صلة بعض الأنبياء والرسل بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
صلة بعض الأنبياء والرسل بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

صلة بعض الأنبياء والرسل بمكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
كانت الهجرة الأولى لنبي الله إبراهيم عليه السلام من موطنه في بلاد الرافدين إلى فلسطين، حيث أقام هناك في سهل بمنطقة تدعى حبرون   (الخليل حاليًا)، ويرى عدد من الباحثين وفق رواية المصادر ذات الصلة أن هجرة إبراهيم تلك تمت مع بداية الألف الثاني قبل الميلاد 
لم يلبث نبي الله إبراهيم طويلاً حتى تحرك في هجرة ثانية إلى أرض مصر، من المرجح أنها كانت في زمن حكم الأسرة الثانية عشرة، أي خلال عصر الدولة الوسطى. وفي هذا الصدد تشير رواية التوراة إلى ما نصه: "وحدث جوع شديد في الأرض، فانحدر أبرام إلى مصر ليتغرب هناك، لأن الجوع في الأرض كان شديدًا"  .  وتشير الرواية إلى أن نبي الله إبراهيم حمل مع مطلع القرن العشرين قبل الميلاد   أم ولده هاجر مع ابنها الرضيع بعد ولادته بقليل من فلسطين الخضراء عبر مئات الكيلومترات من الصحارى الجرداء، ليسكنهما في وادٍ غير ذي زرع عند بيت الله المحرم في رحاب مكة المكرمة، استهلالاً لعمارة البيت وإقامة شعيرة الصلاة لرب البيت سبحانه، وشروعًا في عمران وادي مكة المكرمة  ،  بقبائل وبطون من الناس يقومون على خدمة البيت وشعائره، وتبشرة برزق وخير وفير من كل الثمرات تجبى إليه، ومقدمة لإسباغ الأمان والحماية الإلهية على هذا الحرم العظيم، فكان الدعاء ذو الأثر الخالد على لسان خليل الرحمن الذي ورد في عدد من المواضع من التنـزيل العزيز
لم تكن إقامة نبي الله إبراهيم في مكة المكرمة دائمة، بل كان يغادرها ثم يعود إليها بين الفينة والأخرى، حتى بلغت زياراته لمكة المكرمة أربع مرات  .  وحسب ما جاء في القرآن الكريم وما روته بعض المصادر  ،  أقام في المرة الأولى منها لفترة في مكة المكرمة، حتى بلغ ابنه معه السعي فأصبح غلامًا يافعًا، ثم كان الاختبار الصعب والبلاء المبين، امتثالاً وخضوعًا للأمر بذبح إسماعيل عليه السلام .  وكانت منطقة منى مسرحًا لهذه الوقائع، ففيها حاول الشيطان أن يثني النَّبيَّيَن الكَرِيمَين عن تنفيذ الوحي، وكان ذلك تحديدًا في مواضع الجمرات الحالية 
أما الزيارتان الثانية والثالثة لخليل الرحمن إلى مكة المكرمة، فلقد كانتا فيما يبدو مرورًا عابرًا لزيارة موضع البيت الحرام والاطلاع على الأحوال من حوله، فضلاً عن تفقده لأحوال ابنه إسماعيل وأمور بيته ومعيشته، ولكن الوالد الكريم والابن الحليم لم يقدَّر لهما اللقاء فيهما، فقد كان إسماعيل عليه السلام في الحالين يقوم على شؤون له خارج بطحاء مكة المكرمة
لقد كانت الرحلة الرابعة لإبراهيم عليه السلام هي أهم تلك الرحلات جميعها ففيها أقام عليه السلام لفترة، رفع خلالها مع ولده إسماعيل جدران البيت الحرام 
لقد علا البناء في عمارة إبراهيم وابنه عليهما السلام للكعبة المشرفة، طبقًا لرواية الأزرقي  ،  إلى نحو 9 أذرع، أي ما يقرب من خمسة أمتار، وكانت المسافة بين الحجر الأسود والركن الشامي نحو 32 ذراعًا، وما بين الركن الشامي والركن الغربي 20 ذراعًا، وما بين الغربي واليماني 31 ذراعًا، وما بين الركن اليماني والحجر الأسود 20 ذراعًا. وبعد أن تم البناء دعا النبيان الكريمان ربهما سبحانه بأن ييسر لهما معرفة مناسك الحج ،  وكان ذلك مع أواسط القرن العشرين قبل الميلاد على وجه التقريب
إن تلك الصلة الوثيقة لنبيي الله تعالى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بالبيت الحرام ومنطقة مكة المكرمة، تجعل من وجود صلات تربط أنبياء الله تعالى من بني إبراهيم عليه السلام - وهم إسحق عليه السلام ومن بعده يعقوب عليه السلام - بالبيت والكعبة المشرفة أمرًا لا شك فيه. وتشير بعض الروايات إلى أن نبي الله إسماعيل عليه السلام قبل وفاته كان قد استخلف أخاه إسحاق عليه السلام في شؤون البيت، وأن الأخير قد حضر إلى مكة المكرمة للحج وزيارة أخيه  .  ويروى في الأثر أن نبي الله شعيبًا عليه السلام قد قصد مكة المكرمة تاركًا مَدْيَن هو ومن آمن معه، من بعد أن أخذت الرجفة قومه أصحاب الأيكة، فأقاموا بها حتى قضوا فيها ودفنوا في موضع معلوم يقال إنه يقع غرب المسجد الحرام
 
شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook