صلاة الاستخارة

الكاتب: رامي -
صلاة الاستخارة
محتويات المقال

صلاة الاستخارة :
صلاة الاستخارة هل هي فريضة؟
كيف نصلي الاستخارة

صلاة الاستخارة هبة الرحمن للعباد للتخفيف عنهم ووسيلة تعبدية صالحة تجمع بين عدة عوامل تربوية دينية أخلاقية ورياضية في وقت واحد، سنتكلم عنها في وقت لاحق من المقال، لكن ما هي صلاة الاستخارة وكيف نؤديها؟

فضل الصلاة:

أداء تعبدي مميز بأداء أفعال لها نمط خاص وأقوال مخصصة في كل حركة مختلفة، ولها شروط وأوصاف للأداء، يقصد بها الشكر والاعتراف والخضوع لله وفضله، وهي فريضة على المؤمنين والمنتمين للإسلام ما داموا مصرحين بانتمائهم إليه، بغض النظر عن دواخل أنفسهم.

صلاة الاستخارة :

أن تستخير يعني أن تقوم بطلب ورجاء المساعدة أو الإعانة على أمر تعجز عنه، أو لا تعرف نتائجه أهي خير أم شر؟

لغة: يعنى بها أن تطلب الخير فيما تريد.

اصطلاحا: أن تطلب الاختيار الموافق لمراد الله بالاستعانة بالله تعالى برجائه والتضرع له بدعاء مخصوص يقال في صلاة مخصوصة، وفق شروط.

صلاة الاستخارة هل هي فريضة؟

يرى إجماع العلماء أن طلب الاستخارة بالصلاة المخصصة لها هي سنة تم التأكد منها، ولأنها سنة مؤكدة هذا يعني أن النبي صلوات الله عليه لم يتركها وواظب عليها وهذا معناه انتهاج المسلمين لها تماما كالنوافل الاثنتي عشر مع كل صلاة بحسب التوزيع المذكور بالسيرة النبوية والحديث الشريف.

بينما قيل إنها تصبح فريضة على المسلم، حين يتركها بالكلية، وأنه يتوجب عليه على أدنى التقدير أن يصلي الاستخارة بأكثر ما يستطيع، فإن لم يكن ذلك فعلى الأقل مرة واحدة بعمره.

ومن حث النبي صلوات الله عليه على فضلها وإكمالها للفضائل العظيمة التي تتحقق بتطبيق صلاة الاستخارة على كل أمر شديد الحيرة بلا رجحان أو ميل ولو بسيط لقلبك أو عقلك لكافة عن أخرى، بصدق وتمعن، وبعد دراسة النتائج المترتبة على كل أمر وعلاقته بالتدين الصحيح ومدى رضا الله تعالى عنه، ما يلي:

قوله -صلى الله عليه وسلم-: كما ورد عن كتاب الجامع الصغير:” من سعادة ابن آدم استخارةُ الله، ومن سعادة بني آدم رضاهُ بما قضى الله، ومن شقوةِ ابن آدم تركُه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطُه بما قضى الله                                                                             “.

 

ماهيتها الأدائية وكيفية اختلافها عن الصلاة العادية؟

عنها:

هي التعرض لموقف أو اختيار بين أمرين كلاهما مساو في المقدار مع اختفاء الأفضلية لدى الشخص، فلا عقله ولا قلبه يحدد اختيار بعينه، ومن هنا يتوجب عليه أن يسلك عدة أمور قبل صلاة الاستخارة منها:

معرفة ودراسة كل اختيار ومزاياه وعيوبه.
سؤال الخبراء وأهل الخبرات والمجربين على اختلافاتهم وتعددهم والوصول لأكبر إجماع على رأي بعينه.
إن لم يوفق في اختيار يلجأ إلى الله تعالى من خلال:
أن ينوي خيرا ويخلص في نيته، ويعزم على الاستخارة بالصلاة، وتعد هذه النية شرطا لتحقق التوازن مع كافة الأركان، لتؤهل صلاتك للقبول، ويجدر هنا أن نشير لضرورة أن تكون قلبية عقلية بلا نطق ولا تلفظ، فاللفظ بالنية بالكلام يعد بدعة وكل أمر ليس على الإسلام هو مردود على المبتدع بلا قبول.
يغتسل جيدا، وهذا ليس أساسيا ولكنه أدعى للطهارة واكتساب النقاء والانتعاش لتؤدي صلاتك بحيوية وحضور ذهن.
يتوضأ، ويفضل أن يحسن الوضوء والدعاء الخاص به.
اختار مكانا طاهرا نظيفا بلا مشتتات ولا مجاورة لضوضاء تلفاز او إذاعة أو اتف أو صراخ أو غير هذا.
قم بالدخول للصلاة واقرأ الفاتحة مع سورة الكافرون، ثم تركع وتقم ثم تسجد السجدتين وبهذا تنهي الركعة الأولى كما تصلي في الفروض، وتقم للثانية بالفاتحة والإخلاص أي سورة قل هو الله أحد وتنهي ركعت كالمعتاد، وتسلم.
بعد التسليم لا تقم من مكانك واجعل ذهنك وقلبك حاضر متضرعا وادعو بدعاء الاستخارة الذي سنذكر فيما يلي:

