المحتوى

صحة خبر منكر ونكير

الكاتب: يزن النابلسي -

صحة خبر منكر ونكير

 

السؤال
 
فضيلة الشيخ:
هل صح أن اسم الملكين اللذين يأتيان إلى العبد في قبره ويسألانه - من ربك وما دينك ومن نبيك- هل صح تسميتهم بالمنكر والنكير وهل ثبت في وصف شكلهما شيء لأنه كثر عندنا من الأقاويل في هذا مما صعب علينا التمييز بين الصحيح والفاسد؟ وجزاكم الله خيرا.
 
 
الجواب
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: منكر ونكير قد وردت السنة فيهما في حديث البراء المشهور ،الذي قال عنه ابن القيم: (هذا حديث ثابت مشهور مستفيض صححه جماعة من الحفاظ ولا نعلم أحدا من أئمة الحديث طعن فيه بل رووه في كتبهم وتلقوه بالقبول وجعلوه أصلا من أصول الدين في عذاب القبر ونعيمه ومساءلة منكر ونكير وقبض الأرواح وصعودها إلى بين يدي الله ثم رجوعها إلى القبر) . وقال الإمام أحمد : ـ لما سأله أحد أصحابه ـ : (قلت : يا أبا عبد الله ! تقر بمنكر ونكير وما يروى في عذاب القبر ؟! فقال : سبحان الله ! نعم نقر بذلك ، ونقوله . قلت : هذه اللفظة ، تقول : منكر ونكير هكذا ؟ أو تقول : ملكين ؟ قال : منكر ونكير ! قلت : يقولون ليس في حديثٍ منكرٌ ونكير ! قال : هو هكذا يعنى أنهما منكر ونكير) نقله ابن القيم عنه في كتابه الروح ، ص : (57). وقال شيح الإسلام ابن تيمية : ـ كما مجموع الفتاوى 4/285 ـ : (فأما أحاديث عذاب القبر ومسألة منكر ونكير فكثيرة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ). وأما شكلهما فقد جاء ذلك بعض الأحاديث ، لكن لا يثبت في هذا شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن نوقن أن بيان شكلهما لو كان فيه فائدة، أو يترتب عليه عمل لنقل إلينا ،ويكفي أن يعلم المؤمن أنهما من جملة الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. والمهم أن يستعد الإنسان لهذا المصرع ،ويعد العدة لذلك المقام ،أعاننا الله عليه بمنه وكرمه ولطفه . ومن لطائف أجوبة السلف ـ في هذا المقام ـ أن أحد أصحاب الإمام إسحاق بن راهوية قال : كنا عند إسحاق ، فقال له رجل : يا أبا يعقوب ! إنَّ عندنا ها هنا قوماً لا يؤمنون بمنكر ونكير ! فقال له إسحاق : سيردون فيعلمون. والله الموفق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
المرجع موقع المسلم
شارك المقالة:
24 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook