تميّز المؤمنون بالله تعالى عن غيرهم من الأمم، فالمؤمن يرتكز في حياته وتعاملاته إلى مرجعيّة عقائديّة وأخلاقيّة وتشريعيّة تجعل منه إنساناً منضبطاً بضوابط شرعيّة لا يتعدّاها، ومثل وقيم أخلاقيّة لا يعدو عنها إلى غيرها.
صفات المؤمن الاجتماعيّة
التّسامح مع الغير، فالمؤمن الملتزم يتعامل مع غيره تعاملاً مبنيّاً على الأخوّة وما تفرضه من تسامح وعفو وأخلاق كريمة، ولا يتعامل المؤمن مع إساءات الغير إليه بمقابلة الإساءة بالإساءة، فهو يؤمن بأنّ الله سبحانه وتعالى قد أعدّ للمؤمنين جزاءً حسناً على العفو والتّسامح، وهو يؤمن بأنّ هذه الحياة الدّنيا إنّما هي مرحلة عابرة سوف تنتهي يوماً ليتقابل الجميع أمام ربّ العالمين للحساب، ثمّ العقاب أو الثّواب.
الرّحمة واللّين، فالمؤمن رحيمٌ في تعاملاته لا يستخدم الغلظة والقسوة في حياته، بل إنّ رحمته تتعدّى الإنسان إلى الحيوان الذي لا يعقل .
السّماحة وطلاقة الوجه والابتسامة، فالمؤمن يعلم بأنّ تبسّمه في وجه أخيه صدقة، وهو يؤمن بأنّ الابتسامة في وجه أخيه تؤدّي إلى الودّ والمحبّة والأخوّة في المجتمع.
التّواضع، فالمؤمن يعلم بأنّ الله سبحانه وتعالى لم يخلقه من أجل أن يتكبّر في الأرض ويستكبر فيها، بل إنّ له غاياته النّبيلة وأهدافه السّامية في الحياة، وعلى رأسها تحقيق هدف الاستخلاف الشّرعي، وإصلاح الأرض وتعميرها وفق المنهج الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للبشر، وهذا الاعتقاد يجعل المؤمن يسير في حياته متواضعاً مترفّقاً بالخلق لا يتكبّر على أحد.
العدل، فالمؤمن لا يظلم النّاس إذا كان مسؤولاً أو حاكماً أو قاضياً بين النّاس، ذلك بأنّه يؤمن بأنّ الله تعالى لا يحبّ الظّلم ولا يرضاه، بل إنّه سبحانه قد أعدّ للظّالمين عقاباً شديداً على ظلمهم للنّاس، وبالتّالي يكون من صفات المؤمن أن يعدل بين النّاس وأن يحكم بالقسط بينهم، شاهداً بالعدل ولو على نفسه أو أقرب النّاس إليه.
التّكافل والتّناصر، فالمؤمن يتكافل مع أخيه المسلم ويقضي حاجاته ويفرّج كرباته ويزيل الهمّ عنه، وهو كذلك لا يرضى الظّلم الذي يقع على أخيه المسلم بل تراه يسارع إلى نصرته والذّب عن عرضه والدّفاع عنه بكلّ ما أوتي من قوّة، ولو كان أخوه المسلم ظالماً وقف ينصره بمنعه عن الظّلم والعدوان.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.