صلاة الاستخارة

دعاء الاستخارة

أولا ابدأ بأدب الدعاء من ذكر الله وحمده والثناء الحسن عليه، ثم الصلاة على النبي وآله وصحبه، بما ورد في التشهد، من الجزء الأخير، وهو الأفضل، لكنه ليس ملزما يمكنك أن تقول ما تحفظ لكن هذه الصيغة هي الأكثر أفضلية: اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وَبَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى آلِ مُحمَّدٍ كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهيمَ في العالمينَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، ثم تبدأ الدعاء وتذكر:

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (ثم تذكر ما صليتها لأجله) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (ويقول طلبه أو ما يريد معرفة الصواب فيه ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُذكر حَاجَتَه

اختلافها عن صلاتك العادية في الدعاء وأنها لا تكون مع الفرائض ولا النوافل المؤكدة، بل يستحب لها أن تكون بعد صلاة العشاء أو بجوف الليل.

يجب أن توقن بقلبك وعقلك يقينا بأفضلية ما سيختار الله لك، وإجابته دعائك، وبخاصة إن كنت أحسنت فيها ولم تشرد أو تراودك الأفكار أثناء الصلاة.

 

متى أقوم بصلاة الاستخارة؟ وكيف أعرف علامات قبول صلاة الاستخارة؟

تقوم بها عندما تصعب عليك أمور لا خلاف فيها بين حرام وحلال، أي الأمور التي تكون مستحبة، أو مباحة ولا شبهة فيها، الأمور الحلال، إذ أن استخارتك مثلا في كيفية ضرب فلان بعصا أو بألة حادة لا يجوز شرعا بل هو محرم ويعد استهزاءًا بالدين عياذًا بالله، وإنما ضربت لك ذاك المثل لتقريب الأمر لذهنك.

وأكثر الأمور المطلوب الاستخارة فيها وإن مال القلب لشيء ما هي الزواج، فقد تكون اختياراتنا لبناتنا أو أبنائنا ولأنفسنا لا تحقق فائدة لنا ولا هي صالحة، وإن بدت في البداية كذلك بدليل ما أصبحتنا نراه اليوم من كثة المشكلات والانفصال بين الأزواج، رغم القبول والفرح في بداياته، أليس هذا دليلا قاطعا على سوء اختيارنا وأننا لا نعلم ما هو أصلح لنا، لكن الله تعالى يعلمه وهو علام الغيب والمستقبل.

ولكن هل صحيح ما يشاع عن أن الإنسان إذا صلى الاستخارة شاهد رؤية تدله على الخير، والحق أن هذا كلام لا يستند لبرهان ولا منطق يؤيده من شرع أو تجربة بخلاف أن الوارد أن تميل بقلبك إلى الأفضل وإن بدا لك من قبل الأسوء فقد قال الله تعالى:

” عسى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ? وعسى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ? وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ”

 

كيف نصلي الاستخارة

صلاة الاستخارة

النية والعزم عليها بعد حيرة وعدم استقرار على قرار.
التجهيز والوضوء للصلاة بأطهر مكان وأكثره هدوءًا.
اليقين أن الله يسمعك ويراك ولسوف يجيبك لما تريد.
تعويد ذاتك عليها يساعد على حسن تأديتها وفهمها بشكل كبير، ما يحقق لك فوائد جمة.
يجب ألا تصلى بعد فريضة، وإنما تخصص لها بعد النافلة مع نية وإحرام خاصين بها، وإلا فلا تسمى استخارة وإن قلت الدعاء.
إن كانت هناك عوائق للأداء فانتظر لزوالها، كما في حالات الحيض لدى الإناث، وأوقات كراهة الصلاة عند الشروق والغروب.
لا تنتظر رؤى ولا غيرها بل اعزم وتوكل على ما نويت.
يجوز لك تقديم الدعاء قبل إنهاء الصلاة وقبل التسليم.
يفضل لك حفظ الدعاء على قراءته من ورقة، فهذا أدعى لإيقاظ قلبك وعقلك بلا غفلة، وإن كانت القراءة لا تحرم ولا تحرمك من ثوابها.
بقاء حيرتك يعني إما أن تكرر صلاة الاستخارة أو تحكم هوى النفس ويفضل أحياننا مخالفة النفس بما تهوى عن كانت المزايا أكثر بالمخالفة.
الاستخارة تخص المعنيّ بالأمر ولا يصح أداء غيرك عنك فيها، كما لا ينبغي على المؤدي أن خطئ بالدعاء أو يبدل فيه بل يلتزمه ويحفظه كما هو.
لا يمكنك أن تستخير مع مسك المصحف، وكذلك أن تجمع بين أكثر من أمر تستخير به في ذات الصلاة، فإنما هي ركعتين والدعاء بقلوب وأذهان ذاكرة، وهذا ليس صعبا إن كنت صادقا ومخلصا، كما أنك تحقق بالتخصيص الثبات المرجو والراحة في اختيار الأفضل عنها عن الجمع.

 

ماذا أحقق من فوائد صلاة الاستخارة؟
زيادة اقترابك من الله وتعويدك الاستعانة به وذكره وتجديد إيمانك ويقينك برعايته لك ومتابعته ك وإجابته طلبك ولو بعد حين.
تعويدك أن السبب لا يؤدي وحده لنتائج، بل السبب هو جزء والنتيجة يقدرها العزيز القدير بما يعلمه من خير مخبوء لك لا تدركه.
إزالة الهموم وطرد مكر الشيطان ووسوسته المضللة وظلم الهوى النفسي لك بما تميل له من شر كامن مخبوء بستار الجمال.
تساعدك على تقوية أداء صلاتك، والمحافظة عليها كما أنها مؤدية إلى الجنة والتمتع بها بالدنيا قبل الأخرة، وسبب من أسباب الرزق الحلال.
تقوية العقيدة التوحيدية الإيمانية الإسلامية في قلب المسلم إن داوم عليها مع بقية الفروض والنوافل، فمن خلال الدعاء نلحظ:
اللهم إني أستقدرك: أي طلب القدرة وأعلم أنك قدير، لإيمان بالخالق ومعرفة صفاته أو بعضها، مع ضعف الطالب واعترافه بعجزه عن نفع أو ضر ذاته أو غيره.
اللهم إن كنت تعلم: إيمان يقيني بمعتقد صادق بعلم الله لما سيكون ولا نعلمه، وسعة علمه التي لا نبلغ أقل من ذرة فيها، رغم ما وصلت له البشرية من علم ضئيل مقارنة بعلام الغيوب.
فاقدره لي ويسره لي: فهو وحده بيده تصريف وتحريك وتهيئة الرزق والأمور والأحوال، وبيده زرع البركة بالقليل وطرح الداء وجلب الدواء بأبسط ما قد لا تراه العيون.
مانع البطش ومصرف الأذى المنتقم الجبار العظيم بصفاته يهيئ لي الخير ويطرد الشر الذي لا تراه عيني الضريرة المبصرة في الدنيا، سواء ضرر يؤذي ديني وإسلامي أو دنيتي وأغلى من أحب أو يرد عني المكائد الشيطانية والإنسانية.
تعزيز قيمة الدعاء وأثره في تخفيف أعباء الحياة، فيمزج بين الرجاء والتذلل والعبادة البدنية والروحية بتكامل مع تقوية العقيدة والرضا بقضاء الله وقدره في كل حال.
الاستخارة تعلمك التفرقة بين أهواء نفسك وخواطرها وبين الأمور الجدية الت ي بها يتأثر وجودك ومستقبلك لأنها تكون في حالات اختيار وحيرة عميقة.
كما ترشدك لأهمية التوكل وترك التواكل، ومعرفة مقدار نقسك الضعيفة أمام ذي الملكوت والجبروت والعزة، ما يعني قيمة التواضع لله، وترك الكبر والرياء والمنكر.
تعلمك ضمنيا أهمية تحقيق شروط للدعاء المستجاب.
شارك المقالة:
36 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook