إن أجر الصدقات عظيم وكبير، حتى وإن قدمها الإنسان أمام الناس شرط النية الحسنة المبنية على العطاء لوجه الله والتي تخلو من شكوك التقديم لوجه الناس، فما يُقدّم للعباد علانية فيه الخير، بيد أن الأفضل منه هو العطاء في السر قال تعالى: (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).فصدقة السر هي خير وأفضل من صدقة العلن، فبها رضا الله ودفع غضبه وعقابه، وتكفير عن السيئات وجلب عطاء الله،وقد قال رسول الله: (سبعةٌ يُظِلُّهمُ اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأ في عبادةِ ربِّه، ورجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ في المساجدِ، ورجلان تحابَّا في اللهِ اجتَمَعا عليه وتفَرَّقا عليه، ورجلٌ طلَبَتْه امرأةٌ ذاتُ مَنصِبٍ وجمالٍ، فقال إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصَدَّق، أخفَى حتى لا تَعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه، ورجلٌ ذَكَر اللهَ خاليًا، ففاضَتْ عيناه).
الصدقة هي التبرع لوجه الله تعالى بدون تحديد زمان أو نصاب، وبذلك قد يكون شكل الصدقة في الفعل أو القول الحسن، أو في الأمور المادية أو المعنوية كالمال والذهب والملبس والطعام والحيوانات، أمّا حكمها فهي مستحبة وتختلف بذلك عن الزكاة الواجبة والمحددة بزمان ونصاب ومكان، بحيث أنه ليس كل صدقة زكاة إلّا أن كل زكاة صدقة والتي هي أعم وأشمل، فهي تورث المحبة وتنشر الرحمة، وتزيد من تعارف المجتمع وترابطهم وتقلل من فقرهم، ومن الجدير بالذكر أن للصدقة ضوابط لإخراجها منها:
تمتلك الصدقة قيمة عظيمة في الإسلام، كيف لا وهي برهان على صدق إيمان العبد، الذي يُخالف فطرته في حب المال ويُنفقه على غيره من السائلين والمحرومين، فجعلت من صاحبها يتّسم بصفة عباد الله المحسنين، وقد جعل الله تعالى جهاد المال متقدّم على أنواع الجهاد الأخرى، كما أنّها من أحب الأعمال إلى الله وأفضلها، فبها دفع للكرب والمصائب ورفع لصاحبها لأعلى المراتب، مُكفرة للذنوب ومُطفئة للخطايا، ومن فضائلها أيضاً:
موسوعة موضوع