صيام العشر من ذي الحجة

الكاتب: مروى قويدر -
صيام العشر من ذي الحجة

صيام العشر من ذي الحجة.

 

 

صيام عشرة من ذي الحجّة:

 

ثبت بالنصوص الشرعية الكثيرة فضل أيام عشرة ذي الحِجّة، وعِظَم الأجر المترتب على العبادة والطاعات فيها، وقد استحبّ أهل العلم صيام هذه الأيام، والمقصود بها الأيام التسعة الأولى منها فقط، أمّا اليوم العاشر وهو يوم النحر، فالصوم فيه محرّم بالاتفاق؛ فهو يومُ عيد، ومع أنّ الحديث الوارد في صيام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لهذه الأيام على وجه الخصوص ضعّفه كثير من العلماء، منهم: الألباني، والأرناؤوط، إلّا أنّ الاستدلال به يبقى جائزاً مقبولاً؛ وذلك لأنّه يعدّ من قبيل الحثّ على فضائل الأعمال، وقد انطبقت عليه شروط صحّة وجواز الاستدلال لكونه ليس شديد الضعف، ويندرج أيضاً تحت أصل ثابت هو الترغيب في الزيادة في الطاعات والعبادات في هذه الأيام الفضيلة؛ أي أيام عشرة من ذي الحِجّة، كما أنّ له شاهداً صحّحه الألباني عن بعض أزواج الرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ).

 

أعمال مستحبة في عشرة من ذي الحجّة:

 

كما يُستحبّ الصيام في هذه الأيام، فإنّ هناك عدداً آخر من الأعمال المستحبّة فيها، منها:

  • الاجتهاد في أداء أعمال الحجّ والعمرة، وتعدّان من أفضل العبادات الممكنة في تلك الأيام، والحجّ المبرور كما أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يورث صاحبه دخول الجنة، حيث قال: (الحجُّ المبرورُ ليسَ لهُ جزاءٌ إلا الجنَّةُ)، والحجّ المبرور هو ما كان على صفة حج الرسول صلّى الله عليه وسلّم، دون أن يخالطه إثم أو رياء، وكان محفوفاً بالأعمال الصالحة والطاعات.
  • الإكثار من صلاة النافلة، والحرص على أداء الصلوات جماعةً على وقتها، فهي من العبادات الجليلة التي يترتب عليها أجر كبير للإنسان.
  • الإكثار من ذكر الله تعالى، والتكبير، والتهليل، والتحميد، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حثّه على ذلك في هذه الأيام على وجه الخصوص، حيث قال: (ما من أيامٍ أعظمُ عند اللهِ ولا أحبُّ إليه العملُ فيهن من أيامِ عشرِ ذي الحجةِ أو قال هذه الأيامِ فأكثروا فيهن من التسبيحِ والتكبيرِ والتحميدِ والتهليلِ)، وكان الصحابة يحرصون على التكبير في هذه الأيام أشدّ الحرص، حيث كان أبو هريرة وابن عمر -رضي الله عنهما- يخرجان إلى الأسواق فيكبران فيها حتى يكبّر الناس معهما، وكانت مِنى ترتجّ بتكبير الناس فيها، ويستحبّ للمسلم أن يكبّر جهراً فيها، ويرفع صوته.
  • الإكثار من الصدقات المالية، والمعنوية كذلك، ففيها أجر كبير، وهي باب عظيم للإحسان للناس، خاصّةً الفقراء والضعفاء منهم، كما أنّها تزيد من قوة الروابط الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع المسلم، فتجعله أكثر تماسكاً وتقارباً.
  • الإقبال على ذبح الأضاحي؛ تقرباً لله تعالى، ومن ثمّ الاقتداء بسنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بالأكل منها، وإطعام الفقراء، وإهداء الأقارب.
  • الحرص على قيام الليل، الذي حثّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو من صفات عباد الرحمن الذين يجتهدون بالصلاة، والذكر، والدعاء، والاستغفار في الليل.
  • المباردة في التوبة إلى الله عزّ وجلّ، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي؛ وذلك لما للتوبة من فضائل؛ حيث إنّها سبب في دخول الإنسان إلى الجنّة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
  • صيام يوم عرفة على وجه الخصوص، فهو من السنن المؤكدة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد ثبت أنّه قال فيه: (أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه، والسنةَ التي بعده)، إلّا أنّ الحاجّ الواقف بعرفة لا يُستحبّ له صيام ذلك اليوم؛ لما ثبت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وقف في عرفة مفطراً.
شارك المقالة:
84 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook