نجح النبي محمد عليه الصلاة والسلام في قيادة الأمة الإسلامية إلى ما فيه خيرها وصلاحها في الدنيا والآخرة بما توفر في شخصه من الصفات القيادية، والشمائل والأخلاق الكريمة التي أهلته لأن يكون مثالاً ونموذجاً كاملاً في القيادة الحكيمة الناجحة القادرة على السير بالأمة لتحقيق الأهداف والغايات التي جاءت من أجلها رسالة الإسلام.
ظهرت صفات القيادة عند النبي عليه الصلاة والسلام مبكراً حينما استطاع أن يدير أموال السيدة خديجة رضي الله عنها، ويعقد الصفقات التجارية الرابحة مع التجار، ومن صفات القيادة التي توافرت في شخصه عليه الصلاة والسلام نذكر:
كان أول أمرٍ يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قدم إلى المدينة أن يؤاخي بين المهاجرين والأنصار في حدث المؤاخاة الشهير، والذي جعل مجتمع المدينة لحمةً واحدة، كما أنّ من سياسته عليه الصلاة والسلام في تأليف القلوب أنّه كان يستميل قلوب الناس الذين أسلموا حديثاً من أهل مكة بدفع الغنائم والأموال إليهم حتى يصير الإسلام في قلوبهم أحب إليهم من أولادهم وأموالهم والناس أجمعين .
على الرغم من تسامح النبي عليه الصلاة والسلام إلا أنّه كان حازماً في اتخاذ الأمور لا يتردد في إصدار القرارات حينما يستدعي الأمر ذلك، ومن ذلك أمره بهدم مسجد الضرار الذي يناه المنافقون إرصاداً لمن حارب الله ورسله، وموافقته على انتداب سرية محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف الذي آذى الله ورسوله كثيراً.