّفقِ، وإياكِ والعُنفَ - أو الفُحشَ))، قالتْ: أوَ لم تَسْمَعْ ما قالوا؟ قال: ((أوَ لم تسمعي ما قلتُ؟ ردَدْتُ عليهم، فيُستَجابُ لي فيهم، ولا يُستَجابُ لهم فيَّ))؛ (رواه البخاري في صحيحه).

 

بل إن هذا الطابع في بعض العقليات اليهودية هو حقيقة مقرَّرة في القرآن وبالأمثلة:

? مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ? [النساء: 46].

? وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ?؛ أي: يوهمون أنهم يقولون: راعنا سمعك بقولهم: راعنا؛ وإنما يريدون الرعونة.

ولهذا قال تعالى عن هؤلاء اليهودِ الذين يريدون بكلامهم خلاف ما يُظهرونه: ? لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ? يعني: بسبهم النبي صلى الله عليه وسلم. (تفسير ابن كثير)

ولعله من العدل أن ننتبهَ إلى قول الله: ? مِنَ الَّذِينَ هَادُوا ?، فلا نُعمِّمه على اليهود (جميعهم) ما دام أن الله لم يقله وهو بالعباد عليم.

 

ولا عجب أن نجد وبالَ ذلك عليهم أن جعل الله ضلالهم بما كسبت أيديهم، فيتبعون المسيح الدجال بدلًا من المسيح الحق الذي بُشِّروا به؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يتبعُ الدجالَ من يهودِ أصبهانَ سبعونَ ألفًا عليهم الطَّيالِسَةُ))؛ (رواه مسلم).

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الأعورَ الدجَّالَ - مسيح الضلالةِ - يخرجُ من قِبلِ المشرقِ، في زمانِ اختلافٍ من الناسِ وفُرقةٍ، فيبلغ ما شاء اللهُ من الأرضِ في أربعين يومًا، [اللهُ] أعلمُ ما مقدارها، اللهُ أعلمُ ما مقدارها (مرتين)؟! ويُنزلُ [اللهُ] عيسى ابنَ مريمَ؛ فيَؤُمُّهم، فإذا رفع رأسَه من الركعةِ قال: سمع اللهُ لمن حمدَه، قتل اللهُ الدجالَ وأظهرَ المؤمنين))؛ صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان.

 

فكما بدَّلوا حقائق الوحي والرسالات، ولوَّوا ألسنتهم؛ تبدَّلت في أعينهم وفي قلوبهم حقائقُ الأمور؛ حتى فُتنوا بأعظم فتنة، كما روى أبو أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أَيُّها الناسُ، إنها لم تكن فتنةٌ على وجهِ الأرضِ، منذُ ذَرَأَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدمَ أَعْظَمَ من فتنةِ الدَّجَّالِ...))؛ (صحيح الجامع)

 

فسواء كان التلاعب بالشعارات المكتوبة على حاويات المياه الغازية وغيرها حقيقةً أم عن غير تعمُّد، فاستنكار ذلك منَّا نحن - ومعنا من الله فيهم بصيرة - هو العجيب، فإن لم يكن هذا هو ديدنَنا في العداوات، فلهم سابقات تنبئُ بأنه ديدنهم، وأنهم أهلُه، وإن لم يفعلوه في هذا الموضع.

هذا، والله أعلم، وأستغفر الله لي ولكُم.


"
شارك المقالة:
19 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook