ميخائيل نعمة مفكر و أديب عربي لديه العديد من المؤلفات و الأشعار ، دعونا نلقي الضوء على واحدة من أجمل أشعار هذا الشاعر العظيم :<br><br>أخي:<br><br>أخي! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ<br><br>وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ<br><br>فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا<br><br>بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ<br><br>لنبكي حَظَّ موتانا<br><br>أخي! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ<br><br>وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ<br><br>فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا<br><br>لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم<br><br>سوى أشْبَاح مَوْتَانا<br><br>أخي! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ<br><br>ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ<br><br>فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا<br><br>ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا<br><br>سوى أجْيَاف مَوْتَانا<br><br>أخي! قد تـَمَّ ما لو لم نَشَأهُ نَحْنُ مَا تَمَّا<br><br>وقد عَمَّ البلاءُ ولو أَرَدْنَا نَحْنُ مَا عَمَّا<br><br>فلا تندبْ فأُذْن الغير ِ لا تُصْغِي لِشَكْوَانَا<br><br>بل اتبعني لنحفر خندقاً بالرفْشِ والمِعْوَل<br><br>نواري فيه مَوْتَانَا<br><br>أخي! مَنْ نحنُ؟ لا وَطَنٌ ولا أَهْلٌ ولا جَارُ<br><br>إذا نِمْنَا، إذا قُمْنَا رِدَانَا الخِزْيُ والعَارُ<br><br>لقد خَمَّتْ بنا الدنيا كما خَمَّتْ بِمَوْتَانَا<br><br>فهات الرّفْشَ وأتبعني لنحفر خندقاً آخَر<br><br>نُوَارِي فيه أَحَيَانَا