صفات الصحابة

الكاتب: مروى قويدر -
صفات الصحابة

صفات الصحابة.

 

 

تعريف الصحابي

 

إن الصحابي في اللغة مشتقٌ من الصحبة، والتي تعني المرافقة وإن قلّت المدة، أما تعريف الصحابي اصطلاحاً: فهو كل من لقي النبي -عليه السلام- مؤمناً به، ومات على الإسلام، وإن تخلّل ذلك ردّة.

 

صفات عباد الرحمن من الصحابة

 

إن للصحابة -رضوان الله عليهم- فضلاً عظيماً، فقد زكّاهم الله -عز وجل- في كتابه العزيز بقوله: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)،وزكّاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (خيرُ القرونِ قرنيَ الَّذينَ بُعِثتُ فيهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم)، والعقول السليمة توجب عدالتهم، لأنهم قدّموا أرواحهم في سبيل مرضاة الله -تعالى- ونصرة نبيّه عليه السلام، أما صفات الصحابة التي تميّزوا بها عن الجميع، فهي كثيرةٌ ومتنوعةٌ، ونذكر منها ما يأتي:

  • حب النبي -عليه السلام- وإيثاره على النفس: ويتجلّى هذا في موقف أبي بكرٍ الصديق مع النبي -عليه السلام- في الهجرة، إذ عطش النبي وأبو بكرٍ، فأسرع أبو بكرٍ بإعطاء إناء من اللبن للنبي ليشرب، وكان يقول: "شرب النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى ارتويت".
  • خشية الله تعالى: كان الصحابة أعظم خشيةً وخوفاً من الله، إذ كان يقول عمر بن الخطاب: "ليت أم عمر لم تلد عمر، ليتها كانت عقيما"، وذلك لشدة خوفه من ربه -عز وجل- وتوقيره له.
  • الصبر في سبيل الإيمان: لم يصبر على أذى الكفّار مثل ما صبر آل ياسر، فكانوا يُعذّبون حتى إذا جفّت الحلوق وسالت الدماء تركوهم لثاني يومٍ ليعيدوا تعذيبهم، ولم يطل بلاء ياسر رضي الله عنه، إذ توفّي وانتقل لجوار ربه، وبقي عمّار وأمّه تحت التعذيب حتى جاء اليوم الذي استُشهدت به سميّة -رضي الله عنها- إثر طعنةٍ على يد أبي جهل، وكانت أول شهيدةً في الإسلام، ولم يكن النبي -عليه السلام- يملك من أمره إلا الدعاء لهم، وحثّهم على الصبر، وتبشيرهم بالجنة.
  • الحياء والتواضع: وخير مثال لمن اتصف بهذه الصفة هو سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان حياؤه صادقاً نابعاً من قلبه، ولم يكن مفتعلاً أو متكلّفاً، ولشدة حياء سيدنا عثمان استحت منه الملائكة، وستر النبي -عليه السلام- فخذه عند دخوله، وجمع عليه ثيابه، ومن صور تواضع عثمان بن عفان -رضي الله عنه- أنه كان لا يتّخذ الجند أينما ذهب، ومع كبر سنّه وعلوّ منزلته، إلا إنه كان يخدم نفسه في الليل ولا يوقظ خَدَمه، ومن تواضعه لعمّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا مرّ به وهو راكب نزل حتى يذهب العباس احتراماً وتقديراً له، وقد وصفته السيدة عائشة -رضي الله عنها- بعد استشهاده بقولها: "لقد قتلوه، وإنه لمن أوصلهم للرحم، وأتقاهم لربه".
  • الشجاعة والتضحية في سبيل الله: ونذكر موقف علي بن أبي طالب في غزوة الخندق، حيث برز عمرو بن عبد ودّ طالباً المبارزة، وكان ذو بأسٍ وقوةٍ من فرسان قريش، فاستأذن علي من النبي ليبارزه، فلم يأذن له خوفاً عليه، وأعاد عليه ثلاث مرات، حتى قال للنبي: "وإن كان عمرا"، فأذن له النبي، وثارت حميّة عمرو بن عبد ودّ عندما قال له علي: "والله أحب أن أقتلك"، وتبارزا حتى انتصر علي على صنديدٍ من صناديد قريش، ورفع من معنويات المسلمين في المعركة.
  • تسخير الطاقات لنصرة الإسلام: فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- زيد بن ثابت بتعلّم لغة اليهود؛ لأن النبي لا يأمن لهم، فما مرّ نصف شهرٍ إلا وزيد بن ثابت قد تعلّم لغتهم، وكان يقرأ للنبي ما يكتبون، ويكتب لهم ما يأمره به النبي عليه السلام.
  • ترك الدنيا لأجل العلم: كان أبو هريرة -رضي الله عنه- ملازماً للنبي عليه السلام، وكان يشدّ على بطنه حجراً من الجوع، وذلك في سبيل طلب العلم، وكانت النتيجة أن أبا هريرة هو أكثر من روى الحديث، وسطّرت الدواوين أكثر من خمسة آلاف حديثاً رواها رضي الله عنه
  • الكرم والجود: كان طلحة بن عبيد الله مثالاً للكرم، فقد كان يعطي ويتصدّق بالمال الوفير من غير مسألة، وذكر طلحة بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمّاه في غزوة أحد بطلحة الخير، وفي غزوة ذي العشيرة بطلحة الفياض، وفي غزوة حنين بطلحة الجود.

 

فضل الصحابة

 

إن أهل السنة والجماعة عقيدتهم في الصحابة هي محبتهم، فمحبتهم من محبة رسول هذه الأمّة، لا نبغض أحداً منهم، ولا نتبرّأ منهم، بل نأخذهم قدوةً لنا ونسير على خطاهم، ونفضّلهم على جميع الخلق بعد الأنبياء، ولا نذكرهم إلا بالخير، وحبّهم دينٌ وإيمانٌ، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ، وذلك للأمور الآتية:

  • خير القرون في جميع الأمم، حيث إنهم صاحبوا الرسول -عليه السلام- و تعلّموا على يديه.
  • حلقة الوصل بيننا وبين رسولنا الكريم، حيث إنهم نقلوا الدين لنا وحفظوه بحفظ الله له.
  • قيامهم بالفتوحات الإسلامية الواسعة، ونشر الإسلام في أرجاء المعمورة.
  • نشر الأخلاق الحميدة بين أبناء الأمّة؛ من الصدق والنصح والآداب والشجاعة، وقد وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز بقوله: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضلهم: (لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ).
شارك المقالة:
91 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook