عائشة أمُّ المؤمنين، زوجة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، هي عائشة بنت عبدِ الله بن أبي قحافة، عثمان بن مُرّة، أمّها أمّ رومان بنت عامر بن عويمر الكنانيّة. وُلِدَتْ عائشة -رضي الله عنها- بعد البعثة بأربع، أو خمس سنين، وتَرَبَّتْ في عائلة مُؤمِنة مُوحِّدة لله تعالى، ولقد أَخْبر النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه رأى وحياً من الله تعالى بأن تكون السيّدة عائشة زوجته، فَنَكَحَها من أبيها الصدِّيق -رضي الله عنه-، قال النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أُرِيتُكِ قبلَ أن أتزوجَكِ مَرَّتَيْنِ، رأيتُ المَلَكَ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ له: اكْشِفْ، فكشف فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُنْ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ، ثم أُرِيتُكِ يَحْمِلُكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، فقلتُ: اكْشِفْ، فكشف، فإذا هي أنتِ، فقلتُ: إن يَكُ هذا من عندِ اللهِ يُمْضِهِ)،، وبذلك تَزَوَّجها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهي ابنة ستّ سنين، ولم يَبْنِ بها حتى بلغت التاسعة، وذلك بعد عودته من غزوة بَدْر، وقد مَكَثَتْ عائشة -رضي الله عنها- مع النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حتى بلغت الثامنة عشرة، ثمَّ تُوفِّي عنها النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-.
اتَّصَفَتْ أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- بصفات عظيمة جليلة جعلتها ترتفع في ميزان الله تعالى، وفي قلب نبيّه -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فَمَرَّةً نزل جبريل -عليه السلام- يُقرِئها السلام، فيقول لها النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (يا عائشُ هذا جبريلُ يُقرِئُك السلام، قلت: وعليه السلامُ ورحمةُ اللهِ)،، ومرَّةً حين سُئِل النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن أحبّ الناس إليه، فأجاب مباشرة:عائشة، حيثُ كانت أحبّ الخَلق إليه، وفيها قال النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (فضلُ عائشةَ على النِّساءِ، كفضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ). والصفات التي اتَّصَفَتْ بها عائشة -رضي الله عنها- حتى بلغت هذه المنازل عند الله -تعالى-، ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-عديدةٌ عظيمةٌ، نَذْكر منها ما يلي:
وَرَدَ أنَّ عائشة -رضي الله عنها- كانت تَغارُ من زوجات النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وفي المقابل كُنَّ يَغَرْنَ منها؛ لحُبّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الشديد لها، ولقد شعر الصحابة بحُبّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعائشة، وتفضيلها عمَّن سواها من زوجاته، ومن الجدير بالذكر أنّهم كانوا يَتَحَرُّون مُكُوثه في بيتها حين يُقَدِّمون له الهدايا، إلى أنْ اشْتَكَتْ أمّ سلمة -رضي الله عنها- من ذلك إلى النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وعندما كَرَّرَتْ الشكوى إليه، أجابها رسول الله -عليه السلام-: (يا أمَّ سَلَمَةَ، لا تُؤْذِيني في عائشةَ، فإنَّه واللهِ ما نَزَلَ عليَّ الوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأةٍ منكنّ غيرها)، أمَّا عن غيرة عائشة -رضي الله عنها- من زوجات النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فكانت -كما ذكرت عائشة- أكثر غيرتها من خديجة -رضي الله عنها-، فبالرغم من أنَّها مُتوفّاة، إلّا أنَّ حُبَّ النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- الشديد لها، وذِكره لمحاسنها على الدوام، أثار الغيرة تجاهها أكثر من أيّة زوجة أخرى.
تُوفِّيت السيّدة عائشة بعد الليلة السابعة عشرة من رمضان، سنة سبعٍ وخمسين للهجرة، وصَلَّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه-، ودُفِنَتْ ليلاً.
موسوعة موضوع