صناعة الفخار في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 صناعة الفخار في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية

 صناعة الفخار في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.

 
ازدهرت صناعة الفخار في منطقة نجران منذ عصورها القديمة وحافظت عليها في عصورها الإسلامية، ولا زالت الصناعة الفخارية تؤدي دورًا مهمًا في حياة أهالي نجران، وقد شملت: أواني الطبخ ومنها القدور بمختلف أحجامها، والطاسات، والزبديات، والأقداح، والأطباق، إضافة إلى الجرار الكبيرة والمتوسطة والصغيرة لحفظ السوائل والحبوب.
 
أ - الجرار الفخارية: 
 
لقد عثر على كسر فخارية كونت بعد ترميمها مجموعة من الجرار الفخارية كانت تستخدم للتخزين. وهذه الجرار ذات شكل كمثري مصنوعة من عجينة بنية فاتحة اللون تخالطها حبيبات صغيرة وتبن لتقويتها، وتظهر آثار أصابع الصانع على الجانبين بالإضافة إلى أنها مصنوعة بوساطة العجلة، ولا يوجد أي زخارف على هذه الجرار، ودرجة الحرق جيدة، ويلاحظ وجود عدد من الأرحية مما يفسر أن استخدام الجرار الفخار كان لأغراض تخزين بعض المنتجات الزراعية كالقمح والشعير وما شابه ذلك.
 
ب - الطاسات: 
 
عُثر على طاسات فخارية متنوعة من حيث الشكل أو طريقة الصناعة أو المواد المضافة إليها. فهناك طاسة كبيرة الحجم نوعًا ما مصنوعة من عجينة غير نقية تخالطها كسر من الحصى بنية اللون، والقاعدة مستديرة ومحدبة الشكل، أما البدن فيبرز للخارج وينتهي بحافة مستقيمة، والآنية غير منتظمة الشكل ربما تعرضت بعض جوانبها للضغط للداخل وأصبح شكلها بيضويًا تقريبًا، وتبدو آثار الطلاء ذي اللون البني الغامق على السطح الداخلي وحول الحافة من الخارج. أما الطاسات الأخرى فهي شبه كاملة صنعت جميعها من عجينة بنية غير نقية وتتباين في صناعتها من واحدة إلى أخرى، فنجد بعضًا منها لها قواعد مقعرة وبدن منتظمة والحافة مائلة قليلاً إلى الداخل أو مستقيمة، وقد طليت بطلاء لونه أحمر من الداخل على الحافة بعناية فائقة، كما أنها مصنوعة بوساطة العجلة ومصقولة جيدًا وحرقها جيد. وتبدو بعض هذه الطاسات خشنة الملمس وعجينتها غير نقية، ولم يتم طلاء سطحها الداخلي أو الخارجي بل تم الاكتفاء بالصقل فقط، وقاعدتها كبيرة، وربما كان البدن في بعضها بيضويًا وتظهر آثار أصابع الصانع إلى جانب آثار العجلة على السطحين الخارجي والداخلي، كما أن درجة الحرق جيدة.
 
ج - الأقداح: 
 
عُثر على عدد من الأقداح غير المكتملة، مصنوعة من عجينة ذات لون بني فاتح، غير نقية، تخالطها كسر صغيرة من الحجر الرملي، وهي ذات قاعدة سطحية (مستوية) أحيانًا مقعرة قليلاً، والبدن منبعج ثم يضيق باتجاه الحافة المقلوبة للخارج قليلاً، وصنعت بوساطة العجلة، وأحيانًا يكون الصقل جيدًا، ودرجة الحرق جيدة. وعُثر أيضًا على قدح صغير مكتمل مصنوع بوساطة اليد من عجينة بنية غير نقية وقاعدة مستوية ويبلغ قطره من أعلى 7سم وارتفاعه 3.5سم.
 
