كان الناس قبل بعث الرُّسُل ومنذ عهد آدم -عليه السلام- يسيرون على منهج الله الحقّ الذي وضعه لهم نبيّ الله آدم عليه السلام، فكانوا جميعاً يؤمنون بالله، ووحدانيّته بالعبادة، واصطفائه بالخلق، حتّى جاءهم الشيطان وحرفهم عن نهج الله القويم وأمرهم بأشياء ففعلوها، حتّى عبدوا الأصنام والأوثان من دون الله تعالى، فلمّا فسد الناس وأشركوا بالله غيره من المخلوقات، بعث الله فيهم الأنبياء والرُّسل -عليهم السّلام- مُبشِّرين ومُنذِرين، وقد كان اصطفاء الله -سبحانه وتعالى- لأنبيائه ورُسُله من بين بقيّة البشر ضمن مجموعةٍ من المواصفات التي تجعلهم أهلاً لذلك الاصطفاء، وقد توافقت تلك الصفات واشتركت في جميع أنبياء الله ورُسله، فما هي تلك الصفات؟
الرسول لغةً مصدر أرسَلَ، وجمعها رُسُل، كما تُجمَع على أَرْسُل ورُسْل، والرّسول هو المَبعوث برسالةٍ من شخصٍ أو من جِهةٍ إلى شخصٍ آخر أو جهةٍ أُخرى، والرّسول من الملائكة: هو مَن يُبلِّغ أمراً عن الله سبحانه وتعالى، والرّسول من البشر: هو مَن يبعثه الله -سبحانه وتعالى- بشريعةٍ؛ ليعمل بها ويُبلّغها للناس، قال تعالى: (مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ).
اسم الرّسول في الاصطلاح يُطلَق على كلّ إنسان حُرٍّ ذكرٍ أوحى إليه الله -سبحانه وتعالى-بشريعةٍ مخصوصةٍ، وأمرَهُ بتبليغها لقوم مخصوصين مُخالِفين أمرَ الله سبحانه وتعالى، أو أنّه لم يأتِهم رسولٌ يُصحِّح لهم عقيدَتَهم.
تتنوّع صفات الأنبياء والرُّسل -عليهم السّلام- وتتعدّد، ولكنّ الرابط المُشترَك في جميع تلك الصفات أنّها يجب أن تتوفّر جميعها في النبيّ أو الرّسول، ومن أهمّ الصِّفات التي تُميِّز رُسُل الله وأنبياءه -عليهم السّلام- ما يأتي:
ومن الصِّفات الأخرى التي ميَّز الله بها أنبياءه ورُسله وميَّزهم بها عن باقي البشر، ما يأتي:
موسوعة موضوع