تُصلّى صلاة قيام اللّيل ركعتين ركعتين، والوتر بركعة في آخرها، ويجوز صلاتها مرّةً واحدة، أو صلاة بعضها في أوّل الليل ثُمّ القيام في آخره، وقد ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء من مالكيّة، وشافعيّة، وحنابلة، وغيرهم من العلماء، ومما يدُل على هذه الكيفية والصفة، قول النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما سأله رجل عن كيفية قيام الليل؛ فقال له: (مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى واحِدَةً، فأوْتَرَتْ له ما صَلَّى)، كما ويُسمى أيضاُ بالتهجّد، وهو قيام الليل بعد النوم، ويكون في أيّ ليلةٍ خلال العام.
صلاة قيام الليل ليس لها عدد مُعيّن؛ لأنّ اللفظ جاء فيه مُطلقاً في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)؛ فلم يرد تحديد في الآية، ويجوز التنوّع في قيام الليل بين القيام والركوع والسجود، وجاء في وصف الصحابة -رضي الله عنهم- أنّهم كانوا يقومون الليل ويكثرون من العبادة، وقد وصف الله -تعالى- النبيّ -عليه السلام- وأصحابه بقوله: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصفَهُ)، وهذا الوصف عامٌّ لقيام الليل، دون تحديد لعدد ركعاته، وأمّا عدد ركعات قيام النبي -عليه الصلاة والسلام- لليل؛ فقد ورد في العدد الذي قام به النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه كان إحدى عشر ركعة، قالت عائشة -رضي الله عنها- لما سُألت عن كيفية صلاة النبي -عليه الصلاة والسلام- في رمضان: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قالَ: تَنَامُ عَيْنِي ولَا يَنَامُ قَلْبِي)
كما وورد أنّ النبي -عليه السلام- صلّى ثلاث عشرة ركعة؛ فقد قالت عائشة -رضي الله عنها- في وصفها لقيام النبي -عليه الصلاة والسلام-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً منها الوِتْرُ، ورَكْعَتَا الفَجْرِ)، والثلاث عشرة ركعة هي نفسها الإحدى عشر؛ لأنّ الركعتين هما التي كان يُصلّيهما النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد الوتر وهو جالس، أو أنّهما سنّة العشاء، أو أنّهما الركعتين الخفيفتين اللاتي كان يفتتح بهما قيامه لليل؛ فقد كان لا يزيد عن إحدى عشرة ركعة، ولكن جاء عنه أنّه كان يُصلي أقل من ذلك؛ فقد ورد عنه أنّه صلى سبع ركعات، وتسع ركعات مع الوتر.
هُناك العديد من الوسائل التي تُساعد على قيام الليل، ومنها ما يأتي:
موسوعة موضوع