د - الأفران الفخارية:
 
عثر على عدد من الأفران الفخارية مصنوعة من عجينة لونها بني غامق تخالطها حجارة صغيرة ومتوسطة الحجم نسبيًا، وصنعت بوساطة العجلة التي تظهر آثارها على السطحين الداخلي والخارجي، وهذه الأفران مفتوحة الطرفين، حيث تتسع الفتحة السفلى وتضيق تدريجيًا كلما اتجه إلى أعلى، حيث يبلغ قطر أحد هذه الأفران من الأسفل 50سم تقريبًا، ومن الأعلى 37سم تقريبًا، ويبلغ ارتفاعها 72سم، عثر داخلها على كمية من الرماد والفحم.
 
وتظهر الدراسات الأثرية التي أجريت في المنطقة أن تقنية صناعة الفخار القديمة استمرت تبعًا لاستمرار الاستيطان حتى العصر الأموي، حيث بدأ ظهور صناعات تميزت بأنماط وزخارف تعبر عن الطرز الإسلامية في صناعة الفخار، وهو المعروف بـ"الفخار الأموي"، ووجدت في نجران مواد خزفية من العصر العباسي ومن الواضح أنها تحذو حذو الطراز السامرائي في صناعة الأواني المزججة. ومن الصناعات الفخارية التي لا زالت رائجة في نجران:
 
البرقة: وتستعمل للطبخ وحفظ السوائل، وقد تخصص للسمن والزبد.
 
التنور: ويختص بعمل الخبز.
 
الزير: لتبريد المياه.
 
المدهن: لتقديم الأكل أو حفظ اللحوم التي يتم حمسها.
 
وقد كشفت التنقيبات الأثرية بإشراف وكالة الآثار والمتاحف في منطقة نجران عن مجموعات أثرية تعكس ما وصلت إليه المنطقة من صناعة الفخار، ومن الفخار الذي عثر عليه ويرجع إلى العصور الإسلامية المبكرة:
 
1 - فخار العصر الأموي: 
 
يوجد في المنطقة الشمالية الشرقية من نجران مجموعة متميزة من فخار العصر الأموي، وتتميز كسرها بزخرفة ممشطة وشرائط، وكذلك تتميز بعض الأواني بأنها مبطنة بلون أصفر داكن أو أحمر داكن، وهناك أوانٍ مرسومة باللون الأبيض. وهناك نمط آخر من الأواني مطلية من الداخل بطبقة بيضاء سميكة.
 
2 - فخار العصر العباسي: 
 
لقد وجدت في نجران مواد خزفية من العصر العباسي تحذو حذو الطراز السامرائي في صناعة الأواني (المزججة). ويغلب عليها التزجيج بلون واحد وهو الأزرق أو الأخضر وهو أحد الأنماط السائدة في مجموعة فخار العصر العباسي. وكذلك وجد نوع من الأواني المبرقشة التي تستخدم التزجيج من ألوان متعددة. كما ينتشر هذا النوع من التزجيج على نطاق واسع في القطاع الشمالي الغربي من المنطقة، وأنواع التزجيج مخططة ومبرقشة على بدن أصفر باهت.
 
3 - فخار فترة ما بعد العصر العباسي:
 
عثر فريق البحث العلمي من وكالة الآثار والمتاحف على عدد من القطع الفخارية المتميزة، وهي تدل على وجود استيطان بشري في الفترة الإسلامية الوسيطة  ، حيث عُثر على مجموعة كسر مزججة باللون الأخضر ومزخرفة بمثلثات محزوزة وخطوط متموجة، كما عُثر على ثلاث كسر متميزة تنتمي إلى الطراز المملوكي ذات بدن أصفر وبطانة برتقالية اللون. واكتشف الفريق العلمي عددًا من القطع الخزفية ذات لون أبيض وأزرق غير مزخرفة، يرجح أن تاريخها يعود إلى الفترة من القرن التاسع إلى الثاني عشر الهجري/ الخامس عشر إلى الثامن عشر الميلادي، ويتأكد هذا التاريخ بوجود أساور زجاجية في المنطقة تنتمي عمومًا إلى الفترة الإسلامية الوسيطة  
 
شارك المقالة:
110 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook