ضربات القلب السريعة

الكاتب: وسام ونوس -
ضربات القلب السريعة

 

 

ضربات القلب السريعة.

 

ينبض القلب في الدقيقة الواحدة عدداً من النبضات يتراوح ما بين ستين إلى مئة خلال الراحة، وإنّ زيادة سرعة ضربات القلب عن هذا الحدّ أثناء الراحة يُعرف بضربات القلب السريعة (بالإنجليزية: Tachycardia)، وفي الحقيقة تحدث هذه الحالة نتيجة نبض الحجرات العلوية أو السفلية للقلب بسرعة تفوق الحدّ الطبيعيّ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا التسارع في ضربات القلب يُسفر عن معاناة المصاب من عدم قدرة قلبه على ضخ الدم بفاعلية إلى باقي أجزاء الجسم، ممّا يؤثر في كمية الدم الواصلة إلى مختلف أعضاء الجسم بما فيها القلب، ويجدر بيان أنّ تسارع ضربات القلب يتطلب عمل القلب بسرعة أكبر، وحتى يؤدي القلب مهامّه بالسرعة المطلوبة لا بُدّ من تزويده بكمية أكبر من الأكسجين، وفي حال عدم وصول الكمية الكافية من الأكسجين إليه فإنّ ذلك يُسفر عن موت خلايا القلب وربما وصل الأمر حدّ المعاناة من النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack)، وعليه يمكن القول إنّ تسارع ضربات القلب مشكلة صحية قد تكون خطيرة في بعض الأحيان، وتعتمد درجة الخطورة وشدة الحالة على عاملين رئيسيين، أمّا الأول فهو السبب الكامن وراء المشكلة، وأمّا العامل الثاني فهو الدرجة التي يزيد فيها الجهد المبذول على القلب.


وفي الحديث عن المُسبّب يجدر بيان أنّ المُسبّب الرئيسيّ الكامن وراء الإصابة بتسارع ضربات القلب هو اضطراب الإشارات الكهربائية التي تتحكم بضخ القلب للدم، ويمكن أن يحدث هذا النوع من الاضطرابات نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Overactive Thyroid Gland)، أو تناول أنواع معينة من الأدوية، أو شرب الكحول، أو الإصابة باضطرابات خلقية في القلب، أو تناول المُخدّرات والأدوية الممنوعة قانونياً، أو التدخين، أو اضطراب مستوى الكهارل في الجسم، أو المعاناة من مرض ضغط الدم المرتفع، أو بعض مشاكل الرئة، أو مشاكل القلب.

 

علاج ضربات القلب السريعة

 

علاج نوبة ضربات القلب السريعة

هناك بعض الحالات التي يمكن أن تعود فيها ضربات القلب السريعة إلى وضعها الطبيعيّ دون أيّ تدخلّ طبي، ولكن هناك حالات أخرى تتطلب بعض العلاجات للسيطرة عليها، نذكر من هذه الخيارات والطرق ما يأتي:

  • مناورات العصب الحائر: (بالإنجليزية: Vagal maneuvers)، إذ يتمّ من خلال هذه المناورات السيطرة على العصب الحائر المعروف بالعصب المُبهم أيضاً، وهذا بدوره يساعد على السيطرة على ضربات القلب السريعة.
  • الأدوية: يمكن اللجوء للأدوية المعروفة بمضادات اضطراب النظم (بالإنجليزية: Antiarrhythmic agent) في حال فشل مناورات العصب الحائر في السيطرة على حالة تسارع ضربات القلب، ويجدر بيان أنّ هذه الأدوية تُعطى على شكل حبوب أو حقن.
  • تقويم نظم القلب: (بالإنجليزية: Cardioversion)، ويتمّ هذا التقويم إمّا باستخدام لصقات خاصة، وإمّا باستخدام ما يُعرف بمزيل الرجفان الخارجي الآلي (بالإنجليزية: Automated external defibrillator)، ويُلجأ إلى هذا النوع من العلاجات في الحالات الطارئة التي تتطلب استعادة نظم القلب الطبيعيّ بسرعة، أو في الحالات التي يفشل فيها استخدام الأدوية ومناورة العصب الحائر في السيطرة على الحالة.

 

علاج مُسبّب ضربات القلب السريعة

يعتمد علاج حالات الإصابة بتسارع ضربات القلب على السيطرة على المُسبّب وعلاجه، ومن الطرق العلاجية المتبعة للسيطرة على بعض المُسبّبات ما يأتي:

  • الحُمّى: قد تكون الحمّى هي السبب الكامن وراء معاناة المصاب من تسارع ضربات القلب، وعندها يمكن السيطرة على الحالة بإعطاء خافضات الحرارة مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وفي حال كان السبب وراء الحمّى هو الإصابة بعدوى بكتيرية فإنّ إعطاء المصادات الحيوية أمر لا بُدّ منه.
  • فقدان الدم: يمكن أن يشعر المصاب بزيادة سرعة ضربات القلب عند فقده كمية من الدم، وغالباً ما تُعالج هذه الحالات من خلال عمليات تقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion) أو نقل السوائل عن طريق الوريد، ولذلك بحسب حالة المصاب وبحسب ما يراه الطبيب مناسباً، وبعد إجراء ذلك يسعى الطبيب جاهداً لمعرفة سبب النزيف للسيطرة عليه بالطريقة الملائمة.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، وتُعالج مثل هذه الحالات بإعطاء الأدوية المضادة لها، مثل ميثيمازول (بالإنجليزية: Methimazole)، ومن العلاجات البديلة التي تُعطى للسيطرة على فرط نشاط الغدة الدرقية أيضاً: اليود الإشعاعيّ الذي يدمر الغدة الدرقية، وأخيراً يمكن اللجوء إلى الخيارات الجراحية للحدّ من فرط نشاط هذه الغدة.
  • اضطراب النظم القلبيّ: قد يكون السبب وراء الإصابة بتسارع ضربات القلب هو المعاناة من حالة عدم اضطراب النظم القلبيّ، وعندها يمكن اللجوء للعديد من الخيارات العلاجية للسيطرة على المشكلة، منها تدليك الشريان السباتيّ، أو إعطاء بعض الأدوية مثل: أميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium channel blockers)، وحاصرات المستقبل بيتا الودي (بالإنجليزية: β-Blockers)، وأخيراً يمكن اللجوء لما يُعرف بالاستئصال بالقسطرة بواسطة الذبذبة الراديويّة (بالإنجليزية: Radiofrequency catheter ablation) الذي يتمّ خلاله تدمير الأنسجة القلبية المسؤولة عن إحداث اضطراب نظم القلب.
  • مشاكل الرئة: في حال كان السبب وراء معاناة الشخص من زيادة سرعة ضربات القلب هو إصابته بإحدى مشاكل الرئة فإنّ علاج هذه المشكلة يكون كفيلاً بالسيطرة على ضربات القلب وإعادتها إلى وضعها الطبيعيّ، فمثلاً في حال وجود خثرة في الرئة، يكون العلاج بإعطاء الأدوية المناسبة التي تساعد على إذابة هذه الخثرة والتخلص منها، وكذلك يجدر علاج الالتهاب الرئوي في حال تسببه بتسارع ضربات القلب، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي مشاكل الرئة.

 

شارك المقالة:
92 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook