صلاة الفجر

الكاتب: المدير -
صلاة الفجر
"صلاة الفجر

 

يضبط مُنبِّهَه على صلاة الفجر كلَّ صباح؛ كي يؤديَها في المسجد، ويستمتع بهذا الشعور الجميل، وهو ينضح ماء الوضوء على وجهه، ويغسل أعضاءه عضوًا عضوًا، تتطاير من عليه الأحزانُ قبل آثار النوم، فيخرج نشطًا، مبتهجًا بيوم سيبحث فيه عن رزقه؛ ليُفلِح في حياته.




هذه الصلاة هي مُنطلق بدايةِ يومه بتوفيق، فهي تعبيرٌ عن الالتزام والانضباط، والقيام بالواجب على أكمل وجهٍ، ولها فوائدُ صحية أيضًا؛ فهي تُبقِي جسمه نشيطًا فعَّالًا مُقبلًا على الحياة، الركوع والسجود والرفع منهما، التهليل والحمد والذكر، تلاوة آيات الرحمن، والتسبيح والتكبير، يمارس ذلك بقلب مُفعَم بالإيمانِ، يطير به فرحًا، فتسعد رُوحه الصافية التي بين جنبَيْه.




يفتح مصحفًا ليتلو آيات من القرآن قبل أداء الصلاة، تَلِجُ الكلمات إلى الفؤادِ بانسيابٍ وسلاسة، يتفكر في معانيها، ويأخذ من مواعظها، ويستشفُّ الدروس من قصصِها، أصابعه تُقلِّب الصفحات، والعينان ترقبان وتطير فرحًا، والقلب يخفق بشدة، فهو يقرأ كتاب الله تعالى، وما أعظمَ هذا الكتابَ وما ورد فيه! هو دستورُ حياةٍ لِمَن أراد الأخذ به، والاستزادة من فضله الغزير.




بعد أداء صلاته يبقى في المسجد يَذْكُر، ومع هذا الذِّكر يتأمل في النعمة التي هو فيها، فهو يستغلُّ وقته والفرصة الذهبية التي لاحَتْ له، يجول بفكره ويتأمل، تغزوه حرارةٌ تجعل بدنه يقشعرُّ مِن التأثر، هو يذكُر بقلبه لا بلسانه، فيَسْرِي ذلك الذكرُ في جميع أعضائه ودمه وعَظْمه، حتى يكون له أثرٌ عميق، فيجعل منه مؤمنًا يُدرِك المعنى من كل شعيرة يقوم بها في دينه.




أحبَّ صلاةَ الفجر؛ لأنها مرتبطةٌ براحة نفسية عميقة، لا يبلغها إلا فيها بلحظاتِها وحميميَّتها، يؤديها بخشوع وتدبُّر، ومِن قبلها ومِن بعدها قرآن وذِكر، فيمتلئ القلب بالإيمان، والرُّوح بالعنفوان، والنَّفْس بالاطمئنان، فيأخذ على نفسِه عهدًا بأن يؤديَها في وقتها، عن حب وشوق وعاطفة جيَّاشة.




في إسلامنا الحنيف شعائرُ معناها عميق عمقًا شديدًا، فهي تَدلُّ الحيران، وتَهدِي الضالَّ، وتُنير درب مَن أظلمت في وجهه السُّبلُ، إن عزم وتوكَّل تم له ما أراد؛ لأنه يريد الخير لنفسه بأن يؤدي ما فُرض عليه، وهو يعلم علم اليقين أن لذلك مغزًى، يفيده في نفسه وروحه وجسده، عقله ينضج، وفكره يستنير، وحصافته تزداد تسديدًا.




فلا تُضيِّع هذه الصلاة، واعتبِرها حبًّا تمارسه إلى جانب غيرها من الشعائر، استمتِعْ بها، وتلذَّذ بطعمها، واستزِدْ منها ما استطعت؛ فهي الزادُ الذي لا ينفَدُ، لمن طلب وأراد وابتغى، ولم يحرِمْ نفسه من ذلك الخير أبدًا.


"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook