إن الصحابي في اللغة مشتقٌ من الصحبة، والتي تعني المرافقة وإن قلّت المدة، أما تعريف الصحابي اصطلاحاً: فهو كل من لقي النبي -عليه السلام- مؤمناً به، ومات على الإسلام، وإن تخلّل ذلك ردّة.
إن للصحابة -رضوان الله عليهم- فضلاً عظيماً، فقد زكّاهم الله -عز وجل- في كتابه العزيز بقوله: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ)،وزكّاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (خيرُ القرونِ قرنيَ الَّذينَ بُعِثتُ فيهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهم)، والعقول السليمة توجب عدالتهم، لأنهم قدّموا أرواحهم في سبيل مرضاة الله -تعالى- ونصرة نبيّه عليه السلام، أما صفات الصحابة التي تميّزوا بها عن الجميع، فهي كثيرةٌ ومتنوعةٌ، ونذكر منها ما يأتي:
إن أهل السنة والجماعة عقيدتهم في الصحابة هي محبتهم، فمحبتهم من محبة رسول هذه الأمّة، لا نبغض أحداً منهم، ولا نتبرّأ منهم، بل نأخذهم قدوةً لنا ونسير على خطاهم، ونفضّلهم على جميع الخلق بعد الأنبياء، ولا نذكرهم إلا بالخير، وحبّهم دينٌ وإيمانٌ، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ، وذلك للأمور الآتية:
موسوعة موضوع