تُصلّى صلاة العيد مَثنى؛ أي ركعتَين تليهما خُطبةٌ كخُطبة الجمعة، أمّا الحِكمة من كونها بعد صلاة العيد فتتلخّص في اعتبارها سُنّةٌ، ويُشار إلى أنّ الإمام يُرغّب المسلمين في إخراج صدقة الفِطْر من خلالها، ويُوضّح لهم أحكامها، وقد فصّل العلماء في بيان كيفيّة صلاة عيد الفِطْر، وبيان تفصيل كلّ مذهبٍ فيما يأتي:
بيّن العلماء أنّ وقت صلاة العيد يبدأ من بعد طلوع الشمس بمقدار رمحٍ* إلى وقت زوال الشمس؛ أي وقت الضحى؛ إذ نُهِي عن الصلاة وقت طلوع الشمس، كما تُكرَه أيضاً بعد طلوعها إلى أن تطلع بمقدار رُمحٍ، ويُسَنّ تأخير صلاة عيد الفِطْر؛ حتى يتمكّن المسلمون من إخراج زكاة الفِطْر.
يُسَنّ أداء صلاة العيد في مُصلّى؛ لِما ورد من فِعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إن لم يكن هناك أيّ عُذرٍ يمنع من ذلك، أمّا إن وُجِد عذرٌ، كالمطر، أو الرِّياح، فلا حرج بأن تُؤدّى في المسجد، وإن وُجِد مَن لا يستطيع الخروج إلى المُصلّى؛ لضعف أو عجز، استخلف الإمام في مسجد البلد من يُصلّي بهم؛ لِما ورد من فِعل عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: "السنّة أن يُصلى العيد في المصلّى؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يخرج إلى المصلّى ويدع مسجده، وكذلك الخلفاء من بعده، ولأنّ هذا إجماع المسلمين، فإنّ الناس في كلّ عصرٍ ومصرٍ يخرجون إلى المصلّى فيصلّون العيد"، وقال ابن القيّم أيضاً: "كان -صلّى الله عليه وسلّم- يصلّي العيديَن في المصلّى، وهَدْيه كان فعلهما في المصلّى دائماً".
اختلف العلماء في بيان حكم صلاة العيد، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، بيانها فيما يأتي:
يُؤدّي المسلمون صلاة عيد الفِطْر بعد أن مَنّ الله عليهم بإتمام صيام شهر رمضان؛ شُكراً له، على ما أنعم به عليهم من النِّعم التي لا تُحصى، كصحّة الجسد، وأداء العبادات التي شَرعها؛ من صدقة، وتكبير، وصلاة، وقيام، وصيام، وغيرها.
موسوعة موضوع